الشيخ محمد بن زايد آل نهيان

أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، في جلسته في القمة العالمية للحكومات 2016، تحت عنوان "العقيدة التكاملية"، أن "حادث الحريق الذي وقع ليلة رأس السنة الميلادية في فندق العنوان، مثله مثل كل حوادث الحرائق، ومتكرر"، موضحًا أن الإمارات استعدت لهذا الحريق منذ عام 2003، إذ إن الاستجابة للحريق في الوقت ذاته تعد خسارة كبيرة، وينبغي الاستجابة له قبل وقوعه.

وأوضح آل نهيان أن دولة الإمارات تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تمكنت على مدى السنوات الماضية من استشراف المستقبل بعقيدة راسخة وحس وطني، لإيصالها إلى أعلى المراتب.

وأضاف أن ما حدث لدولة الإمارات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ناجم عن تكاتف المجتمع في إظهار الصورة الحسنة للدولة، والعمل بروح الفريق والوصول إلى الرقم الأول تمامًا كما وصلت إليه القيادة الرشيدة في الدولة، موضحًا أن نتائجه ظهرت في السيطرة على حريق فندق العنوان، أخيرًا.

وذكر أن "استشراف المستقبل، إن كان معدًا بشكل صحيح فستكون نتائجه إيجابية وناجحة، تمامًا كما نجح فريق إطفاء حريق العنوان، لكن إن لم يكن معدًا بالصورة الصحيحة فستكون نتيجته عكسية"، مضيفًا أن الحريق الذي أتى على 87 محلًا في السوق المركزي في أبوظبي نتيجة ماس كهربائي، كانت له خسائر مادية نتيجة سوء إدارته.

وتابع آل نهيان أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كان متواجدًا أثناء السيطرة على الحريق، والذي أكد أنه ينبغي التعامل مع هذا النوع من الحرائق بمستوى أعلى من الكفاءة، مؤكدًا أن "التخطيط للسيطرة على الحرائق بدأ منذ 2003، لكن ظهرت نتائجه في 2015 عندما تمكن فريق الإطفاء من السيطرة عليه في وقت قياسي، حال دون انتشاره إلى المباني القريبة".

وأضاف "الأولويات تحدد النتائج، وينبغي على الحكومات وضع أولويات مناسبة لتكون لديها نتائج إيجابية"، موضحًا أن "استشراف المستقبل يحتاج إلى العمل من أجله، وجهد لتنفيذه، إذ إنه لا يوجد عمل خارق مثل الأفلام لتنجح الدول، بل عليها أن تعمل بجهد، وهي العقيدة المتكاملة للحكومة والقيادة والشعب".

وذكر أن الحكومات تعمل تمامًا كجسد الإنسان المتكامل في حواسه، إذ العين مرتبطة بالدماغ الذي يحلل المعلومات التي تصلها، والدماغ مرتبط كذلك بالقلب، إذ إن التكامل عنصر رئيسي للنجاح في أي عمل، مؤكدًا أن "ما حصل في حريق فندق العنوان هو تكامل واستشراف دون أدنى شك، إذ إن الصورة التي رأيناها تجمع بين فريق العمل وهم رجال الدفاع المدني الذين شاركوا بكل بسالة في إطفاء الحريق تحت قيادة حكيمة، وأوجّه لهم شكري، وإلى المجتمع الإماراتي الذي ساهم بالمقدار نفسه من الإيجابية".

وأفاد آل نهيان بأن رجال الدفاع المدني، والشركة القائمة على إدارة الفندق، والفرق التي شاركت في إدارة الحشود الذي بلغ عددهم مليونًا ونصف المليون شخص، كان لهم الفضل الكبير في إنهاء الحريق دون خسائر بشرية، ودون انقطاع للتيار الكهربائي، موضحًا "لم يكن عملًا منفردًا، بل جهد مجتمع متكامل".

وأوضح أن "الإمارات محظوظة بقيادة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد، الشخصيتين المتجانستين، واللذين أعطيا الدولة عقيدتها المتكاملة بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان"، موضحًا أن الشيخ محمد بن راشد، خطط لأن يكون في الدولة أرقى كيلومتر في العالم، فيما خطط الشيخ محمد بن زايد لاستشراف المستقبل في السيطرة على الحوادث، واجتمعت رؤيتهما في السيطرة على حريق "العنوان".

وتابع "تواصلنا مع الجميع بعد حريق فندق العنوان بثلاثة أيام عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمعرفة رأيهم وتقييمهم لحادث الحريق، وكيف تعاملت معه فرق الإطفاء في الدولة"، لافتًا إلى أن الهدف لم يكن لمعرفة النقاط الإيجابية بل لمعرفة أين تكمن فرص التحسين في عمل الفريق، وكانت النتيجة نسبة رضا بلغت 98%.

وأضاف آل نهيان أنه بعد الحادث بـ20 دقيقة تواصل معه قائد شرطة مدينة نيويورك، والذي قال له إن شرطة نيويورك مستعدة لتقديم الدعم والاستشارة في حال احتاجته الدولة، موضحًا "دون شك هذا هو التكامل حتى من خارج الدولة، ومنه تشكل الحكومات عقائدها الخاصة".