بوتين

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الإمارات تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتلعب من دون أي مبالغة دوراً يعزز الاستقرار في الشرق الأوسط، وقال: «ننظر إلى الإمارات كأحد شركائنا الواعدين والقريبين جداً، ونعمل مع الصندوق السيادي لدولة الإمارات، وتبلغ القاعدة المشتركة نحو 7 مليارات دولار تم استثمار مليارين منها في بعض المشاريع، ويجري عمل حثيث على مشاريع أخرى»، مشيراً إلى أن التبادل التجاري يبلغ ملياراً و700 مليون دولار، «لكنه طبعاً غير كافٍ، وهذا ما ندركه تماماً».

وأضاف بوتين: «لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة دولة الإمارات، بل ونشأت لدينا تقاليد وممارسات معينة. فلدينا إمكانية ضبط ساعة نشاطنا على توقيت واحد في اتجاهات وقضايا مختلفة، ونقوم بذلك لما له فائدة كبيرة للمنطقة بأسرها».
أشار الرئيس الروسي إلى أن توقيع وثيقة الشراكة الاستراتيجية يعكس طابع العلاقات بين الإمارات وروسيا الاتحادية، مشيراً إلى أن الشراكة تتطور مثلما يحدث مع السعودية في جميع الاتجاهات.

وقال بوتين: «نولي أهمية كبيرة لزيارة المملكة العربية السعودية كرد للزيارة التاريخية التي قام بها إلى روسيا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز». وأضاف أن «العلاقات بين السعودية والاتحاد السوفييتي كانت على مستوى منخفض على نحو ملحوظ، وخلال السنوات الأخيرة تغيرت نوعية علاقتنا تغيراً جذرياً».

وتابع: «نحن ننظر إلى المملكة العربية السعودية على أنها دولة صديقة لنا، وقد نشأت لديّ علاقات طيبة مع الملك، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان وتتطور في الاتجاهات كافة».

وشدد على أن للسعودية دوراً إيجابياً كبيراً في سوريا، وقال: «نعمل بشكل وثيق جداً مع تركيا وإيران وهذا معروف للجميع»، مضيفاً أنه «من دون مساهمة السعودية في التسوية بسوريا ما كان بالإمكان مطلقاً، كما يبدو لي التوصل إلى توجه إيجابي في التسوية».
وتحدث الرئيس الروسي عن هجمات «أرامكو» قائلاً: «نحن ندين أي أعمال من هذا النوع ولا يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك. هذا هو موقفنا الرسمي. أعلنا ذلك منذ البداية، وتحدثت عن ذلك خلال مؤتمر أسبوع الطاقة في موسكو. مثل هذه الأعمال لا تحقق أي نتائج لأي طرف».

وأكد أن أسواق النفط تأثرت لمدة أسبوع بشكل ملحوظ، ثم عادت مرة أخرى إلى سابق عهدها؛ لأن العوامل الأساسية التي تشكل السوق لن تسمح للسعر بالقفز للأسفل أو للأعلى.
وأضاف بوتين: «إنه على تواصل مع قيادة المملكة العربية السعودية بمن في ذلك ولي العهد، الذي ناقشت معه الحادث وأخبرته بأنه من الضروري الحصول على أدلة وتحديد المذنبين»، مؤكداً أن هناك من يقف وراء هذا العمل من حيث المبدأ.
وتابع: «الأمير محمد بن سلمان اتفق معي في الرأي من حيث المبدأ، وطالبني بأن تشارك روسيا في التحقيق بهذا الحادث. وكان جوابي هو نعم».

الملف السوري
وعن سوريا، أكد بوتين «ضرورة تحرير الأراضي السورية من الوجود الأجنبي العسكري»، قائلاً: «يجب على كل من هم على أراضي أي دولة بشكل غير مشروع، وفي هذه الحالة الجمهورية العربية السورية، مغادرة هذه المنطقة».

وأضاف: «هذا ينطبق بشكل عام على جميع الدول، إذا كانت القيادة المستقبلية، أي القيادة الشرعية لسوريا، ستقول إنها لم تعد بحاجة لوجود القوات المسلحة الروسية، فهذا ينطبق بالطبع على روسيا الاتحادية أيضاً».

وقال: «أناقش اليوم هذه المسألة بصراحة تامة مع الإيرانيين والأتراك. وتحدثنا مراراً وتكراراً عن ذلك مع شركائنا الأميركيين. تحدثت بصراحة مع زملائي، يجب تحرير أراضي سوريا من الوجود العسكري الأجنبي، ويجب استعادة وحدة الأراضي العربية السورية بالكامل».

وأشار بوتين إلى دور المملكة العربية السعودية الإيجابي في حل الأزمة في سوريا. وقال نحن نعمل بشكل وثيق جداً مع تركيا وإيران، وهذا معروف جيداً للجميع. ولكن من دون مساهمة العربية السعودية في عمليات التسوية في سوريا، ما كان بالإمكان مطلقاً، كما يبدو لي، التوصل إلى توجه إيجابي في التسوية. ولذلك أود مباشرة التعبير عن الامتنان للملك، وللأمير ولي العهد على هذا الموقف البنَّاء. وإنني على ثقة بأن زيارتي ستعطي دفعة جديدة لتطوير علاقاتنا الثنائية، وتعاوننا على الساحة الدولية.

وأضاف: يجب القول إن شراكتنا تتطور، كالشراكة مع المملكة العربية السعودية، في جميع الاتجاهات، وبما يكفي من الحيوية، أي إذا نظرنا إلى منطقة الخليج، نجد تبادلا تجاريا كبير الحجم يبلغ 1.7 مليار دولار، لكنه - طبعاً - غير كاف. وهذا ما ندركه تماماً. ونعمل أيضاً مع الصندوق السيادي في الإمارات العربية المتحدة، حيث تبلغ القاعدة المشتركة حوالي 7 مليارات دولار، تم استثمار مليارين منها في بعض المشاريع. ويجري أيضاً عمل حثيث على مشاريع أخرى. والإمارات العربية المتحدة، طبعا، تسهم بدور مهم في حل أزمات المنطقة، وتلعب - دون أي مبالغة - دوراً يعزز الاستقرار.
وقال بوتين: لن أكشف سراً كبيراً إذا قلت إننا على اتصال دائم مع قيادة الإمارات العربية المتحدة، بل نشأت لدينا تقاليد وممارسة معينة، فلدينا إمكانية ضبط ساعات نشاطنا على توقيت واحد، في اتجاهات وقضايا مختلفة. ونقوم بذلك، كما أرى، لما فيه فائدة كبيرة، لا لكلا الطرفين فحسب، بل للمنطقة بأسرها.

قد يهمك أيضًا:

الحكومة الفلسطينية ترفض التهديدات الإسرائيلية بسبب المقاطعة الاقتصادية