قضاء ابو ظبي

تواصل الأجهزة الأمنيّة في أبوظبي التحقيقات في واقعة وفاة الطفلة "نزيهة" مع إدارة المدرسة، ومُشرفة الحافلة والسائق، التي توفيّت في حافلة لنقل الطلبة تابعة لمدرسة أكاديمية الورود الخاصة في أبوظبي.

واتّهم والد الطفلة إدارة المدرسة بالتسبّب في وفاة ابنته، مؤكدًا أنه سيُقاضي إدارة المدرسة، ولن يهدأ باله حتى يقتنص لها ممن أهملوا في حقها، حتى لا يتكرر الحادث مع طفل آخر.
فيما تواصل الأجهزة الأمنيّة في أبوظبي التحقيقات في الواقعة مع إدارة المدرسة، ومُشرفة الحافلة والسائق.

وذكر الأب: "أحمّل المسؤولية كاملة في وفاة ابنتي لكل من تساهل في تنفيذ اشتراطات السلامة والأمن التي وضعها مجلس أبوظبي للتعليم"، مشيرًا إلى أنّه سيلجأ للقضاء للقصاص؛ خاصة أنَّ المدرسة مسؤولة عن سلامة أكثر من 2000 طالب، مضيفًا: "ابنتي لم تقض إلا شهرًا واحدًا في روضة المدرسة التي التحقت بها منذ بداية العام الدراسي الحالي".

وطالب الأب الجهات المعنيّة في الدولة بتطبيق عقوبات مشدّدة بحق المُقصّرين للحفاظ على حياة الأطفال الآخرين، ليس فقط في المدرسة التي تسبّب إهمال إدارتها في وفاة ابنته، إنما في مختلف مدارس الدولة.

وروى والد الطفلة آخر يوم في حياة المجني عليها، بتصريحه: «ودعت وزوجتي ابنتنا البالغة من العمر ثلاث سنوات و11 شهرًا، وأوصلناها إلى المُشرفة المسؤولة عن استلام الأطفال من أولياء الأمور لتصطحبهم إلى الحافلة"، مضيفًا أنه وأفراد أسرته تلقوا اتصالاً من ناظر المدرسة الذي طالبهم بالحضور، مشيرًا إلى أنه عندما ذهب وزوجته وجدا ابنتهما جثة هامدة في العيادة المدرسيّة.

وأوضح الأب أنَّ إدارة المدرسة تتصل به دائمًا في حال تغيّب ابنته، إلا أنَّ هذه المرة لم يحدث، وكان من المفترض أنَّ يتمّ التواصل عندما اكتشفوا عدم وجود الطفلة في الصف، إلا أنَّ ذلك لم يحدث من الأساس وهذا يدل على أنَّ الإهمال ليس فقط في الحافلة ولكن أيضًا في إدارة المدرسة وتعاملها مع الطلاب وحضورهم وغيابهم.

وأشار والد الطفلة، ويُدعى أحمد، المقيم في أبوظبي منذ 10 سنوات ومن أبناء الجالية الهنديّة، إلى أنَّ زوجته تعاني من وقت سماع خبر وفاة ابنتهما، من تدهور في حالتها الصحيّة، ودخلت على إثره المستشفى بسبب ارتفاع ضغط الدم الذي أدى إلى عدم قدرتها على استيعاب ما يدور حولها وإصابتها بحالة إغماء.

وأضاف إنَّ ابنته التي ولدت في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر، كان من المفترض أنَّ تحتفل بعيد ميلادها الرابع خلال الشهر المُقبل إلا أنَّ يد الإهمال أدت إلى وفاتها قبل أنَّ تُكمل عامها الرابع بأسابيع.

ولفت إلى أنَّ شُرطة أبوظبي قدّمت كل الدعم والتعاون وكانت معه وأسرته في المدرسة ولم تدخر جهدًا في تنفيذ الإجراءات الخاصة بإصدار التقارير لحين إصدار التقرير النهائي للوفاة وإنهاء الإجراءات من النيابة العامة حتى إصدار تصريح الدفن.

وحمّل الأب إدارة المدرسة المسؤولية الكاملة عن وفاة ابنته، بسبب الإهمال الذي أدى إلى تراخي المشرفة والسائق في متابعة الأطفال والتأكد من خلو الحافلة تمامًا، رغم أنَّ الأمر لم يكن يكلّف أي منهما سوى دقيقة واحدة، ما أدى إلى ترك ابنته من وقت ركوبها الحافلة في الساعة السادسة والنصف صباحًا، وحتى وقت الظهيرة عندما اكتشف السائق وفاة "نزيهة" عندما كان يستعد للتحرّك لتوصيل الطلاب إلى منازلهم.

وكشف الأب أنه تقدّم بطلب لإلحاق ابنته بالمدرسة رغم أنذَ المصاريف السنويّة للروضة 18 ألف درهم، لافتًا إلى أنه يتكبد مصروفات مرتفعة لتحظى ابنته برعاية واهتمام، إلا أنَّ إدارة المدرسة لم تحقق ذلك.

ومن جانبه، ذكر موجّه في إحدى مدارس العين، وأحد أقارب الطفلة الضحية، ويُدعى وسيم أحمد: "إدارة المدرسة تسبّبت بإهمالها في وفاة الطفلة حيث إنَّ التعليمات تقتضي أنَّ تتواصل الإدارة مع الوالدين وإرسال رسائل نصيّة قصيرة في حال تغيّب الطفل، وفي حال عدم الرد من أولياء الأمور تتصل الإدارة هاتفيًا بولي الأمر وفي حال عدم الإجابة يتمّ معاودة الاتصال كل 15 دقيقة أو نصف ساعة حتى يكون الرد".

وأضاف أنَّ كل هذه الخطوات غابت عن إدارة المدرسة بدءً من التأكد من خلو الحافلة من الأطفال، مرورًا بحصر عدد الطلاب والتأكد من نزولهم جميعًا من الحافلة ودخولهم المدرسة وسجل الحضور والانصراف والاتصال بأولياء الأمور.