أبوظبي – صوت الإمارات
طالب المجلس الوطني الاتحادي، خلال جلسته الرابعة، من دور انعقاده العادي الأول للفصل التشريعي السادس عشر، التي عقدها، أمس، بزيادة الاعتمادات المالية المخصصة لمركز الإحصاء والأبحاث الصحية في وزارة الصحة، للتمكن من إجراء المسوحات بشكل دوري للوقوف على العوامل التي تؤثر في الصحة العامة، ووضع الخطط والاستراتيجيات للحد من الأمراض المنتشرة، منها السمنة، ومرض السكري، والأمراض النفسية، والإدمان، وأمراض السرطان، والسكتة الدماغية.
وأكد المجلس في توصياته بشأن "سياسة وزارة الصحة"، أهمية عمل بطاقات خاصة بالمسنين لتمكينهم من الحصول على الخدمات والتسهيلات الخاصة بكبار السن، وتوفير مجمع سكني طبي لكبار السن في كل إمارة، بما يحقق لهم التلاؤم والتكيف التام مع محيطهم، والإسراع في الانتهاء من قانون الصحة النفسية، وذلك للحفاظ على حقوق المرضى النفسيين، والعاملين في مجال الطب النفسي.
وكان المجلس أعاد خلال جلسته التي حضرها وزير الصحة، عبدالرحمن محمد العويس، ووزيرة الشؤون الاجتماعية، مريم محمد الرومي، التوصيات إلى لجنة الشؤون الصحية والعمل والشؤون الاجتماعية، لصياغتها ورفعها للمجلس.
وتضمنت مناقشة الموضوع أربعة محاور، هي دور وزارة الصحة في الوقاية من الأمراض والتوعية الصحية، ودور الوزارة في توفير الرعاية الصحية للمسنين، واستراتيجية الوزارة في شأن الأمراض النفسية، وتراخيص مزاولة المهن والأنشطة الطبية في الدولة.
وأعرب وزير الصحة، عبدالرحمن محمد العويس، عن شكره وتقديره لأعضاء المجلس وأعضاء اللجنة، على أعداد التقرير الشامل والدقيق بشأن سياسة وزارة الصحة، وعلى الجهد الذي استغرقته اللجنة، سواء في الفصل السابق أو الفصل الحالي، لمناقشة هذا الموضوع، مؤكدًا موافقته على جميع توصيات اللجنة، وقال إن "توصيات اللجنة ممتازة، ونوافق عليها جميعها، ومن دون أي تحتفظ".
واستعرض موازنة الوزارة التي تتضمن رواتب ومستلزمات وأصولًا مالية، وأكد أن هناك نموًا جيدًا مقارنة مع السنوات السابقة، مشيرًا إلى أعداد المستشفيات التي وصل عددها إلى 17 مستشفى، والمراكز التي وصلت إلى 72 مركزًا، فيما بلغت أعداد المواطنين العاملين في الوزارة
3628 مواطنًا، وأن القوى العاملة المواطنة من الموظفين الجدد تشكل النسبة الأكبر، والهيئات الصحية تستقطب الكثير.
وأشار إلى أن عدد المبتعثين وصل إلى 108 مبتعثين للدراسة في الخارج، مؤكدًا أهمية مساندة الوزارة في العديد من الموضوعات، ولاسيما التأمين الصحي، ودعم موازنة الوزارة، ورؤية موضوع فصل التنفيذ عن التشريع، إضافة إلى استقطاب الكوادر المواطنة.
وطالب المجلس الوطني الاتحادي، في توصياته، بفتح كليات حكومية وخاصة لتدريس التخصصات الطبية الفنية التي يوجد بها نقص في الدولة، وبناء مبادرات استراتيجية لتشجيع الكوادر الوطنية، وتحفيزها على الالتحاق بتخصصات الصحة العامة، وإعداد البرامج الأكاديمية اللازمة في هذا الشأن، ووضع الضوابط واللوائح المنظمة للعمليات الجراحية الخاصة بتخفيف الوزن.
وطالب بإنشاء إدارات وأقسام متخصصة في أمراض الشيخوخة بمستشفيات الدولة، ومراكز الرعاية الصحية الأولية، على أن تراعي الخطة الوطنية الشاملة لرعاية المسنين، وتقدير الزيادة المتوقعة في أعدادهم، والنظم الحديثة في البنية التحتية المؤهلة للمسنين.
وأكد المجلس أهمية توفير الخدمات الصحية النفسية بشكل يتناسب مع التوزيع السكاني في الدولة، وتوفير عيادة نفسية في كل مستشفى لتقديم خدمات الصحة النفسية الأولية، ومنح العاملين في الصحة النفسية حوافز مالية ومعنوية لتشجيعهم للعمل في هذا المجال، والإسراع في إنجاز مشروع البورد الإماراتي للتخصصات الطبية.
وفي مجريات الجلسة، تناول عضو المجلس، محمد اليماحي، التحديات التي تواجه وزارة الصحة في موضوع مرض السرطان، وكذلك موضوع مصابي التوحد، وارتفاع نسبة الأطفال المصابين بهذا المرض، وارتفاع كلفة الرعاية، وتأخر اكتشاف المرض، وقلة عدد المراكز المتخصصة لتقديم خدمات لأطفال "متلازمة داون"، خصوصًا في ظل عدم وجود مستشفى متخصص في المناطق الشمالية إلا في دبي.
ورد وزير الصحة أن الوزارة حريصة على أن يكون هناك مركز متخصص لهذا الموضوع، والآن إضافة إلى مستشفى توام، ومستشفى عبيدالله في رأس الخيمة، كمركز مرجعي يخدم المناطق الشمالية، نتابع هذا الموضوع، لاسيما في البدايات، وهناك العديد من المبادرات، وهناك حملات يشترك فيها أكثر من جهة، والأرقام المستفيدة تتجاوز الآلاف.
وذكر أن الوزارة متعاقدة مع مختبر مرجعي مهم في أبوظبي، وهو المعني بإجراء الفحوص المتقدمة، وهو أفضل من إرسالها إلى الخارج، ونقوم بتنسيق الجهود في ما يخص التعامل مع مرض السرطان، ونحيل بعض الحالات إلى مستشفى الشيخ خليفة التخصصي في رأس الخيمة.
وأضاف أن هناك تجربة رائدة لمركز الشيخ زايد في واشنطن، وتعاونا مع المركز للحصول على آلية الفحص المبكر لـ"متلازمة داون"، من خلال الأجهزة الحديثة والدراسات التي تكشف عن المرض منذ الولادة، مشيرًا إلى أن مقدرة الطب في هذه المجالات تبقى محدودة، مؤكدًا أن اكتشاف المرض بشكل مبكر يبقى مهما جدًا، ونسعى إلى زيادة المراكز وتفعيلها.
وأوضح عضو المجلس، سالم علي الشحي، إن هناك بعض النقاط التي تحتاج إلى دراسة ومتابعة، مستعرضًا الخطة العلاجية في مجال التوعية من الأمراض، مشيرًا إلى أن العديد من المواطنين يقولون لا نتعالج إلا في دبي أو أبوظبي وليس في مستشفيات وزارة الصحة، وتساءل إن كانت هناك ميزانيات مخصصة للتثقيف والتطعيم.