الرئيس التركي رجب طيب أردوغان

أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده بحاجة إلى حكومة ائتلافية تمتلك الإرادة لبناء المستقبل وحل المشكلات، وليست بحاجة إلى حكومة تناقش الماضي.

وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الرئيس التركي، مساء الجمعة على هامش مشاركته في حفل إفطار رمضاني نظمته كلية الشريعة في جامعة إسطنبول.

وأعرب أردوغان عن أمله في نجاح رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو خلال مشاوراته المتعلقة بتشكيل الحكومة، مضيفا: "أتمنى تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت ممكن، بشكل يتناسب مع الظروف الحساسة التي تمر بها تركيا"، حسب ما نقلت وكالة "الأناضول" التركية.

وذكر أردوغان أن المسؤولية تقع على عاتق كل الأحزاب في ما يخص تشكيل الحكومة، مفيدًا: "في حال عدم تشكليها فإن الحل سيكون في الرجوع إلى الشعب مجددًا".

وكلف الرئيس التركي رسميًا الخميس زعيم حزب "العدالة والتنمية" داود أوغلو، بتشكيل الحكومة الثالثة والستين في تاريخ البلاد، وفقًا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.

ومن المنتظر أن يُكمل داود أوغلو الجولة الأولى من لقاءاته مع قادة أحزاب "الشعب الجمهوري"، و"الحركة القومية"، و"الشعب الديمقراطي"، بحلول الأربعاء قبل عيد الفطر.
وبحسب النتائج الرسمية للانتخابات العامة التي شهدتها البلاد، في 7 حزيران / يونيو الماضي، فاز حزب "العدالة والتنمية" بـ 258 مقعدًا، من أصل 550 مقعدًا في البرلمان، بينما حصد حزب "الشعب الجمهوري" 132 مقعدًا، وحزب "الحركة القومية" 80 مقعدًا، وحزب "الشعب الديمقراطي" 80 مقعدًا، ووفق هذه النتائج لم يحصل أي حزب على الأغلبية التي تخوله تشكيل الحكومة منفردًا، لذلك باتت هناك حاجة لتشكيل حكومة ائتلافية.

من جانبه أوضح رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، أن المشاورات في أوساط حزب "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه أظهرت إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب "الشعب الجمهوري أو "الحركة القومية".

وجاء ذلك في مؤتمر صحافي في مطار أتاتورك في إسطنبول، قبيل مغادرته إلى البوسنة والهرسك، حيث أفاد داود أوغلو: "أجرينا مشاورتنا في هيئات الحزب ومؤسساته، والقاعدة الشعبية، وبرزت قناعة حول إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري أو حزب الحركة القومية، وسنلتقي الأحزاب الثلاثة، الحزبين المذكورين وحزب الشعوب الديمقراطي، لكننا سنسعى إلى الخروج بنتيجة عبر تركيز المفاوضات على هذين الحزبين".

 ولفت داود أوغلو أنه يخطط للقاء زعيم "الشعب الجمهوري" الاثنين المقبل، ورئيس "الحركة القومية" الثلاثاء، وزعيم "الشعب الديمقراطي" الأربعاء، مشيرا إلى إمكانية حدوث تغييرات في المواعيد.

 وذكر أوغلو أنه لا يزال يحافظ على إيمانه بإمكانية تشكيل حكومة ائتلافية متينة جدًا، في حال الابتعاد عن ردود الفعل العاطفية، والمواقف الانفعالية.

وحسب مراسل وكالة "الأناضول" في أنقرة، فإن داود أوغلو سيلتقي زعيم حزب "الشعب الجمهوري" كمال قليجدار أوغلو، عند الساعة الثانية بالتوقيت المحلي بعد ظهر الاثنين.

وفي ما يتعلق بالاعتداء الذي تعرضت له القنصلية التايلاندية في إسطنبول من قبل محتجين غاضبين، على خلفية قرار تايلاند بإعادة 90 شخصًا من اللاجئين الأويغور إلى الصين، أكد داود أوغلو أنه مهما كان نوع الخلافات، فلا ينبغي أن ينعكس ذلك على البعثات الدبلوماسية.

وأشار داود أوغلو إلى أن السفراء والدبلوماسيون، والسياح الأجانب هم "ضيوف أعزاء في بلادنا"، منوها بأن قنوات التواصل مفتوحة بين تركيا وكل من تايلاند والصين، وأن أنقرة تعرب عن مواقفها للجهات المعنية.

 ودعا المواطنين الأتراك إلى عدم الانجرار لعمليات التحريض، مشيرًا إلى أن الاعتداء على القنصلية التايلاندية، ومحاولات الاعتداء التي طالت سياحا كوريين "ظنًا بأنهم صينيون"، تتعارض مع ثقافة المجتمع التركي، والأعراف السياسية والدبلوماسية.

وتجدر الإشارة إلى أن السلطات الصينية تُتهم بممارسة ضغوط على أتراك الأويغور في إقليم تركستان الشرقية، الذي يعرف أيضا باسم "شينغيانغ" وتسيطر عليه الصين منذ عام 1949.

وكانت الأنباء التي تحدثت حول حظر الصين الصيام على الموظفين والطلاب والمدرسين في تركستان الشرقية، طوال شهر رمضان الحالي، تسببت بموجة من الاحتجاجات في تركيا.