صنعاء _ حسام الخرباش
تستمر العمليات العسكرية والمواجهات العنيفة على جبهة المخا الساحلية غربي تعز، بين الجيش الحكومي مسنودًا بقوات التحالف، والحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، وتدور المعارك شرقًا في محيط جبل النار الذي تسيطر عليه الميليشيات، وشمالاً في يختل القريبة من مدينة الخوخة الساحلية التابعة إلى محافظة الحديدة .
وأكّد الناشط الإعلامي في جبهات المخا، رشاد المحوري، أنّ "المعارك تتواصل شرقي المخا وشمالها في ظل استهداف مقاتلات التحالف للحوثيين بعشرات الغارات"، مشيرًا إلى أنّ الحوثيين يقصفون مواقع الجيش اليمني في محيط ميناء المخا، بصواريخ الكاتيوشا، كما يستهدفون الجيش بصواريخ أرضية موجّهة.
وأوضح المحوري أن التحالف شنّ غارات على مواقع الحوثيين في يختل ومعسكر خالد بن الوليد الممتدة مواقعه من مفرق المخا حتى مديرية موزع وآخرى على البرح القريبة من المخا، وقصفت مواقع بحيس التي تربط الحديدة بالمخا، منوهًا إلى أنّ قوات معزّزة بآليات ومدرعات تدفقت إلى المخا منذ أيام وتسعى إلى إحراز تقدم عسكري خلال الأسبوع الجاري .
وذكر مصدر موالي للحوثيين أن قواتهم استهدفت قوات الحكومة اليمنية بصواريخ متوسطة المدى في المخا، وكانت القوات الموالية للحوثيين قد استهدفت بصاروخ ،أواخر فبراير شباط من العام الجاري، موقعاً تواجد فيه نائب رئيس الأركان اليمني اللواء أحمد سيف اليافعي، الذي قتل مع عدد من الضباط وأفراد حراسته في الغارة .
وتقع المخا على بعد نحو 90 كيلومتراً غرب مدينة تعز، على ساحل البحر الأحمر، ولا يتجاوز عدد سكانها 30 ألف نسمة تقريبًا، واكتسبت شهرة تاريخية لأنها كانت الميناء الذي يصدّر البن اليمني الشهير ما بين القرنين الثاني عشر والسابع عشر، حينما كان الميناء مزدهرًا، خاصة في عهد العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على مناطق شاسعة من اليمن، وتحديداً في شمال وغرب البلاد.
وأعلنت القوات اليمنية السيطرة على مدينة المخا، شهر فبراير شباط من العام الحالي، بعد معارك عنيفة في يناير/كانون الثاني، وفي محافظة الحديدة الواقعة شمالي المخا والمطلة على البحر الأحمر شنّت قوات التحالف عشرات الغارات البحرية والجوية على شريطها الساحلي، وكان النصيب الأكبر من الغارات إلى مديرية التحيتا الساحلية التي تقع جنوبي الحديدة وشهدت مجاعة العام الماضي إضافة إلى تصف مواقع عدّة على الشريط الساحلي للمحافظة.
وكشف مصدر محلي في التحيتا، أنّ الغارات أسفرت عن تدمير زوارق صيد ومقتل عدداً من الصيادين، ويكثف التحالف من غاراته على الحديدة والجزر التابعة لها منذ فبراير/شباط الماضي، وأعلن المتحدث باسم الجيش اليمني العميد الركن عبده مجلي عن وجود خطة جاهزة لتحرير الحديدة، وقوات بأعداد كبيرة مدربة وجاهزة للقيام بهذه المهمة، رغم زراعة الحوثيين للألغام بكثافة في محيط الحديدة وسواحلها البحرية.
وأشار مجلي إلى وجود دائرة هندسية على درجة عالية من الخبرة والمهنية، وسوف تقوم بمهمتها لتنظيف وتمشيط كل المواقع، وإن تسبب ذلك في التأخير قليلا، وتخطّط القوات الحكومية لاستكمال السيطرة على الشريط الساحلي الغربي وقد أعدّت الخطط لذلك وسيتم فتح جبهات كبيرة لنجاح العمليات العسكرية، لافتًا إلى أن الشرعية تسير بخطى ثابتة وتحقق انتصارات متوالية، ومبينًا أن قوات الشرعية في محيط الحديدة تعمل بصورة موحدة، وكذلك باقي المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيين.
وصعّد التحالف من غاراته على جزر وسواحل ومعسكرات الحديدة منذ بدء العمليات العسكرية في المخا، وزادت وتيرة العمليات بعد استهداف الحوثيين لفرقاطة عسكرية سعودية في البحر الاحمر في 30 يناير/كانون الثاني من العام الجاري ، وأعلن التحالف حينها مقتل اثنين وإصابة 3 آخرين من طاقم الفرقاطة السعودية أثناء قيامها بدورية مراقبة غرب ميناء الحديدة .
وقال المحلل العسكري صلاح نعمان، أن السيطرة على الشريط الساحلي للحديدة لن يكون بالامر السهل ويتطلّب عمليات خاطفة بأقل خسائر مدنية وضغط من اتجاه ميدي التابعة لمحافظة حجة والتي تبعد عن مدينة الحديدة بأكثر من 170 كم، ومعظم تلك المساحات مفتوحة وتحرك باتجاه الحديدة من الشريط الساحلي لتشتيت قوات الحوثيين بينما يتم الانزال البحري للقوات في الخوخة لتلتحم بالقوات المتواجدة في يختل بالطرف الشمالي المخا، وتبعد يختل عن مدينة الحديدة نحو 54 كم²، ثم تنطلق المرحلة الثانية بالسيطرة على بقية سواحل الحديدة ليكون الشريط الساحلي بالكامل تحت سيطرة قوات الحكومة.
وأشار نعمان إلى أنه يجب فتح أكثر من جبهة لضمان السيطرة السريعة على الشريط الساحلي وإسناد المعارك بمروحيات الأباتشي، موضحًا أنه يجب السيطرة على معسكر خالد بن الوليد الممتد من مفرق المخا وحتى موزع لتأمين الجيش في المخا وتسهيل تقدّمه اتجاه الخوخة.