أول قاعدة بيانات شاملة في مكافحة جائحة كوفيد-19

أعلن مكتب "فخر الوطن" عن إنشاء أول قاعدة بيانات شاملة ومتكاملة في الدولة، تضم أكثر من 80 ألف شخص من العاملين في خط الدفاع الأول لحماية وسلامة مواطني الدولة ومقيميها على نحو فعال في مكافحة جائحة كوفيد-19، حيث يعتبر هذا السجل الجديد إنجازا هاماً يساهم في رعاية ودعم أولئك الذين وضعوا أنفسهم في الخطوط الأمامية في أوقات الطوارئ والأزمات، للمحافظة على صحة وسلامة مجتمع دولة الإمارات.

وقال مكتب "فخر الوطن" إن قاعدة البيانات الجديدة توفر سجلاً من المعلومات والتفاصيل عن الأبطال -الذين يقومون بمواجهة الجائحة في دولة الإمارات- تقديراً وتكريماً للجهود الجبارة التي قدموها في سبيل خدمة المصلحة العامة والوطن، وتوفير الدعم المستمر لهم على كافة الأصعدة الشخصية والمهنية من خلال برامج الدعم الخاصة المصممة لهم ولرعايتهم ودعم احتياجاتهم.

وأنشأت قاعدة البيانات من قبل مكتب "فخر الوطن" بناءً على معطيات تم جمعها عن الأبطال والعاملين في الخطوط الأمامية من جميع الجهات الحكومية المشاركة في التصدي للجائحة، وذلك على المستوى الاتحادي والمحلي، وكذلك من جميع الكيانات الرسمية المنضوية تحت مظلة الهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والطوارئ والكوارث ومن كافة المنشآت الطبية المرخصة في الدولة، بحيث تغطي قاعدة البيانات بشكل مفصل ومتكامل كافة العاملين من مواطني الدولة والمقيمين في الخطوط الأمامية لخدمة الدولة، بما في ذلك موظفي القطاعات الطبية وغير الطبية التي تشمل جميع العاملين في منشآت القطاع الصحي مثل الأطباء والممرضين والصيادلة وطواقم التنظيف والخدمة، بالإضافة إلى خدمات الحماية والوقاية التي تشمل فرق إدارة الأزمات وخدمات الأمن والطوارئ والتعقيم والمتطوعين.

وقد أنشئ مكتب فخر الوطن في يوليو 2020 بمرسوم اتحادي من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله"، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بهدف تقدير جهود المشاركين في الخطوط الأمامية في أوقات الطوارئ والأزمات. ويعمل المكتب على الاستماع وفهم التحديات والظروف الخاصة التي تواجه أبطال الخطوط الأمامية، وتقديم الحلول والاستجابة لها مباشرةً في المرحلة الحالية وعلى المدى البعيد، بالإضافة إلى إبراز التقدير الواجب وتكريم جميع الأبطال ممن يضحون ويعرضون أنفسهم للخطر لحماية مجتمع دولة الإمارات، والاعتزاز والفخر بهم لما يقدمونه من مثال خالد للإيثار والتضحية.

ويقوم "فخر الوطن" بتنفيذ مهامه بالتنسيق مع الهيئات والمنظمات الحكومية، وشركات القطاعين العام الخاص، وكافة الجهات المعنية وأفراد المجتمع في جميع أنحاء الإمارات، وتقديم مجموعة واسعة من المبادرات والبرامج الخاصة التي تدعم بشكل مباشر العاملين في الخطوط الأمامية.

وبهذه المناسبة؛ قال معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي رئيس مجلس إدارة مكتب فخر الوطن: "يقوم أبطالنا في الخطوط الأمامية كل يوم بتعريض حياتهم للخطر لحماية حياة الناس في جميع أنحاء الدولة، لذا نحن مدينون لهم وملتزمون بالاعتراف بجهودهم البطولية وتقديرها، وكذلك التأكد من أننا نقدم لكل الموجودين على الخطوط الأمامية وعائلاتهم نفس مستوى الحماية والدعم الذي يستحقونه".

ومن جهتها قالت الدكتورة مها بركات، المدير العام لمكتب فخر الوطن، إنه على الرغم من أن المكتب قد أنشئ كاستجابة مباشرة للجائحة العالمية، مع خوض العديد من الأبطال حربا متواصلة ضد فيروس كوفيد-19 على مدار الأشهر الستة الماضية، فهو في الوقت ذاته كيان اتحادي دائم، ومكلف بأن يضمن وجود شبكة قوية ومتكاملة في الدولة من المتخصصين العاملين في الخطوط الأمامية للاستجابة خلال الأزمات وحالات الطوارئ.

وأضافت الدكتورة بركات: "يجب أن نكون في حالة دائمة من الاستعداد والاستنفار للاستجابة الفورية والفعالة لأي أزمة أو حالة طوارئ قد نواجهها اليوم وفي أي وقت في المستقبل، بهدف حماية شعبنا ومجتمعنا".

وذكرت في ختام تصريحها: "كما يجب أن نحافظ على قوة العمل والجهود المختصة بالحماية في حالات الطوارئ والتي تربو على 80 ألفًا في حالة جهوزية وقدرة مستمرة على بذل التضحيات لمواجهة المخاطر. ولذا فإننا مدينون لهم بالتقدير والشكر والاعتراف بجهودهم حكومةً وشعباً. ونعمل الآن كخطوة أولى؛ على التواصل المباشر مع أبطالنا في الخطوط الأمامية والاستماع إليهم لمعرفة ما يهمهم ويحتاجونه لأنهم يشكلون حجر الأساس في حماية وطننا".

استبيان صوت أبطال الإمارات

قام مكتب فخر الوطن بعمل استبيان لاستطلاع آراء ما يقارب 8000 شخص من العاملين في الخطوط الأمامية في مرافق الرعاية الصحية في جميع أنحاء الدولة، وكذلك في الكيانات التابعة للهيئة الوطنية لإدارة الأزمات والطوارئ والكوارث، وذلك لدفع تطوير برامج الدعم والتكريم الخاصة بهم.

وتمت صياغة الاستبيان لإشراك أبطال الإمارات العاملين في الخطوط الأمامية، والاستماع منهم مباشرة إلى حاجاتهم والتحديات التي يواجهونها خلال عملهم المشرف لتشكل النتائج المستخلصة المحاور الرئيسية التي يركز عليها مكتب فخر الوطن خلال المرحلة القادمة.

وأظهرت آراء المشاركين في الاستبيان ارتفاع نسبة الرضا الوظيفي للعاملين في القطاع الصحي الإماراتي في الخطوط الأمامية، وأشار أكثر من 85% ممن شارك في الاستبيان إلى أنهم سعداء بتأدية وظائفهم بالرغم من الظروف والضغوط التي فرضتها الجائحة عالمياً، وجاءت نتائج الاستبيان بنسبة تزيد عن 86% حين سؤال المشاركين عن جودة البنية التحتية للمنشآت وتوافر الموارد الكافية في مواجهة الظرف الحالي، والتي تعكس تصنيفاً إيجابياً للغاية ومدى رضاهم عن الجهود المبذولة.

وعكست نتائج الاستبيان رضا العاملين في الخطوط الأمامية عن التعامل الحكومي مع الأزمة العالمية، حيث أشاد أكثر من 95% منهم بالجهود الوطنية المنسقة للاستجابة للجائحة، وهذه نسبة ممتازة مقارنة بالتقارير الواردة من دول أخرى حول العالم.

وفي الوقت نفسه، أشار العاملون في الخطوط الأمامية الذين شملهم الاستطلاع في دولة الإمارات إلى النقاط والتحديات الواضحة التي تواجههم. وحددت عملية تحليل نتائج الاستبيان خمسة محاور مركزية سيعمل "مكتب فخر الوطن" على معالجتها من خلال برنامج الدعم التي سيقدمها لهم، وتشمل هذه الموضوعات التقدير والتكريم، والصحة العامة وسبل العيش الكريم، والرضا الوظيفي، وتكلفة المعيشة، والحفاظ على وظائفهم على المدى الطويل.

وأضافت الدكتورة مها بركات: "أبطالنا في الخطوط الأمامية يعملون بتجرد والتزام قل نظيره، ويعكسون رؤية قيادتنا الرشيدة للتعاون والتكاتف للتغلب على الجائحة والخروج من هذه المحنة بسلام. ويتعين علينا العمل دائماً لفهم النقاط الرئيسية والتحديات التي يواجهها أبطالنا في جميع القطاعات والاستجابة لها بشكل أسرع وأفضل. نتطلع إلى توفير حاضنة وبيئة يحصل فيها أبطالنا على الخطوط الأمامية، الذين أثبتوا أن العطاء لا حدود له، وأن الالتزام هو أسلوب حياة يعيشونه لحظة بلحظة، على التقدير والعرفان الذي استحقوه بجدارة، لدعمهم في مواصلة تقديم عطائهم ومساعدتهم في بناء حياتهم المهنية وتربية أسرهم في وطنهم الإمارات".

وسيبدأ مكتب "فخر الوطن" والهيئات المتعاونة معه في تقديم مبادرات وبرامج دعم للعاملين في الخطوط الأمامية في الأسابيع المقبلة. ويشمل ذلك برامج وخدمات الدعم المقدمة للأشخاص الموجودين في الخطوط الأمامية في جميع أنحاء الدولة، وتصميم وتنفيذ برامج للمهنيين في الخطوط الأمامية في إمارات محددة، فضلاً عن البرامج التي ستمنح المزيد من المميزات لعائلات أبطال الخطوط الأمامية.

قد يهمك أيضا:

الولايات المتحدة الأميركية تعود إلى "الرقم الصعب" في وفيات وباء "كورونا"

وزيرة الصحة في جمهورية القمر تشيد بمساعدات الإمارات الطبية لبلادها