نيويورك - صوت الإمارات
حذرت دولة الامارات من النتائج التي تعكسها الصراعات في منطقة الشرق الأوسط وتحديدا في سوريا والعراق وليبيا واليمن ومن قبلها الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود باتجاه خلق المزيد من العنف وإيجاد فراغ سياسي يسهم في زيادة توجهات التطرف الممتد آثاره لخارج حدود الدول مما يشكل تهديدا خطيرا على حالة إستقرار المنطقة بأكملها.
جاء ذلك في البيان الذي أدلت به سعادة السفيرة لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة أمام الاجتماع الوزاري الخاص الذي عقده مجلس الأمن مؤخرا حول "دور الشباب في مكافحة التطرف العنيف وتعزيز السلام".
وأعربت السفيرة نسيبة عن شكرها لسمو الأمير حسين بن عبدالله الثاني ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية الذي ترأس الجلسة لعقده هذه المناقشة الهامة والأمين العام والمتحدثين لآرائهم القيمة.
وأكدت على موقف دولة الإمارات قائلة إنها تشاطر المملكة الأردنية الرأي في أن "الشباب لا ينبغي أن ينظر إليه فقط كضحايا بل أيضا كشركاء في وضع خطة بناءة تكافح انتشار التطرف والعنف وتصلح ما خلفته الحروب التي تشنها قوى التعصب والكراهية ".
وبالحديث عن الأسباب الاجتماعية والاقتصادية التي تجعل من الشباب عرضة للتجنيد والتطرف لفتت السفيرة الى الزيادة العالمية الكبيرة في أعداد الشباب وتأثير ذلك على مستوى الخدمات الأساسية كالتعليم وتزايد البطالة وتنامي الشعور بالاغتراب والظلم المجتمعي".
ونبهت إلى إن الصراعات العنيفة في منطقة الشرق الأوسط تحديدا في "سوريا والعراق وليبيا واليمن ومن قبلها الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود قد تسببت في المزيد من العنف وفي إحداث شرخ في النظام الأمني العالمي" ..مضيفة أن هذه الأزمات "خلقت فراغا سياسيا أسهم في زيادة التطرف ووفر منطلقا لامتداد آثارها لخارج الحدود مهددة استقرار المنطقة بأكملها".
وأكدت أن دولة الإمارات ترى أن تنظيم داعش قد "استغل هذه العوامل للتغرير بالشباب وشن حرب ضد المدنيين وإلحاق الاذى بهم ..موضحة أن مثل هذه الأفعال تشكل انتهاكا واضحا للعقيدة الاسلامية وتعاليمها السمحاء.
وقالت إن استمرار داعش والمنظمات المتطرفة والإرهابية الأخرى جاء بفضل شبكات اتصالات عالمية قوية توفر الدعم المالي لها وتيسر سفر المقاتلين ..موضحة أن المقاتلين الأجانب الذين يفدون إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش يأتون من أكثر من 90 بلد.
ونوهت السفيرة إلى تبني دولة الإمارات لاستراتيجية شاملة في مواجهة العنف تستند إلى دعم حق التعليم بما في ذلك للفتيات وبناء اقتصاد قائم على المعرفة يعزز فرص دخول الشباب لسوق العمل الحديث وتشجيعهم على أخذ دور قيادي ومسؤوليات أكبر لبناء المجتمع والبلاد.
وقالت ان هذه الاستراتيجية تعتمد أيضا على منع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لنشر الفتنة وتجنيد المتطرفين ..لافتة الى قيام الامارات بالاشتراك مع الولايات المتحدة الامريكية بانشاء مركز عمليات الكتروني لمواجهة استغلال المتطرفين للإعلام الالكتروني واقتراح خطاب ذو مصداقية دينية.
وأضافت أن الاستراتيجية تسعى أيضا لتعزيز قيم التسامح من خلال إقامة شراكات مع المؤسسات والرموز الدينية الجليلة مستشهدة بقيام الإمارات باستثمار مبلغ 20 مليون دولار أمريكي في تدريب الائمة بالمناطق الريفية في أفغانستان لنشر التعاليم الاسلامية المعتدلة فضلا عن انشاء مجلس حكماء المسلمين في أبوظبي بهدف تعزيز قيم الاسلام السمحاء.
وذكرت أن الإمارات ساهمت أيضا في دعم الشباب في الدول المتضررة عبر تقديم الخدمات للاجئين السوريين والعراقيين فضلا عن تقديم الدعم الكامل لمصر وتوفير برامج للشباب ..وقالت إن الإمارات تقدم "الدعم الكامل لمصر وتوفر برامج للشباب الذين تبلغ نسبتهم 30 في المائة من إجمالي الشباب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فالعمل على دعم استقرار مصر يمثل حجر الزاوية لاستقرار المنطقة".
واقترحت السفيرة في بيانها جملة من التوصيات لمكافحة التطرف على المدى الطويل ..وحثت المجتمع الدولي على التحرك السريع عبر مجلس الأمن لاتخاذ إجراءات مشتركة عاجلة مع الدول المتضررة بشأن أية فظائع جماعية والاستفادة من الأطر القانونية في مواجهة قنوات التوظيف والتمويل وتنفيذ قرارات مجلس الامن ذات الصلة.
وشددت على ضرورة تعزيز دور النساء وبالتحديد الأمهات في بناء المجتمعات باعتبارهن خط الدفاع الأول في مواجهة التطرف.
كما شددت السفيرة نسيبة في ختام بيانها على أهمية وضع مسألة "تمكين الشباب ومعالجة همومه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية " على سلم الاولويات باعتبارها التزاما مشتركا ..وقالت "دعونا نمد يد العون لاكثر من 1.8 مليار شاب على مستوى العالم وخلق مستقبل أفضل لهم".
نقلًا عن وام