حزب الله

فرضت المملكة العربية السعودية، الخميس، عقوبات على 12 قيادياً من "حزب الله" اللبناني، إضافة إلى كيانات تعمل أذرعاً استثمارية للحزب وساهمت في تنفيذ عمليات في أنحاء الشرق الأوسط، استناداً إلى نظام جرائم التطرف وتمويله. وصنفت المملكة في أيار (مايو) الماضي، مسؤولين كباراً في حزب الله "متطرفين"، واتهمتهم بـ"الضلوع في نشر الفوضى وعدم الاستقرار".

وأوضحت وزارة الداخلية السعودية في بيان لها، "إن فرض العقوبات يأتي استناداً إلى مرسوم ملكي يستهدف المتطرفين وداعميهم، ومن يعمل معهم أو نيابة عنهم، إذ يتم تجميد أي أصول تابعة لتلك الأسماء المصنفة، وفقاً للأنظمة في المملكة، ويحظر على المواطنين السعوديين القيام بأي تعاملات معهم".

وشمل التصنيف 12 شخصاً، من بينهم القيادي العسكري في الحزب مصطفى بدر الدين، المدرج سابقاً على لائحة لتطرف الدولية، ومعروف بأسماء وكنيات عدة، منها: ذو الفقار، ومصطفى أمين بدر الدين، ومصطفى يوسف بدر الدين، وسامي عيسى، وإلياس فؤاد صعب. وهو من مواليد الغبيري في بيروت في السادس من نيسان (أبريل) 1961. وتقرر تعديل أسباب إدراجه من "متطرف عالمي بحت" إلى "متطرف عالمي مرتبط بحزب الله وناشط في الحرب السورية". وهو مسؤول عن عمليات الحزب العسكرية في سورية منذ العام 2011، بما في ذلك عمليات نقل عناصر الحزب من لبنان إلى سورية.

وبدر الدين كان مسجوناً في الكويت على ذمة قضية اتهامه بتفجير سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا عام 1983، وهرب من السجن المركزي مع أول أيام الغزو العراقي في آب (أغسطس) 1990. وهو متهم أيضاً بالمشاركة في اغتيال الرئيس اللبناني السابق رفيق الحريري، ويحاكم غيابياً في محكمة العدل الدولية في لاهاي.

وشمل التصنيف رجل الأعمال اللبناني قاسم حجيج، الذي اتُّهم بدعم أنشطة الحزب المالية في لبنان والعراق. وهو من مواليد لاغوس- نيجيريا (لبناني الأصل). وترأس مجلس إدارة بنك الشرق الأوسط وأفريقيا MEAB، حتى نهاية حزيران (يونيو) الماضي. واستقال بعدما فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ثلاثة لبنانيين، ومن بينهم حجيج، وشركاتهم، لاتهامهم بالانتماء إلى شبكة تدعم "حزب الله".

وأدهم طباجة من مواليد 24 تشرين الأول (نوفمبر) 1967، في كفرتبنيت، وتقول وزارة الخزانة الأميركية إنه عضو في "حزب الله"، ويملك معظم أسهم شركة مجموعة "الإنماء للأعمال السياحية" التي أدرجتها السعودية ضمن التصنيف. وتُعنى بقطاع العقارات والبناء في لبنان، ولها فروع، منها شركة "الإنماء للهندسة والمقاولات" التي تنشط في لبنان والعراق، وشركة "الإنماء للتسلية والترفيه". وتشير معلومات إلى وجود علاقات مباشرة بينه وبين كبار القادة التنظيميين في الحزب، بما في ذلك الذراع التنفيذية، وباسمه ممتلكات على الأراضي اللبنانية نيابة عن الحزب.

واستخدم طباجة علاقته مع قيادات الحزب من أجل إنشاء شركة مسيطرة خاص بشركته لأعمال البناء في الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان. كما استخدم طباجة فروع شركة الإنماء للهندسة والمقاولات في العراق للحصول على تلزيمات مشاريع نفطية وتنموية؛ لتقديم المزيد من الدعم المالي والتنظيمي إلى الحزب.

حسين علي فاعور، مواليد عام 1966 في الخيام، لبناني الجنسية، وهو عضو الوحدة المسؤولة عن تنفيذ العمليات خارج لبنان. ويدير مركز العناية بالسيارات في بيروت، الذي يُعتبر واجهة الحزب لتوفير صيانة لوسائل النقل الخاصة بعناصره. كما أشار البيان إلى عمل نشاط مشترك بين فاعور وطباجة في تأمين وإدارة أعمال البناء والنفط ومشاريع أخرى في العراق لحساب شركة الإنماء للهندسة والمقاولات.

وعمل إبراهيم عقيل لفترة معينة قائداً عسكرياً جنوب لبنان، وكان اليد اليمنى للقائد العسكري في "حزب الله" عماد مغنية، في عمليات عدة.

وإبراهيم عقيل، الذي يُعرف أيضاً بإبراهيم محمد عقيل، من مواليد بدنايل (لبنان) في 24 كانون الأول (ديسبمر) 1962، أو 1 كانون الثاني (يناير) 1962. وسبب إدراجه ارتباطه بـ "حزب الله"، ونشاطه في سورية. وهو يعمل ضمن ما يعرف باسم "مجلس الجهاد"، ويلعب دوراً حيوياً في عمليات الحزب العسكرية في سورية، من خلال مساعدة عناصره والقوات الموالية للجيش السوري في معاركهم ضد المعارضة . وأصدر الإنتربول مذكرات "حمراء" في حق عقيل تؤكد تاريخه مع "حزب الله" وإرهابه، بما في ذلك عملية خطف رهينتين ألمانيتين أواخر ثمانينات القرن الميلادي الماضي، وحملة تفجير في باريس عام 1986.
وفؤاد شكر المعروف بـ "الحاج محسن شكر"، وعنوانه في بناية الفردوس، عزي، في حارة حريك (لبنان). وهو من مواليد عام 1962 في بلدة النبي شيت في بعلبك. ومكان ولادة محتمل آخر هو بيروت. وأسباب إدراجه هو ارتباطه بـ "حزب الله" ونشاطه في الحرب السورية. وهو أحد أعضاء "مجلس الجهاد" في الجناح العسكري لحزب الله. ويلعب دوراً حيوياً في الصراع السوري، بمساعدته قوات النظام و"حزب الله" في المعارك ضد قوات المعارضة السورية.
عبدالنور شعلان، واسمه الثلاثي عبدالنور علي شعلان. من مواليد بعبدا (لبنان) عام 1961، أو بتاريخ 17 أيار (مايو) 1964. وهو مدرج "متطرف عالمي مرتبط بحزب الله". وهو رجل أعمال مرتبط في شكل وثيق بقيادة التنظيم، وشخصية محورية ساهمت في نقل الأسلحة بين الحزب وشركائه في المنطقة على مدى السنوات الـ15 الماضية. وكان دوره رئيساً في تأمين حصول "حزب الله" على الأسلحة، بما فيها الصغيرة، منذ بداية الثورة في سورية، وكان يحرص على مرور الأسلحة عبر الحدود إلى عناصر الحزب من دون سؤال من الأجهزة الأمنية المختصة. وفي عام 2014 استخدم شعلان عمله كغطاء للحصول على مواد عسكرية وأسلحة للحزب في سورية. وساهم في 2012 في مساعدة "حزب الله" في الحصول على أسلحة ومعدات نقلها إلى داخل سورية.
ومحمد الكوثراني هو مسؤول الملف العراقي في "حزب الله"، وتتهمه وزارة الخزانة الأميركية بإتمام مشاريع لحزب الله في العراق، بالتعاون مع أدهم طباجة، واشتهر بتصريحاته العدائية ضد السعودية.
وعلي موسى دقدوق أو "الحاج ساجد"، وهو قيادي في الحزب، معروف باليد اليمنى للقائد العسكري السابق عماد مغنية، الذي قُتل في سورية، ويعرف دقدوق بـ"قائد مواجهات إقليم التفاح" في الثمانينات. واعتقلته القوات الأميركية في العراق عام 2007، بتهمة التعاون مع الحكومة الإيرانية، والضلوع في الهجوم الذي أسفر عن اختطاف وأسر أربعة جنود أميركيين وقتلهم في مدينة كربلاء عام 2007 في عملية نفذتها "عصائب أهل الحق". وبقي في السجن حتى خروج القوات الأميركية من العراق، إذ أفرجت عنه حكومة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي.

سامي شهاب (لبناني)، القيادي في "حزب الله"، هرب من السجن في مصر عام 2011، خلال أحداث ثورة كانون الثاني/ يناير، حين عمت الفوضى، مع عدد كبير من السجناء الأمنيين. واتهمته نيابة أمن الدولة العليا المصرية، مع 27 شخصاً بالتخطيط لهجمات وأعمال تخريبية داخل الأراضي المصرية، وتهريب أسلحة إلى الفصائل المقاتلة في غزة. ونال بعدها حكماً بالسجن 15 عاماً عام 2009. ويرجح أنه كان مسؤولاً عن ملف مصر في الحزب.
وكشفت التحقيقات مع الخلية، التي ترأسها شهاب بعد توقيفه، أنهم كانوا يسعون لتنفيذ ثلاث عمليات ضد مواطنين مصريين وإسرائيليين في مصر. واعترف شهاب بأن العمليات كلها كانت تستهدف الوضع الداخلي في مصر،‏ ولا علاقة لها بمساعدة التنظيمات الفلسطينية في غزة.
وتشير المعلومات إلى أن محمد نجيب كريم، ومحمد سلمان فواز، تتركز جهودهما في خطوات دولية لتعزيز مكانة الحزب مالياً، وبشرياً، وبوسائل القتال والبنى التحتية.