أبوظبي - سعيد المهيري
كشفت شرطة دبي لغز جريمة قتل غامضة ظهرت بداية وكأنها مجرد حادث حريق لشقة، إلا أن التحقيقات أثبتت أن وراءها خمسة متهمين بينهم امرأة نفذت عمداً عملية قتل مدير عام إحدى الشركات الخاصة.
وأوضح مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، أنه "تم تشكيل فريق خاص للبحث والتحري، بعد وقوع الحريق، وتحول فريق العمل إلى خلية نحل لكشف هذا الغموض ومعرفة أسباب ودوافع الجريمة وتحديد شخصية المتهمين المشاركين فيها".
وأضاف أن "تفاصيل الواقعة تعود إلى ورود بلاغ إلى إدارة مركز القيادة والسيطرة مساء الجمعة، الثالث من الشهر الجاري، يفيد بوقوع حادث حريق في إحدى الشقق بمنطقة المحيصنة الرابعة، وأن الدفاع المدني قد سيطر على الحريق ومنع امتداده إلى الشقق المجاورة، وحين تم كسر باب الشقة والدخول إليها وإخماد الحريق نهائياً، شاهدوا جثة صاحب الشقة المدعو (ب.ر) ملوثة بالدخان ملقاه في الممر أمام غرفة النوم ولا توجد عليها آثار أي اعتداء، الأمر الذي أثار الشكوك في أن الحريق كان مفتعلاً وصاحب الشقة تعرض لجريمة قتل".
وأوضح اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري أن "فريق العمل الذي تم تشكيله قام بالبحث والتحري، وتبين بأن المجني عليه دخل الشقة مساء ذلك اليوم وبرفقته شخصين، ومن ثم انضم إليهم امرأتان، وبعد مدة من الزمن غادر الشقة الشخصان اللذان كانا برفقة المجني عليه ومعهما المدعوة (ر.س)، وبقيت المدعوة (ز.أ) مع المجني عليه، وفي حوال العاشرة ليلاً غادرت الشقة، وبعد فترة وجيزة تم انبعاث الحريق منها، الأمر الذي أدى إلى زيادة الشكوك بأن المرأة قد تكون هي من قام بافتعال الحريق في الشقة عمداً".
وأضاف اللواء المنصوري أن البحث والتحري أدى إلى التوصل للشخصين اللذين كانا برفقة المجني عليه بالشقة، وأفادا بأنهما كانا برفقة المجني عليه في نفس يوم الجريمة وقاما بالاتصال بالمرأتين لجلبهما إلى الشقة مقابل مبلغ من المال، وبسؤالهما عن هوية المرأتين أو عن أي شيء يدل على عنوانهما أفادا بأنهما لا يعرفانهما من قبل ولا يعرفان هويتهما وإنما المجني عليه هو من قام بالاتصال بهما وإحضارهما".
وبمواصلة البحث والتحري تبين بأن "المرأتين تعملان في مجال الدعارة تحت إدارة امرأة تدعى (ب.د) المتهمة الخامسة، آسيوية الجنسية، وتم القبض عليها في منطقة هور العنز، وبسؤالها عن المرأتين اللتين أرسلتهما إلى المجني عليه، أفادت بأن إحداهن تسكن مع مجموعة من النسوة، والثانية في منطقة هور العنز، فتم إلقاء القبض على المتهمات الثلاث".
وبسؤالها أفادت المتهمة (ز.أ) بأنها "بقيت والمجني عليه بالشقة نزولاً عند رغبته وزيادة مبلغ ألف درهم، فوافقت على البقاء إلا أن المجني عليه ونظراً لإفراطه في تناول المشروبات الكحولية، بدأ يتذمر من المكالمات التي كانت ترد إليها من صديقها وصار يصرخ عليها، ومن ثم نشب خلاف بينهما على المبلغ المالي فقامت بدفعه مما أدى إلى سقوطه على الأرض، واستغلت عدم مقدرته على الحركه، فقامت بسرقة هاتفيه وخاتمين وأسوار ذهبية ومبلغ مالي، ومن ثم قامت بحرق الصالة مستخدمة مجموعة من الملابس، وتمكنت من الحصول على مفتاح باب الشقة، وإغلاقها من الخارج وفرت هاربة إلى مقر سكنها إلى أن تم القبض عليها من قبل رجال المباحث".