الملا محمد عمر


أعلنت "طالبان"، وفاة زعيمها الملا محمد عمر، فيما ذكرت مصادر في "مجلس شورى" الحركة انتخاب الملا أختر منصور زعيمًا لها، كما اختير نائبًا له سراج الدين حقاني نجل جلال الدين حقاني، أحد أبرز قادة المتشددين الأفغان في تسعينات القرن الماضي.

وترافق ذلك مع إعلان الحكومة الباكستانية إرجاء جولة ثانية من المفاوضات بين الحكومة الأفغانية و"طالبان"، هدفها وقف الحرب في أفغانستان. وعزا مراقبون ذلك إلى الموقف المتشدد لمنصور الرافض للحوار مع كابول، والذي أدى انتخابه زعيمًا إلى استبعاد الملا عبد الغني برادر المرشح المفضل للاستخبارات الباكستانية لزعامة الحركة.

وأوضح مسؤولون في حركة طالبان في ولاية زابل المجاورة للحدود مع باكستان، أن كوادر الحركة وقادتها الميدانيين، عارضوا انتخاب برادر تجنبًا للوقوع تحت نفوذ باكستان، كون الأخير يعيش فيها ويحظى بحماية أجهزتها.

ويعتبر منصور مسؤولًا عن "عمليات الربيع" التي بدأتها "طالبان" في نيسان/أبريل الماضي، وما رافقها من هجمات في الشمال الأفغاني أخيرًا، علمًا بأنه من الداعمين للمكتب السياسي للحركة الذي يتخذ من الدوحة مقرًا له.

وذكر الملا عبد الغني مسؤول اللجنة الإعلامية في "طالبان"، أن رفض خضوع الحركة لقرار إسلام آباد، دفعه إلى مغادرة باكستان قبل نحو أربعة أشهر، بعد ممارستها ضغوطًا على الحركة للقبول بالحوار مع كابول.

وأشار عبد الغني الى إصدار الحركة بيانًا على موقعها الرسمي باللغة الإنجليزية، أوردت فيه أن "الإمارة الإسلامية" (نظام طالبان) أوكلت قضايا المفاوضات إلى مكتبها السياسي الذي "ليس لديه علم بجولة جديدة أو اتصالات" في هذا الشأن، ولفت البيان إلى أن "أي جهة لم تتواصل مع الأجهزة الرسمية للإمارة الإسلامية بشأن المفاوضات".

وأرفقت الحركة، ذلك ببيان آخر أكدت فيه أن عملية السلام في أفغانستان "مسألة وطنية داخلية"، وشددت على "رفض الحوار مع عملاء الاحتلال والفاسدين الذين ظلموا الشعب الأفغاني ونهبوا ثرواته"، في إشارة إلى الحكومة الأفغانية، كما أكدت "عدم السماح لقوى خارجية بأن تكون محركة ومؤثرة في أي حوار أفغاني"، في إشارة إلى باكستان.

ولم تشر "طالبان" في بيان وزعته على وسائل الإعلام الخميس، إلى تاريخ وفاة الملا عمر، لكنها أوردت في البيان أن "صحته تدهورت في الأسبوعين الأخيرين"، ما يعني أن وفاته لا تعود إلى نيسان/أبريل 2013 كما أفادت السلطات الأفغانية التي أعلنت أنه توفي في مستشفى في كراتشي.

ولفتت الحركة في بيانها إلى أن الملا عمر الذي لم يظهر علنًا منذ 2001، بقي في أفغانستان "خلال السنوات 14 الأخيرة، ولم يمض يومًا واحدًا في باكستان أو أي بلد آخر"، إضافة إلى أنه "كان يدير الإمارة الإسلامية من مقره العام" الذي لم تحدد مكانه. وأعلنت الحركة الحداد لثلاثة أيام على زعيمها.

يذكر أن الملا منصور، كان في طليعة قادة المتشددين الذين انضموا إليها لدى تأسيسها في قندهار عام 1994. وعيّن مسؤولًا لقاعدة قندهار الجوية، ثم وزيرًا للطيران المدني في نظام "طالبان" حتى سقوطه في التدخل الأجنبي غداة هجمات أيلول/سبتمبر 2001. وأسندت إليه مسؤولية إعادة بناء قوات الحركة بعد التدخل.