عدن ـ عبد الغني يحيى
حذرَت الحكومة اليمنية في الأيام القليلة الماضية من خطر انتشار وتنامي نفوذ قوة تنظيم "القاعدة" في البلاد موضحة ان إتساع سيطرة التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن في مطلع التسعينات في باكستان و أفغانستان بات يحتل مساحات واسعة في اليمن ناجمة عن إستغلاله للحرب الشرسة التي تدور رحاها بين مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية، من جهة، وميليشيات التمرد الحوثية و أنصار الرئيس المعزول علي عبدالله صالح. و جاءت الصرخة اليمنية الرسمية بعد نجاح تنظيم أنصار الشريعة السيطرة على بلدة عزان في محافظة شبوة، بعدما أقدموا فجر الإثنين الماضي على اقتحامها والسيطرة عليها، و نشرهم الدوريات ألأمنية في الشوارع، وأقاموا نقاط تفتيش خارجها، الأمر الذي تسبب في حالة خوف واسعة بين السكان الذين ناشدوا الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى التدخل السريع وإنقاذهم وطرد المتطرفين، محذّرين من ترك التنظيم يكرّس نفوذه في المدينة، الأمر الذي يجعل من الصعب اجتثاثه منها في المستقبل القريب ، و يكرّر السيناريو الذي شهدته مدينة المكلا عاصمة حضرموت التي اجتاحها الحوثيون في نيسان أبريل الماضي. وقال وزير النقل بدر باسلمة إن تمويل "القاعدة" في محافظات المهرة، وحضرموت، وشبوة، وأبين، ولحج، وعدن، يأتي من موانئ المهرة وحضرموت وشبوة التي توجد فيها العديد من الموارد والمشتقات النفطية. وحذّر في مقال نشره على صفحته على الفيسبوك فيسبوك "إذا ما أخذنا في الحسبان مثلا دخول 10 آلاف طن من البنزين يوميا من هذه الموانئ، وهي أكثر في الواقع، أي حوالى 10 ملايين لتر، وعلمنا أنه تتم جباية 80 ريالا عن كل لتر، لأصبح ما تحصل عليه "القاعدة" يوميا من هذه الكمية فقط 800 مليون ريال. وهناك بواخر تقوم بتهريب مواد غذائية تتم جباية جماركها مباشرة، إضافة إلى تهريب المخدرات والأسلحة، لأدركنا أننا نتحدث عن موارد تفوق مليار ريال يوميا" 3ملايين و750ألف ريال سعودي. وحذر باسلمة من مغبة السكوت عن هذا الأمر، وعدم منحه الأهمية التي يستحقها، واتخاذ خطوات عملية سريعة لاستئصال شر المتشددين، مشيرا إلى أن العمليات ضد الانقلابيين ينبغي أن تسير جنبا إلى جنب مع محاربة المتطرفين، وألا يتسبب التركيز على هزيمة الحوثيين في غض الطرف عن خطر عناصر تنظيم أنصار الشريعة المرتبط بـ"القاعدة". واختتم باسلمة مقاله محذرا "سكوتنا عن هذا التمدد والتمكن لن ينهي الحرب سريعا، بل سيجعلنا ندفع الثمن غاليا في المستقبل". تعهدات حكومية وقد حذّر رئيس الوزراء خالد بحاح أنهاية الشهر الماضي باجتثاث المتشددين من محافظة حضرموت، مؤكدا أن السلطة الشرعية تدرس كيفية مساعدة السكان على استعادة حريتهم .و جاءت تحذيرات بحاح بعد ان إستنجد سكان المحافظة بالحكومة، وأشاروا إلى أن المتطرفين باتوا يتدخلون في كل شؤونهم الحياتية، وارتكبوا العديد من التجاوزات بحق السكان، وتساءلوا عن السبب في غياب المجلس الأهلي الذي تولى تسيير أمور المحافظة عقب استيلاء الحوثيين على السلطة، وعجزه عن مطالبة عناصر "القاعدة" بالانسحاب وتنفيذ التعهد الذي قطعوه للسكان بالانسحاب، بمجرد تلاشي خطر الحوثيين. وبدلا من الوفاء بالتعهد، كشفت مصادر داخل المقاومة الشعبية أن عناصر "القاعدة" تخطط لاستمرار بقائها، وحصلت في الفترة الماضية على أسلحة ثقيلة، أكدت مصادر إعلامية أن المخلوع علي عبدالله صالح وراء إرسالها لحلفائه المتشددين، للإبقاء على حالة الفوضى التي تسبب فيها انتشار التنظيم في المحافظة التي تعتبر الأكبر على مستوى اليمن.