الوحدات الأمنية التونسية

تمكنت الوحدات الأمنية التونسية من القبض على "مجموعة متطرفة خطيرة" في جزيرة جربة السياحية في محافظة مدنين (جنوب شرق)، كانت تنوي تنفيذ هجمات مسلحة تستهدف منشآت سياحية وأمنية إضافةً إلى مطار الجزيرة.

ولم تقدم وزارة الداخلية معلومات إضافية على اعتبار أن "العملية ما زالت جارية لتعقب عدد من العناصر الأخرى"، وسبق هذه العملية توقيف مشتبه به في مدينة "بن قردان" تتهمه السلطات بتهريب المتطرفين والأسلحة إلى تونس وتسفير شبان إلى سورية.

وبيَّن الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي، أنَّ وحدة من الجيش تمكنت أمس الاثنين، من توقيف 5 سيارات (3 ليبية و 2 تونسية) تهرّب محروقات وأسلحة في منطقة المضيق القريبة من معبر رأس الجدير الحدودي بين تونس وليبيا.

وصرَّح وزير الداخلية التونسي محمد ناجم الغرسلي، بأنَّ بلاده مستهدفة من المجرمين وأعداء الحرية، محذرًا من تداعيات الأوضاع في ليبيا على بلاده، فيما أحبطت السلطات التونسية هجمات وحجزت أسلحة وذخائر في مناطق جنوبية.

وأوضح الغرسلي في مؤتمر صحافي عقده أمس الاثنين، أنَّ "الوضع المنفلت في ليبيا عقّد المشهد في تونس"، مضيفًا أنَّ الوضع في ليبيا ساهم في انتقال التطرف من الجبال إلى المدن وأبرز نتائجه الهجوم الذي استهدف متحف باردو في 18 آذار/ مارس الماضي وهجوم سوسة في 26 حزيران/ يونيو الماضي.

ودعا، في المؤتمر الذي عقده مع وزيري السياحة والخارجية بحضور سفراء دول أجنبية، إلى بذل مزيد من الجهود لدفع الأطراف الليبية المتصارعة إلى الحل السياسي الذي يمكّن من اجتثاث التطرف في هذا البلد والمنطقة وبخاصة اجتثاث التمويلات المرصودة له.

وشدَّد وزير الداخلية على أن "إعلان حالة الطوارئ لن يضر بالحريات العامة والخاصة وحق التظاهر ولا يعني تراجع الدولة عن مواصلة جهودها لبناء مؤسساتها الديمقراطية".
وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أعلن منذ يومين حالة الطوارئ لمدة 30 يومًا بسبب الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد بعد أسبوع من هجوم سوسة الذي أسفر عن مقتل 38 سائحًا غالبيتهم بريطانيون.

إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية التونسي عن حزمة من الإجراءات لتأمين القطاع السياحي من أبرزها تخصيص عناصر أمن مسلحين داخل الفنادق وخارجها وتأمين المسالك السياحية والمواقع الأثرية وتكثيف التمركز الأمني وعمليات التفقد والمراقبة على الشواطئ ومحيط المنشآت السياحية.

من جهة أخرى، ذكر رئيس الوزراء التونسي الحبيب الصيد، في حوار صحافي أمس، أن منفذ هجوم سوسة سيف الدين رزقي (23 سنة) عمل سابقًا في القطاع السياحي.
وأضاف الصيد: "نحن نعلم أن هذا المتطرف كان عضوًا في أحد نوادي الرقص ويعلم جيدًا القطاع السياحي الذي اشتغل به كمنشط سياحي"، مشيرًا إلى أن السلطات الأمنية تدرس حالياً أساليب إعادة تأهيل الشباب الذين عادوا من جبهات القتال في سورية.