أبوظبي - صوت الإمارات
أكدت صحف الإمارات الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الافتتاحية أهمية تعزيز الوعي البيئي للمحافظة على المكونات المحيطة به كجزء من الهوية الوطنية .. مضيفة أن مدرسة المحافظة على البيئة التي وطد دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باتت تعاليمها منهجا فطريا لدى أبناء الإمارات.
كما نددت افتتاحيات الصحف بجريمة حرق الرضيع الفلسطيني التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون .. داعية كل الأطراف ذات الصلة بما في ذلك السلطة الوطنية الفلسطينية إلى إرسال ملف الجريمة إلى المحكمة الجنائية الدولية لتقديم دليل جديد تجاه وحشية إسرائيل و جرائمها .. متسائلة هل تتحرك العدالة الدولية وتكون فوق التأثير والضغوط التي قد تتعرض لها أم ستكون أقل من دعم شعب مظلوم تنتهك حياته بكل ما فيها وتعطي تفويضا جديدا ليواصل الاحتلال مجازره .. كما تناولت حقيقة الأهداف التركية من الحرب على الإرهاب.
وتحت عنوان " نموذج حي " قالت صحيفة " الرؤية " .. إنه حين ينطلق المرء من تلقاء نفسه في حالة من الوعي البيئي للمحافظة على المكونات المحيطة به كجزء من الهوية فإنه يعبر عن ارتقاء حسه بالمسؤولية الأخلاقية النابعة من أعماقه .. فلا أحد يجبر شخصا مثلا على إعادة سلحفاة إلى موطنها البحري بعد أن بعدت عنه .. وإن فعل .. فالأكيد أنه لم يكن ينتظر شكرا من أحد إذ يكفيه أنه طبق المبدأ الذي رسخ لديه وسلك الطريق الذي يرضي ضميره.
وأضافت " الرؤية " في افتتاحيتها أن هذه المشاهد تؤكد أن مدرسة المحافظة على البيئة التي وطد دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان " طيب الله ثراه " .. باتت تعاليمها منهجا فطريا لدى أبناء الإمارات .. وشعور كل فرد بأنه مسؤول عن مكونات البيئة وكائناتها لهو أقوى دليل على ما بلغه الإنسان هنا من إدراك لأهمية كل ما ينتمي إلى المكان .. ولا يقف الأمر عند ذلك بل يرفق الإدراك بأعمال واقعية لتقترن النظرية بالتطبيق وتكتمل دائرة النموذج الحي للعناية بالبيئة.
وحول استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي و تحت عنوان " الجريمة الكبرى " .. قالت صحيفة " البيان " .. إن جريمة حرق رضيع فلسطيني على يد مستوطنين أثارت ردود فعل واسعة لكنها فعليا ليست جديدة لأن الاحتلال يقتل ويحرق منذ ستين عاما والعالم يتفرج على هذه الجرائم ويكتفي بالتنديد أو تشكيل اللجان أو حض كل الأطراف على التهدئة.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحيتها أنه برغم أن شكل الجريمة يبدو مختلفا من حيث اقتحام بيت في نابلس وإيذاء عائلة آمنة لم تشارك بأي نشاط وحرق طفل رضيع فإن مضامين السلوك الإسرائيلي واحدة .. فالقتل عبر الحرق أو القتل عبر القصف أو الملاحقات الأمنية يؤدي إلى ذات النتيجة أي ترويع الفلسطينيين والتسبب بأضرار إضافية لهم فوق ضرر الاحتلال من سجن الأبرياء ومصادرة الأرض وتشريد الملايين.
وأضافت أن هذا هو العالم إذ يتصرف بانتقائية لأن الجريمة الكبرى كانت في الأساس نشوء الاحتلال وتشريد ملايين الفلسطينيين في العالم وسرقة أرضهم وهي الجريمة التي لا تغتفر وكل الجرائم الأخرى هي فروع للجريمة الأصل.
وأكدت " البيان " في ختام افتتاحيتها أن إسرائيل لا تتوقف عن غيها لأنها تعرف أن هناك في هذا العالم من لا يهمه أبدا شكل الجريمة أو مضمونها وهي تعرف دوما أن ردود الفعل تبدأ كبيرة ثم سرعان ما تصغر تدريجيا .. داعية كل الأطراف ذات الصلة بما في ذلك السلطة الوطنية ألا تسكت أمام هذه الجريمة وتذهب حتى النهاية في إرسال ملف الجريمة إلى الجنائية الدولية من أجل تقديم دليل جديد ضد إسرائيل حتى يقال للعالم إن هذه هي حقيقتها وبغير ذلك سيعود المستوطنون لارتكاب جرائم جديدة.
وبشأن الموضوع نفسه أكدت صحيفة " الوطن " .. أنه بدماء أبنائها وأطفالها وحتى الرضع تصرخ فلسطين وتستنهض همم العالم للتدخل واتخاذ موقف شجاع ينصف أهلها ويحق دماهم من استباحة آلة القتل الإسرائيلية لحياتهم وجميع مقوماتها.
وتحت عنوان "مساءلة الاحتلال " أضافت الصحيفة أن العالم أجمع صرخ غضبا وحزنا ورعبا بعد الجريمة الوحشية التي ارتكبها مستوطنو الاحتلال بحق الرضيع الفلسطيني الشهيد علي الدوابشة وكانت الدعوات تجمع على ضرورة معاقبة الجناة وعدم السماح بمرور الجريمة كآلاف غيرها دون مساءلة لكن هذا جميعه غير كاف فلا يمكن ترقبه دون مساءلة الكيان الغاصب ولن تكون الآمال بعدالة قابلة للتحقيق دون سوق المجرمين أمام العدالة أو إصدار مذكرات بحث بحقهم تجعلهم يوقنون أن صبر العالم نفد وأن الحق لا بد أن يأخذ مجراه خاصة في مواجهة احتلال قام على سفك دم الفلسطينيين ويواصل ولا يمكن أن يرتدع طالما بقي يعتبر نفسه فوق القانون وفوق القرارات الدولية التي ينتظر الشعب الفلسطيني الصامد تحقيقها منذ مدة عقود طويلة.
وأشارت إلى أن جرائم لاحتلال تصنف بين الإبادة وجرائم الحرب وهي التي ترتكب بحق كل ما يمت للفلسطينيين بتاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم الذي يحاول الاحتلال نسفه وعدم إبقاء أي مقومات لقيام الدولة الفلسطينية التي لاتزال الاعترافات العالمية بها دون دفع الاحتلال لوقف مجازره وبالتالي لم يعد من اللائق بحق المجتمع الدولي السكوت أو الرضوخ لكيان يرتكب كل الجرائم أمام سمع العالم وبصره وباستخفاف كامل .
واستطردت أنه بعد جريمة حرق الشهيد الرضيع الدوابشة والتي أثبت مستوطنو الاتلال أن عنصريتهم ودمويتهم تفوق كل وصف تحركت السلطة الفلسطينية باتجاه طرق باب المحكمة الجنائية الدولية في تحرك لم يعد يحتمل التأجيل بعد ضغوط أجلته مرات عدة سابقا .. مشيرة إلى أنه اليوم فإن العدالة الدولية أمام اختبار لا يحتمل التمهل أو التأجيل فإما تعزز الثقة بها وتتخذ اللازم بعد كل هذه المجازر الشنيعة أو أنها ستأتي بنتائج سلبية وتكون بمثابة تفويض للاحتلال لمواصلة ما يقوم به على مدار الساعة.
وتساءلت كيف يكون هناك حديث عن عدالة و/ 11 / ألف جريمة واعتداء ارتكبها المستوطنون منذ عام 2004 .. دون أن يتم توقيف أو مساءلة أي مجرم من الذين نكلوا بالفلسطينيين وممتلكاتهم ودون أن تتحرك الإرادة الدولية التي تدعي دعم الحق الفلسطيني .. وهل بقي شيء أو سبب لعدم تحرك العدالة .. اليوم هناك جرائم ترتكب علنا ومجازر بحق الإنسان والأرض والممتلكات وكل مقومات الفلسطينيين وهناك شكوى رسمية تقدمها السلطة الفلسطينية وتقارير من جمعيات ومنظمات أممية تؤكد ارتكاب جرائم حرب من قبل الاحتلال بحق الفلسطينيين .. فهل تتحرك العدالة الدولية وتكون فوق التأثير والضغوط التي قد تتعرض لها أم ستكون أقل من دعم شعب مظلوم تنتهك حياته بكل ما فيها وتعطي تفويضا جديدا ليواصل الاحتلال كل مجازره .
وتحت عنوان " الحرب على الأكراد " قالت صحيفة " الخليج " إنه يوما بعد يوم تتكشف حقيقة الأهداف التركية من الحرب على الإرهاب فالهدف المعلن شيء والهدف الذي تسعى إليه أنقرة عمليا شيء آخر .. " فتنظيم " داعش " الذي كان أداة تركية في عملية التخريب التي استهدفت الدول العربية وخصوصا سوريا والعراق لم يكن هو المستهدف في إعلان الحرب التركية الأخيرة إنما استخدم للتمويه والتغطية على الحرب التي تشنها على حزب العمال الكردستاني كي لا تتهم تركيا بأنها أعلنت الحرب على الأكراد لذا عمدت إلى أسلوب خبيث تعمدت فيه المزاوجة في الإرهاب بين "داعش" و"حزب العمال الكردستاني" ووضعتهما في مستوى واحد كي تضرب الأكراد بزعم أنها تحارب الإرهاب ".
وأضافت الصحيفة أن هذه الخطوة التركية التي وضعت حدا للمفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية سياسية للقضية الكردية وأنهت الهدنة التي تم التوصل إليها مع الزعيم الكردي المعتقل عبدالله أوجلان وأعادت الأزمة إلى المربع الأول بكل أبعادها وتداعياتها المحلية والإقليمية مع ما يترتب عليها من استئناف للنزف البشري والاقتصادي والعسكري ووضع تركيا في بؤرة الاضطراب الأمني كانت في الحقيقة محاولة من أردوغان لتصفية حساباته مع الأكراد الذين كانوا سببا في هزيمته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة وفقدانه الأغلبية النيابية التي حرمته من تحقيق حلم التحول إلى نظام رئاسي يجعل منه " سلطانا " عثمانيا جديدا.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيز الضربات الجوية اليومية على مواقع حزب " الكردستاني " في سوريا والعراق إضافة إلى الاعتقالات الواسعة في صفوف مؤيدي الحزب داخل تركيا دليل على أن " داعش " ليس هو المستهدف في الواقع و" المنطقة الآمنة " التي تسعى إلى فرضها في شمال سوريا لتحويلها إلى موطئ قدم للمعارضة السورية المسلحة التي تخضع لإمرتها ومعظمها مناطق حررها الأكراد من قبضة تنظيمي " داعش " و" جبهة النصرة " .. تؤكد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرر الانتقام من الأكراد لعله يعيد عقارب الساعة إلى الوراء من خلال خلط الأوراق الداخلية مجددا بما يسمح له إجراء انتخابات مبكرة على اعتقاد أنه بالحرب على الأكراد يشد العصبية التركية بما يمكنه من تعويض ما خسره في الانتخابات السابقة اعتقادا منه أن الأكراد الذين كان يعول على تأييدهم بعدما تعهد بحل قضيتهم قد خذلوه ومنحوا أصواتهم لـ "حزب الشعوب الديمقراطي " الجناح السياسي لـ" العمال الكردستاني " ولا يستبعد أن يعمد أردوغان في مرحلة لاحقة إلى مواجهة مع هذا الحزب لنزع الشرعية عنه بزعم أنه يمثل حزبا مدرجا على لائحة الإرهاب ومن ثم يطلب حله.
ورأت الصحيفة أن أردوغان يقوم بلعبة خطرة استكمالا لحساباته الخاسرة قد تؤدي إلى مزيد من الخسائر على الجبهة السياسية لحزبه في أي انتخابات جديدة مبكرة كما أنه يعرض تركيا إلى اضطرابات أمنية غير محسوبة ويدخلها في أتون صراعات داخلية دامية ومدمرة كما فعل بكل من سوريا والعراق.