الهيئة الانتخابية

لجأ مرشحون إلى تكثيف ظهورهم الإعلامي والدعائي على الساحة العامة في الأيام الأخيرة التي تسبق عملية التصويت، بهدف البقاء في ذاكرة الناخبين، من أعضاء الهيئة الانتخابية، في الأيام الحاسمة، اعتماداً، على ما يبدو، على كون الذاكرة العامة قصيرة المدى.

وأوضح عدد من المرشحين، أنَّهم يفضلون تركيز حملاتهم الانتخابية والدعائية خلال الأيام الأخيرة، التي تسبق عملية الاقتراع، في يوم التصويت على اختيار أعضاء المجلس الوطني، معتبرين ذلك هو الخيار الأنسب في الوصول إلى أهدافهم والوصول إلى الناخبين، وإقناعهم ببرامجهم الانتخابية.

ظواهر وملاحظات مختلفة، يرصدها المتتبع للمشهد الانتخابي وسير حملات المرشحين والدعاية لهم في رأس الخيمة. المرأة المرشحة، بدورها، لم تغب عن لوحات الدعاية على أعمدة الإنارة في الطرق العامة بمدينة رأس الخيمة ومناطق الإمارة الأخرى، إلّا أنها في عدد من الحالات لجأت إلى صور أقل وضوحاً أو نقاء أو مباشرة، أو ما يمكن وصفه بـ«الصور الشفافة»، وذلك بشكل مقصود، ما يعكس، بحسب بعض المراقبين، حالة من «الحياء»، ويحاكي، بشكل أو بآخر، منظومة القيم والتقاليد والعادات الاجتماعية، الخاصة بظهور المرأة في الأماكن العامة أو الإعلانات العامة.

في جانب آخر، «تفنن» عدد من المرشحين في رأس الخيمة في إنتاج «فيديوهات» خاصة بحملاتهم الانتخابية الدعائية، بهدف الترويج لأنفسهم وإقناع الناخبين بهم، وهي بشكل عام «فيديوهات» قصيرة، تراوح مدتها من دقيقتين إلى أربع دقائق، أنتجتها شركات متخصصة في الإنتاج التلفزيوني والمونتاج، تعمل في رأس الخيمة أو بعض الإمارات الأخرى الكبيرة.

المنافسة الحامية بين المرشحين، حسب وصف متابعين، دفعت عدداً منهم إلى الإقبال على عمل «الفيديوهات» الخاصة بهم للترويج لهم وإقناع الناخبين والمواطنين إجمالاً ببرامجهم وطروحهم الانتخابية، فيما قادت المنافسة بعضهم إلى طلب «فيديوهات» أخرى وجديدة، رغم إنتاج أحدها لهم سابقاً، بعد مشاهدتهم لـ«الفيديوهات» العائدة لمنافسيهم من المرشحين الآخرين.

محرر فيديو (مونتير) في إحدى الشركات المتخصصة في رأس الخيمة، أشار إلى أن الشركة، التي يعمل لديها، أنتجت وحدها 30 «فيديو» دعاية انتخابية لعشرة مرشحين، حتى ظهر أمس، تسعة منهم من رأس الخيمة، مقابل مرشحة واحدة من الشارقة، وهذه «الفيديوهات» المنتجة، الخاصة بالمرشحين، مختلفة ومتنوعة.

ومصدر متخصّص في حقل إنتاج «فيديوهات» المرشحين، أكد أن ما حصدته من نجاح واسع، والمشاهدات الكبيرة والإعجابات الكثيرة، على مواقع التواصل الاجتماعي الكثيرة، و«الإنترنت» والهواتف الذكية، في مقدمتها «يوتيوب» عزز التنافس في هذا الحقل، ورفع حجم الطلب على «الفيديوهات» الخاصة بالمرشحين. المصادر ذاتها لفتت إلى أن النشاط في سوق إنتاج «فيديوهات» المرشحين والإقبال عليها، وصل بتكلفة «الفيديو» الواحد، الذي لا تتعدى مدته أربع دقائق، إلى 10 آلاف درهم.

«السيلفي» بدوره دخل خط الدعاية الانتخابية في رأس الخيمة، لتسجل طريقة التصوير الذاتي أو الجماعي، المعروفة بهذا الاسم، والمنتشرة بشكل واسع، حضورها في المشهد الانتخابي، بعد أن استخدمها عدد من المرشحين والمرشحات في الدعاية لأنفسهم، وسخروها للترويج لحملاتهم بين الأهالي، لاسيّما من لهم حق التصويت. «فيديو السيلفي» برز تحديداً، بظهور بعض المرشحين، وهم يتحدثون بطريقة التصوير الذاتي عن أنفسهم وبرامجهم الانتخابية.