مليشيات الحوثي

تشهد صنعاء تصعيدًا عسكريًا على مستوى المعارك الدائرة في نهم شرقي صنعاء، وتكثيف القصف الجوي على مواقع متفرقة، حيث قصفت مقاتلات التحالف بـ13 غارة على بني مطر  وواحدة على مديرية الحيمة الداخلية و7 على منطقة جارف في مديرية بلاد الروس، كما شنت نحو 14 غارة على نهم شرقي صنعاء، حيث شهدت الجبهات تحركات عسكرية.

وأكد مصدر عسكري أن معارك عنيفة تشهدها منطقة يام بنهم وسط قصف مدفعي مكثف، مضيفًا أن قوات مدربة تدريب عالي توجهت من مأرب إلى نهم شرقي صنعاء ومعها أسلحة متنوعة، في حين استنفرت مليشيات الحوثي في محيط صنعاء وحشدت قوات قبلية لمساندتها، حيث دارت مواجهات عنيفة بين الجيش اليمني والحوثيين في "المدفون والقتب، وفي مسورة والمجاوحة"، وهما الجبهتان الأكثر اشتعالًا بالمواجهات منذ أيام.

وتدور مواجهات عنيفة في جبهات نهم بين الحوثيين والقوات الحكومية منذ أيام، حيث شنّت القوات الموالية للرئيس اليمني، عمليات عسكرية في نهم منذ أكثر من عام ونصف، وتعد جبهة نهم من الجبهات الإستراتيجية، فبحال تعدت القوات الحكومية نهم، تكون صنعاء مفتوحة أمام قوات الرئيس اليمني، وبالرغم من دعم التحالف العربي للقوات في جبهة نهم بجميع الإمكانيات العسكرية والغطاء الجوي تسير العمليات بشكل محدود، وتقدم بسيط للغاية في البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء.

هذا وقد أفرجت قوات الحوثيين عن اللواء قائد العنسي رئيس دائرة شؤون الضباط بوزارة الدفاع في صنعاء، بعد احتجازه لأسابيع، واعتقل الحوثيون العنسي على يد القيادي الحوثي أبو علي الحاكم، الذي عينه الحوثيون مدير لدائرة الاستخبارات العسكرية، وكان الاعتقال بعد رفضه تمرير ترقيات لعدد كبير من الحوثيين إلى رتب عليا بالجيش.
ويعد العنسي أحد كوادر وزارة الدفاع اليمنية ويتولى منصب مدير شؤون الضباط في وزارة الدفاع منذ أن كان صالح رئيسًا لليمن، إضافة إلى كون اللواء العنسي من القادة المحسوبين على الرئيس السابق علي صالح.

وقبل أيام أفرجت مليشيات الحوثي عن الشيخ منصور سليمان، رئيس حزب المؤتمر في همدان بصنعاء، والقيادي بحزب الرئيس اليمني السابق علي صالح، وكانت قوات الحوثيين قد احتجزت الشيخ م الأسبوع الماضي في ظل خلافات بين الحوثيين وصالح، الأمر الذي دفع حزب صالح للتلويح بفض الشراكة مع الحوثيين.

ويعاني تحالف الحوثيين وصالح من اهتزازات كبيرة بلغت مستوى تهديد حزب صالح برسالة بعثها أمينه العام عارف الزوكا إلى صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الذي يدير مناطق الحوثيين وصالح، بأن حزبه لن يقبل بشراكة صورية، بعد حملات اعتقالات نفذها الحوثيين على قيادات بحزب صالح إضافة إلى اقتحامهم لوزارات من حصة حزب المؤتمر وإهانة وزراء محسوبين على المؤتمر في حكومة صنعاء.

بينما يشهد تحالف الحوثيين وصالح تصدعًا كبيرًا منذ أغسطس/آب من العام الجاري على خلفية حشد حزب صالح في ميدان السبعين في الـ 24 من أغسطس، الذي اعتبرته مليشيات الحوثي موجه ضدها، وبعد أيام من الحشد الذي أقامه صالح اندلعت مواجهات بين الحوثيين وقوات حراسة صالح في محيط منزله في جولة المصباحي بصنعاء، بعد اعتراض الحوثيين لـ "صلاح علي عبدالله صالح" نجل الرئيس السابق، وفي تلك المواجهات قُتل خالد الرضي وهو قيادي بارز في حزب صالح وعقيد بالقوات الخاصة ومقرب للغاية من الرئيس السابق وأسرته، كما قتل ثلاثة من عناصر الحوثيين في تلك المواجهات.

ويقود الحوثيون والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، تحالفًا سياسيًا وعسكريًا ضد الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بهما دوليًا منذ أكثر من 3 أعوام، وقبل أن يتدخل تحالف عسكري تقوده السعودية منذ نهاية مارس/آذار 2015، دعمًا للحكومة الشرعية، وفي 28 يوليو/ تموز 2016، أعلن الطرفان تأسيس مجلس للحكم في صنعاء مناصفة بين الحليفين، لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهما، وتشكيل حكومة موازية رأى فيها المجتمع الدولي "تهديدًا خطيرًا لفرص إحلال السلام" في البلاد.