أبو ظبي ـ صوت الإمارات
صرح مسؤولي مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أن متعدد المهام والاختصاصات يعنى بسلامة الإنسان على الطريق في المقام الأول وتتفرع من مهمته هذه مهام ووسائل وطرق عدة تتكامل جميعها في بوتقة واحدة لتصل إلى هدف سام حددته أبوظبي وأعلنت عنه سابقًا وهو خفض وفيات الحوادث المرورية على الطرق إلى 0% بحلول العام 2030، بالرغم من أنه هدفًا قد يبدو وللوهلة الأولى ضربًا من المحال.
وأكد المصدر أن المستحيل هو ما لم تعد له الوسائل المثلى، أو كان من باب التمني الفاسد، وكل هذا ينأى عن مهمة مرور أبوظبي التي اخترعت العديد من الحلول والوسائل العلمية والعملية التي تصب في مجملها نحو توجيه سلوك مستخدمي الطرق بأساليب مبتكرة تحاكي الواقع الحقيقي وتسلط الضوء على الآثار النفسية والمادية الناجمة عن الحوادث المرورية.
وأوضح أن العاصمة حققت مع نهاية العام الماضي 2014 نحو 29% من الرؤية الصفرية بخفض الوفيات إلى 289 وفاة من خلال تطبيق العديد من الاستراتيجيات والخطط والبرامج لتحقيق هذا الهدف ووضع خطة متكاملة للسلامة المرورية وتكثيف التوعية.
وأضاف أنه أخيرًا وعلى هامش أسبوع المرور الخليجي الذي نظمته مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي في المشرف مول، نظمت المديرية معرض التوعية المرورية للأسر والذي استقطب أعدادًا كبيرة من الجمهور لحضور العروض المرورية الثقافية التي يقدمها الطلاب من 25 مدرسة من مجلس أبوظبي للتعليم، والمشاركة في مسرح المسابقات التثقيفية والاطلاع على مركبات مرور أبوظبي الجديدة "السيارة الروز رويس"، ودورية الطفل الذكية، والمرسم الحر للأطفال.
وأشر إلى أنه من أبرز الفعاليات التي جذبت الجمهور تجربة ما يسمى بـ"القيادة الافتراضية للمركبة" حيث يقدم معهد الإمارات لتعليم قيادة السيارات من خلال المعرض محاكيات قيادة متطورة قادرة على إعادة بناء أوضاع حقيقية لحالات القيادة والظروف المناخية، وكيفية التعامل مع حالات الطوارئ في الحياة الواقعية في إطار إجراءات السلامة التي توفرها قاعات التدريب في المعهد، موضحًا أن المحاكي يمنح شعورًا حقيقًيا بالقيادة حتى قبل بدء التعامل مع السيارة الحقيقية حيث تشتمل غرفة القيادة الخاصة بمحاكي القيادة كل شيء من دواسات القدمين، والوظيفة الكاملة لناقل السرعات، وتحديد الاتجاهات، والشعور بالقيادة الحقيقية من خلال تغيير المسارات أثناء القيادة على الطريق.
وأوضح رئيس قسم العلاقات العامة في مديرية المرور والدوريات والمدير التنفيذي لجمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية العقيد جمال سالم العامري في تصريح إلى «البيان»، أن المعرض الذي نظمته أخيرًا جمعية "ساعد" للحد من الحوادث المرورية بالتنسيق مع مديرية المرور يعد جزءًا من سياسة الجمعية التي تنبع من السياسة المرورية للمديرية ككل، وهي نشر التوعية بين أفراد المجتمع والوصول إلى هدف أبوظبي الاستراتيجي وهو "صفر وفيات".
وأشار إلى إطلاق العديد من المبادرات، خلال الشهور الماضية، لتوسيع قاعدة المشاركة وزيادة الوعي المروري، والحد من السلوكيات المرورية الخاطئة، وموضحًا أنه كان لتلك الأنشطة والمبادرات كبير الأثر في استقطاب شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين في مختلف أرجاء الدولة، والتفاعل معها بصورة بنّاءة.
وأشار العامري إلى مشاركة نحو 4 مدارس يوميًا في تقديم إبداعات متميزة على المسرح، وفي الأوبريت الغنائي المروري، والأنشودة المرورية، وما ترتب على ذلك من حرص الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية، من رياض الأطفال إلى الطلاب والطالبات في الصف الثاني عشر في المدارس الحكومية، على متابعة الفعاليات.
وأكد أن الفريق سيف عبد الله الشعفار، والعميد المهندس حسين أحمد الحارثي كرما خلال افتتاح فعاليات أسبوع المرور المدارس التي ساهمت في رفع معدلات السلامة المرورية بين الطلاب تحت مظلة برنامج "معًا في كل من أبوظبي والعين والغربية" والمدارس هي مدرسة عائشة بنت أبي بكر في أبوظبي الحلقة الثالثة، ومدرسة مزيد للتعليم الأساسي في العين، ومدرسة قطر الندى في المنطقة الغربية.
ومن جانبها أشارت مسؤولة التوعية في قسم العلاقات العامة في مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي النقيب عائشة محمد الزعابي إلى مشاركة نحو 25 مدرسة من مجلس أبوظبي للتعليم في فعاليات أسبوع المرور الخليج.
ونوهت إلى أن تلك المشاركات تأتي في إطار الشراكة الاستراتيجية بين المديرية ومجلس أبوظبي للتعليم بما يعزز السلامة المرورية في القطاع التعليمي، ويزيد من مستوى الثقافة المرورية بين الطلاب حتى تصبح جزءًا رئيسيًا من ثقافتهم العامة، موضحًة أن الهدف من تفعيل مشاركة القطاع التعليمي في التوعية المرورية بأسبوع المرور يهدف إلى دفع المبادرات التي تعزيز الجهود التي تقوم بها شرطة أبوظبي لرفع مستوى الوعي الوقائي، وتطبيق المفاهيم التربوية الحديثة، وأساليب التعليم التفاعلي لتحقيق أفضل المعايير في مجال برامج التوعية.
يذكر أن المعرض شهد إطلاق «دورية شرطة الأطفال الذكية»، وأوضح رئيس قسم مرور ودوريات العين المقدم صلاح عبد الله الحميري أن دورية الأطفال الذكية هي فكرة المساعد أول محمد راشد الغيثي، والشرطي عبد الله سلطان النعيمي من فرع العلاقات العامة، وهي عبارة عن سيارة ذكية صغيرة الحجم ومزودة بشاشة عرض ذكية وكاميرا وجهاز آي باد وجهاز «هوكي توكي» وعليها ملصقات وعبارات توعية في شكل جذاب للأطفال، وتعرض معلومات بأسلوب مبسط وسهل للأطفال بهدف توعيتهم مروريًا.
كما تضمن المعرض برامج تفاعلية بهدف إشراك الجمهور، ورفع ثقافتهم من خلال تقديم معلومات مرورية حول قانون المرور والأخطاء التي يرتكبها السائقون على الطرق وكيفية تفادي تلك الأخطاء، وقدم مسرح المسابقات المرورية التفاعلية كل من المساعد أحمد عبده، والشرطي أحمد البلوشي، وشارك في المسرح المخرج جاسم عبيد، واشتملت المسابقات على أسئلة مرورية وتقديم هدايا للمشاركين.