شرطة دبي

 بعد إجراء 12 تجربة علمية، نجح خبراء فحص آثار الحرائق في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة في شرطة دبي في كشف حقيقة حريق مبنى قيد الإنشاء في موقع "إكسبو"، والسبب وراء اندلاع الحريق هو حدوث خلل مفاجئ في عمليات التلحيم لطرفي وصلتي أنبوبين في المبنى.

نجح خبراء فحص آثار الحرائق في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة بالتعاون مع الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية في شرطة دبي في كشف حقيقة حريق مبنى قيد الإنشاء في موقع "إكسبو"، فمن خلال إعادة تمثيل وقائع سيناريو حريق المبنى تم التعرف على سبب اندلاع شرارة الحريق، والسر الذي أخفاه عامل ومهندس في الشركة العاملة في الموقع للتهرب من المسؤولية.

وكشف خبراء فحص آثار الحرائق بعد إجراء 12 تجربة علمية أن السبب وراء اندلاع الحريق هو "حدوث خلل مفاجئ في عمليات التلحيم لطرفي وصلتي أنبوبين في المبنى، وذلك لارتفاع درجة حرارة معدن سلك الملف الحراري ما أدى إلى التصاقها بالأنبوب وامتداد تأثيرها إلى مسار الأنبوب الداخلي مسببة الحريق"، مشيرين إلى أن عمليات اللحام أدت إلى ارتفاع درجة الحرارة في الأنبوب إلى ما يزيد على 350 درجة مئوية، وحدوث اشتعال داخلي في يوم الحادثة، ما فند ادعاء عامل ومهندس في الشركة العاملة في الموقع بعدم وجود أي أعمال في المبنى لحظة اندلاع الحريق.

واستناداً إلى نتائج خبراء الحرائق، عمل فريق التحريات والمباحث الجنائية على التحقيق في الحادثة، ليتبين أن عامل اللحام في الشركة المُنفذة للمشروع، كان يقوم بمهام عمله الاعتيادية بشكل يومي في موقع العمل، فتوجه إلى الأنبوب وأجرى عمليات اللحام الخاصة بتوصيل أنبوبين، لكن خللاً تقنياً حدث معه فتوقف عن العمل، وعمل على إعادة تخزين المعدات في الغرفة المخصصة لذلك، دون مراعاته لإجراءات السلامة المطلوبة في هذا الوضع.

وتبين أن العامل توجه بعد ذلك إلى دورة المياه، وفي غضون 5 دقائق لاحظ أن هناك عملية إخلاء كاملة للعمال في الموقع مع اندلاع الحريق، فغادر المكان على الفور واتجه نحو مسؤوله في العمل "مهندس"، وأبلغه بما حدث معه من خلل تقني وعدم مراعاته لإجراءات السلامة، فطلب المهندس منه عدم إبلاغ أي أحد بوقوع الخلل، لعدم وجود شاهد على قيامه بعملية اللحام، وبالتالي لا داعي لتوريط نفسه والشركة في الحريق.

وكشفت عمليات البحث والتحري التي أجرتها الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، الرسائل الخاصة المتداولة بين العمال، والتي تدعوهم إلى "الادعاء بعدم عملهم في موقع الحادثة لحظة وقوع الحريق خلافاً للحقيقة"، فيما أعادت شرطة دبي محاكاة الواقعة بدقة وحرفية عالية بعد صدور نتائج التحقيق، وإقرار العامل والمهندس بوقوع عمليات اللحام في يوم اندلاع الحريق ومحاولة إخفائهما للوقائع الحقيقية.

وأثنى معالي الفريق عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، على الجهود الاستثنائية لخبراء فحص آثار الحرائق في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، وإجرائهم لتجارب علمية دقيقة واحترافية للوقوف على السبب الحقيقي وراء وقوع الحريق، وتقديمهم لشرح وافٍ حول طريقة اندلاعه بدقة متناهية، مشيداً في الوقت ذاته بالتعاون والتنسيق الكبيرين بين خبراء فحص آثار الحرائق وفرق عمل التحريات والمباحث الجنائية، والتي باشرت عملية البحث والتحري واستمعت إلى إفادة الشهود والعاملين المتواجدين في المكان، وصولاً إلى كشف حقيقة ما حدث.

وأكد الفريق عبد الله خليفة المري أن قدرة إعادة تمثيل واقعة الحريق بدقة عالية بناءً على نتائج التحقيقات والتجارب العلمية، يعتبر إنجازاً جديداً يضاف إلى سجل إنجازات شرطة دبي في التعامل بحرفية عالية مع مختلف أنواع التحقيقات، عبر نخبة من الخبراء العاملين في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، وأفراد وضباط ومتخصصين أكفاء من الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، سخروا كافة الإمكانيات الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في عملهم، مثمناً جهود الفرق العاملة في الوصول إلى هذه النتائج، ومؤكداً معاليه على الجاهزية الدائمة لشرطة دبي بمختلف الإدارات العامة ومركز الشرطة على التعامل مع كافة أنواع الحوادث.

وأشادت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي المدير العام لمكتب إكسبو دبي 2020 بالجهود الكبيرة التي بذلتها طواقم شرطة دبي، مؤكدة أن ما أبدته فرق العمل فيها من احترافية ودقة يشهد بالقدرات المتميزة التي تمتلكها، والتطور الكبير الذي تتمتع به منظومة عمل شرطة دبي على كافة المستويات.

قد يهمك أيضًا:

القائد العام لشرطة دبي يُدشن ميدان الرماية المتنقِّل في "أمن الهيئات والمنشآت"

جمال سند السويدي يزور مدينة الشيخ خليفة الطبية