ابوظبي- جمال ابو سمرا
شهد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وعضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، الشيخ سعود بن راشد المعلا، مساء الإثنين، في مجلس محمد بن زايد، المحاضرة الرمضانية الرابعة بعنوان “تأثير التجارب المبكرة على نمو الدماغ”، التي ألقاها البروفيسور ديمتري كريستاكيس أستاذ طب الأطفال في جامعة واشنطن، كما شهد المحاضرة ولي عهد أم القيوين، الشيخ راشد بن سعود بن راشد المعلا وولي عهد رأس الخيمة، الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ورئيسة المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي و الشيخ سيف بن محمد آل نهيان، و الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، و الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، و الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، و الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي.
وحذر المحاضر من تأثير الألعاب الإلكترونية والتلفاز على مستوى النمو الإدراكي لدى الأطفال، مؤكدًا أن الأطفال يتأثرون بشكل كبير بالمواد التي يتلقونها عبر تلك الإلكترونيات مما يؤثر على قدراتهم العقلية ومستوى النمو الإدراكي لديهم، وقال: أطفالنا باتوا يفكرون بطريقة تختلف عن طريقتنا في التفكير، واصفًا إياهم بـ “الرقميين” لكثرة استخدامهم وسائل التكنولوجيا المتعددة، مشددًا على أن الأطروحات التي يخرج بها بعض المهتمين بدراسات علم الاجتماع وسلوك الأطفال عن التأثير الإيجابي لاستخدام الحواسيب، والأجهزة الذكية، غير دقيق وقد أُثبت ذلك علميًا.
وعرض المحاضر للموضوع وفق ثلاث ظواهر أساسية، هي نمو الدماغ لدى الطفل، وتطويره للمهام التنفيذية، وتأثره بالإعلام، مشيرًا إلى أن حجم دماغ الطفل عند الولادة يزن 330 جرامًا تقريبًا؛ لأنه ينمو على فترات ليزداد حجمه بشكل أكبر خلال السنوات الثلاث الأولى من عمره، وأن تعريضه لمواد ذات سرعة عالية وأصوات متداخلة ومشاهد عنف يؤدي إلى فقدان فرصه في تنمية جوانب مهمة ضمن مهام الدماغ كتعلم اللغات والثبات والانتباه والتركيز، مما يؤدي إلى ظواهر سلوكية غير صحية يمكن أن تستمر مع الطفل حتى مراحل كبيرة من عمره، وقال إن لدى الدماغ البشري خلايا متعددة ومترابطة، مؤكدًا أن دماغ الطفل يحوي العادات والثقافة التي تحيط به ويتعلم منها. وأشار المحاضر إلى أن الطفل في اليوم الأول لولادته يستطيع عند سماعه الموسيقى على سبيل المثال أن يفرق بين هذه القطعة وتلك، وإن الطفل قد يتعلم لغة البلد الذي ينتقل إليه أبواه، لكنه لا يتحكم في أصوات هذه اللغة؛ لأن لدى مجالات الدماغ مهام مختلفة وجزءًا يسيرًا منها فقط يسيطر على بعض الأمور الحيوية، مشيرًا إلى أن الطفل في الشهر الرابع من عمره يستطيع أن يدرك الأمور البصرية والسمعية، بينما تتحرك عنده العواطف في شهره العاشر، ولا يستطيع السيطرة عليها بشكل تام عندما يكون عمره ما بين السنة والسنة ونصف السنة، وأن أي تغيير في تلك التراتبية يمكن أن يؤدي إلى أعراض ونتائج غير محمودة على مستوى وظائف المخ، ولفت إلى أنه مع تطور الجزء الأخير أو الخلفي من الدماغ تتكون المهام التنفيذية الثلاث، ممثلة في السيطرة والقدرة على التركيز ومقاومة الكثير من الأمور وحفظ المعلومات في الذاكرة وتعلم الشيء وتحويله إلى شيء آخر.
واستعرض بعض الدراسات في هذا المجال، منها إحدى الدراسات التي اعتمدت تجربة استخدام بعض اللقيمات مع ثلاثة أطفال، مشيرًا إلى دراسة أجراها العلماء على ألف طفل في مرحلة ما قبل المدرسة بهدف تطوير الألعاب وتعليمهم على سبيل المثال السير على خط مرسوم دون الخروج عنه لتقوية القدرة الجسدية والفكرية ضد التشتت، وانتقل المحاضر بعد ذلك إلى ما يتعرض له الأطفال في الشهر الرابع من عمرهم من أثر بسبب مشاهدة التلفاز لساعات عدة، مشيرًا إلى أن الطفل المثالي من هؤلاء يقضي سبع ساعات أمام الشاشة البيضاء، وقال إن ذلك يؤثر بشكل سيئ على الدماغ، حيث تظهر علامات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، مؤكدًا صحة ذلك من خلال عرض بعض الصور التوضيحية، ولفت إلى دراسة أجرتها جامعة الشارقة حول هذا الموضوع، وأثبتت أن 15% من الأطفال يعانون ذلك، مشيرًا إلى أن النسبة قريبة مما هي عليه في الولايات المتحدة الأميركية، وقال إن لاضطراب نقص الانتباه علاقة بالجينات تبلغ 75%، وأن لدى التوأم مثلًا فرصة الإصابة بهذا الاضطراب رغم أن بعض العلماء لا يقولون بعلاقة الجينات بهذا المرض.