الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند

أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، الاثنين، أن طائرات استطلاع فرنسية ستحلّق فوق سورية، الثلاثاء، "للحصول على معلومات عما يجري على الأرض والتمكن من ضرب (داعش) في سورية كما نفعل في العراق". وأكد أن ذلك "ليس لتعزيز نظام بشار الأسد لأننا نؤكد أن أي انتقال سياسي في سورية لن يكون مع الأسد".

وكشف هولاند أنه سيزور لبنان ومخيم لاجئين سوريين فيه وسيجري محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، وأنّ اجتماعاً لدعم لبنان سينعقد على هامش الجمعية العمومية في نيويورك.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي، الاثنين، تناول فيه مسألة اللاجئين إلى أوروبا. وبيّن أن "فرنسا مستعدة لأن تلعب دوراً في استقبال اللاجئين"، مشيراً إلى أن "المفوضية الأوروبية اقترحت إدخال 120 ألفًا منهم وتوزيعهم في دول أوروبا على سنتين"، وأبدى استعداد بلاده لاستقبال 24 ألف لاجئ.

ورأى أن الشرط ليكون التجاوب مع مسالة اللاجئين فاعلاً هو إنشاء مراكز مراقبة على الحدود في هنغاريا واليونان وإيطاليا، لتحديد نوعية اللجوء إذا كان إنسانياً أو غير ذلك، عندئذ يعاد اللاجئون بشكل محترم إلى البلد الذي أتوا منه.

وعن ضرب "داعش" في سورية، بيّن "تحملت فرنسا باستمرار مسؤولياتها في مواجهة التطرف في مالي وفي الساحل، وكنا مستعدين لضرب سورية عندما كانت المسألة تدور حول استخدام السلاح الكيماوي. واليوم نريد معرفة ما يتم تحضيره ضدنا في سورية وما يجري ضد الشعب السوري، لذا قررت اعتباراً من الثلاثاء القيام بطلعات جوية استطلاعية وبالتنسيق مع التحالفالدولي لأنه شرط يمكننا من الحصول على قدرة التدخل بهذا الشكل".

وأضاف "حسب المعلومات التي نجمعها ونتائج الاستطلاع، سنكون مستعدين للضرب، البعض يقول لنا إنه ينبغي التدخل على الأرض في سورية، أنا أعتبر أن إرسال قوات على الأرض غير واقعي وليس مناسباً لأننا سنكون وحدنا، وغير مناسب الآن إدخال قوات فرنسية على الأرض تتحول إلى قوات احتلال لذا لن نتدخل على الأرض كما أننا لا نفعل ذلك في العراق".

وتابع: "في المقابل فرنسا تعمل على التوصل إلى حل سياسي في سورية لأنه هكذا حل وحده ينهي الصراع. وعلينا أن نتكلم مع كل الدول التي في إمكانها تسهيل هذا الحل، دول الخليج وروسيا وإيران، اضافة الدول الأعضاء في الائئتلاف ضد داعش".

وبالنسبة إلى الانتقال السياسي، أوضح "الأمر الأساسي بالنسبة إلينا هو ضرورة تجنب أي عمل يؤدي إلى تعزيز أو إبقاء بشار الأسد، فرحيله مطروح في لحظة ما من الانتقال السياسي وهذا ما يجب أن نفعله لإيجاد انتقال ديموقراطي في هذا البلد". وتابع "نحن نعمل من أجل هذا الانتقال السياسي في سورية من دون الأسد ونعمل على إقناع الروس والإيرانيين بهذا المبدأ

وانا لا أتكلم مع الرئيس فلاديمير بوتين عن أوكرانيا بل أيضاً عن سورية منذ زمن بعيد، واليوم إيجاد حل لا يمر عبر بشار الأسد ملح جداً".

وأوضح ان استطلاع الطيران الفرنسي في أجواء سورية، سيكشف أين تقع مراكز التدريب والوضع الدقيق هناك، "خصوصاً أننا لا نريد تسهيل مهمة بشار الأسد وعلى أكبر جزء من الأرض السورية نظامه فقد تأثيره وسيطرته، وسنتأكد من ذلك وسنأخذ في الاعتبار تجنيب المدنيين السوريين أن يقعوا ضحية قراراتنا لذا الطيران الاستطلاعي ضروري وبعد ذلك سنتخذ القرارات العسكرية ونستخدم ما لدينا في العراق".
وأضاف أن "روسيا حليفة النظام السوري هذا لا يعني أنها حليف مستمر لبشار الأسد وسنجري محادثات معها لأن موسكو تريد حلا أيضًا".