حملة زايد الإنسانية لعلاج الفقراء

بدأت حملة زايد الإنسانية لعلاج الفقراء، مهامها في القرى الزنجبارية الخميس الماضي، بإشراف أطباء إماراتيين وزنجباريين، حيث تم إطلاقها، السبت، واستمرت يومين وتم خلالها استقبال 4000 مريض ومريضة بواقع 1800 في اليوم الأول وألفين و200 في اليوم الثاني من مختلف الأعمار، وتم تقديم العلاج المجاني لهم، وتأتي هذه الحملة بهدف ترسيخ ثقافة العمل التطوعي والعطاء الإنساني في الكوادر الطبية وتمكينها من تقديم أفضل الخدمات التشخيصية والعلاجية والجراحية والوقائية للمرضى المعوزين تحت إطار تطوعي ومظلة إنسانية انسجامًا مع الروح الإنسانية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وانطلاقًا من توجيهات القيادة الحكيمة بتبني مبادرات إنسانية في عام 2018، عام زايد تساهم في التخفيف من معاناة الفئات المعوزة دون النظر إلى اللون أو الجنس أو العرق أو الديانة، وذلك بالشراكة مع جمعية دار البر ومؤسسة بيت الشارقة الخيري ومجموعة المستشفيات السعودية الألمانية وبرنامج الإمارات للتطوع المجتمعي والتخصصي في نموذج مميز ومبتكر للعمل المشترك الإنساني العالمي.

تقدير وامتنان

من جهته، أكد محمد إبراهيم عبدالله البحري، القائم بالأعمال لدى سفارة الإمارات في دار السلام في تنزانيا، أن العالم من حولنا ينظر بتقدير وامتنان إلى الحملات الطبية والمبادرات التي تطلقها الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخيه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبتوجيهات من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ما يعطي للعالم صورة مشرقة عن ديننا الإسلامي الحنيف.

وقال البحري، إنه أمر ليس بمستغرب من تلك القيادة التي تتمتع بثقافية إنسانية نابعة من أصول الإسلام السمحة ومن ثقافتنا العربية، حيث تربوا ونشأوا في مدرسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مدرسة العطاء والعمل الخيري والإنساني، لافتًا إلى أن مبادرة الشيخ زايد الإنسانية العالمية التي انطلقت في زنجبار واستمرت يومين بمشاركة من جهات خيرية عديدة قدمت العلاج للكثير من فئات المجتمع الزنجباري، خاصة الأطفال وكبار السن، فشخصت حالاتهم المرضية وقدمت لهم الدواء والعلاج المجاني.

تخفيف المعاناة

وأضاف البحري أن هناك الكثير من الحملات الإنسانية التي تطلقها الإمارات خففت المعاناة عن المعوزين والمحرومين في شتى بقاع العالم، حيث الإمارات تعطي بلا منة أو انتظار لرد الجميل، لافتاً إلى أن الحملة جاءت مواكبة لعام الشيخ زايد 2018، كما أن السياسة التي تتبعها الدولة في العمل الخيري والإنساني خارجيًا ومحليًا تتفق مع قيم وأخلاق أبناء الإمارات التي تربوا عليها وتوارثوها جيلًا بعد جيل، وأن الإمارات أطلقت من قبل المدينة الإنسانية العالمية حتى العام 2021 والتي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ستضع الإمارات في محط أنظار العالم.

وتابع البحري "كما أن المبادرات المتعددة التي تطلقها الإمارات عبر العالم في حقل العمل الإنساني خلال الأعوام الطويلة الماضية ساهمت في تعزيز مكانة الدولة إقليميًا وعالميًا، وزادت من حجم التقدير والحب والاحترام الذي تكنه شعوب المعمورة لهذا الوطن، ورسخت قيمة العطاء والمبادرة والتطوع والعمل الخيري في نفوس ووعي الإماراتيين".

أمن وازدهار

وأوضح البحري، أن ما ننعم به من أمن وخير وتقدم وازدهار ما هو إلا ثمار شجرة الخير التي غرسها على أرض هذا الوطن صاحب الأيادي البيضاء الشيخ زايد بن سلطان،  وسانده في رعايتها إخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات حتى أضحت تلك الشجرة ظلًا يستظل به المواطن والمقيم وغدت الدولة نبراسًا يحتذى في الوحدة والاتحاد والتسامح والتعايش، ونجدة المنكوبين في شتى بقاع العالم دون منة أو انتظار لرد الجميل.

من جانبه، أكد الدكتور عادل الشامري، جراح القلب الإماراتي والرئيس التنفيذي لمبادرة زايد العطاء رئيس أطباء الإمارات، أنه تم توقيع اتفاقية مع وزارة الصحة الزنجبارية يتم بموجبها تنظيم 24 عيادة متنقلة ومستشفى ميدانيًا خلال عام مع حملة الشيخ زايد الإنسانية العالمية لعلاج الفقراء في أكثر من 12 قرية زنجبارية بمبادرة من زايد العطاء وجمعية دار البر ومؤسسة بيت الشارقة الخيري ومجموعة المستشفيات السعودية الألمانية والسفارة الإماراتية في تنزانيا، وتستهدف 60 ألف مريض، إضافة إلى توعية أكثر من نصف مليون من مختلف فئات المجتمع الزنجباري.

50 طبيبًا

وأوضح الشامري، أن حملة زايد الإنسانية لعلاج الفقراء تمكنت من استقطاب ما يزيد على 50 من الكوادر التطوعية التخصصية وتأهيلها وتمكينها من العمل الإنساني في الفريق الطبي التطوعي في محطته الحالية في القرى الزنجبارية وفق أفضل المعايير العالمية واستحداث الشراكات لتبني المبادرات المبتكرة والتي تساهم في إيجاد حلول واقعية لمشاكل إنسانية واقتصادية انسجامًا مع الروح الإنسانية للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وامتدادًا لجسور الخير والعطاء لأبناء زايد الخير الذين ساروا على نهجه في مجالات العمل التطوعي والعطاء الإنساني.

وأكد الشامري أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية في مجال العمل الإنساني في زنجبار من خلال تبني مبادرات جديدة مستدامة غير مسبوقة تساهم في إثراء الحركة التطوعية وتشكل إضافة جديدة لإنجازات الإمارات في مجالات العمل الإنساني من خلال العيادات المتنقلة والمستشفيات الميدانية التي ستقدم خدماتها وفق خطة تشغيلية مستدامة للوصول إلى الآلاف من المسنين في مختلف القرى الزنجبارية بالتنسيق مع وزارة الصحة الزنجبارية.

من ناحيته، قال عبدالله الفلاسي، المدير التنفيذي لجمعية دار البر، إنه خلال الأشهر الماضية استطاع أطباء الإمارات من تأسيس وإدارة العشرات من العيادات المتنقلة والمستشفيات المتحركة في زنجبار استجابة لدعوات رسمية من وزارة الصحة للاستفادة من الخبرات الإماراتية في مجال الإغاثة الطبية التخصصية والتي ساهمت في التخفيف من معاناة ما يزيد على الآلاف في مختلف القرى الزنجبارية.

تطوع

وأشار الفلاسي، إلى أن هناك آلافًا من الأطباء تطوعوا ضمن برنامج الإمارات للتطوع التخصصي للمشاركة في المهام الإنسانية للفريق الإماراتي الطبي التطوعي في مختلف دول العالم بالتنسيق مع القنوات الرسمية والمؤسسات التطوعية الصحية، كما أنه سيتم تدريب وتأهيل الأطباء في مجال الطب الميداني وطب الطوارئ والكوارث وإدارة العيادات والمستشفيات الميدانية وآلية الاستجابة الطبية باستخدام مدن تدريبية افتراضية وبإشراف أكاديمية زايد للعمل الإنساني وهي أكاديمية كاملة الجهوزية وباعتماد المجلس الأوروبي والملكية الأميركية والمجموعة البريطانية المتخصصة في التدريب الطبي التخصصي باستخدام سبل التدريب التقليدي والافتراضي.

ولفت الفلاسي، إلى أن مبادرة زايد العطاء وشركائها الإستراتيجيين استطاعت في الأعوام الماضية من تدريب ما يزيد على 10 آلاف كادر إداري وطبي من مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة بإشراف المؤسسة الوطنية للتدريب «تدريب» في مجال طب الطوارئ والمجتمع والكوارث في بادرة هي الأولى من نوعها في الدولة وباعتماد أبرز المراكز التدريبية العالمية وفق أفضل المعايير الدولية.

تثمين

من جهته، ثمن الدكتور نوفل محمد، ممثل وزارة الصحة الزنجبارية دور الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، على المبادرات الإنسانية التي تنفذها لإغاثة المنكوبين والمتضررين والمرضى المعوزين في شتى أنحاء العالم، مؤكدًا أن الإمارات سباقة في مجال مساعدة المحتاجين ومد يد العون والمساعدة على مستوى العالم، مشيدًا بتلك المبادرة الكريمة من حملة الشيخ زايد الإنسانية العالمية التي عالجت الكثير من أطفال ومسني زنجبار.

أصغر متطوعتين

في لفتة إنسانية معبرة تواجدت الطفلة لولوة صبحي وشقيقتها زينة، باعتبارهما أصغر متطوعتين رافقتا حملة الشيخ زايد الإنسانية العالمية لمعالجة أطفال زنجبار، فأبتا إلا أن تشاركا في العمل الطوعي، وذلك من خلال تعليم أطفال زنجبار كيفية تقديم الإسعافات الأولية في الحوادث البسيطة، إضافة إلى تنظيم فعالية وأنشطة ترفيهية مشوقة، شارك فيها الأطفال المتواجدين بمقر المخيم.

وتم تعليمهم كيفية كتابة الأحرف العربية وبعض الكلمات باللغة العربية، ما يدلل على أن العمل التطوعي أصبح بالنسبة للإماراتيين والمقيمين فيها ركيزة أساسية في بناء المجتمعات المتماسكة، كما أن تلك اللفتة من الطفلتين تبرهن على أن الإمارات بلد خير وأمن وأمان وسلام، كما أنها تنمي القدرات الذهنية لدى المتطوعين الأطفال.

زنجباريون: الإمارات تمد يد العون للجميع

ثمن زنجباريون التقتهم «البيان» في المخيم الطبي الذي رعته حملة الشيخ زايد الإنسانية العالمية دور الإمارات المشرق في مد يد العون والمساعدة للزنجباريين، وذلك من خلال المخيم الذي أقامته الحملة الطبية ووفر العلاج والدواء لكافة المراجعين الذين أتوا للمخيم من قرى بعيدة، وذلك لما لمسوه من تقديم رعاية وخدمات طبية متميزة، إضافة إلى الفحوصات وإجراء العمليات الجراحية لأولئك المرضى الذين يحتاجون إلى تدخل جراحي، مبينين أنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الإمارات العلاج للأطفال وكبار السن، بل سبقتها حملات أخرى تم فيها معالجة الآلاف من الزنجباريين.

وثمنوا الدور الإنساني الريادي لدولة الإمارات العربية المتحدة في مجالات العمل الإنساني، مشيدين بجهود الكوادر الطبية التطوعية الإماراتية الزنجبارية التي ساهمت بشكل فعال في علاج آلاف المرضى والتخفيف من معاناتهم.

بلد خير

ويقول الحاج مالك بن هلال متطوع مع حملة الشيخ زايد الإنسانية العالمية، إن الإمارات بلد خير وتسامح، وأنها دائمًا ما تقدم الخدمات وتطلق المبادرات الخيرية لكل شعوب العالم وليس فقط للزنجباريين، وأنه من خلال تطوعه مع الحملة عرف أن أيادي الإمارات البيضاء امتدت لكثير من الشعوب المنكوبة بسبب الحروب والزلازل، فقدمت المساعدات الخيرية وأنقذت أرواح الكثير من الناس في تلك البلدان المنكوبة، وذلك من خلال تقديمها العلاج المجاني للمرضى، لافتًا إلى أن تلك الحملة تعد الثانية التي يأتي فيها أطباء إلى القرى الزنجبارية، فشخصوا الكثير من الحالات المرضية وحولوا التي تحتاج إلى العمليات الجراحية إلى المستشفيات.

علاج مجاني

وفي السياق ذاته، ذكرت الزنجبارية عائشة سيد، إن الحملة قدمت العلاج المجاني لحالات كثيرة خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من آلام وأمراض في العيون، فتم تشخيص حالاتهم وتقديم العلاج والنظارات الطبية مجانًا، لافتة إلى أن هناك الكثير من الحالات التي تتطلب تدخلًا جراحيًا، فتم توفير الأموال لها من قبل الحملة لعلاجها في المستشفيات، إضافة إلى تلك العمليات التي أجريت للكثير من الأطفال داخل العيادات المتنقلة التي وفرتها الحملة، وبينت أن المخيم يراجعه في الساعة الواحدة أكثر من 120 مريضًا ومريضة من مختلف الأعمار، مثمنة جهود الإمارات في تقديم الخدمات لأطفال زنجبار.

عمل صادق

ويؤكد الدكتور عبدالرحيم عبدالله، أخصائي عيون من الأطباء الزنجباريين المشاركين في الحملة، إن الإمارات دائمًا ما تساهم في علاج المرضى وتقديم الخدمات والرعاية الطبية بصورة متقدمة لكافة المراجعين للمخيمات التي تقيمها، وأنه خلال مشاركته مع الأطباء الإماراتيين لمس فيهم صدقًا وعملًا خالصًا ودقيقًا في عملية التشخيص للمرضى، خاصة الأطفال وكبار السن، فيتم التعامل معهم بلطف وصورة رحيمة تدلل على أن أبناء الإمارات يعملون ويقدمون الخير دون انتظار أو منة.

وبيّن عبدالله أن الإماراتي على صعيد العمل الخيري تحول بفطرته إلى رجل إحسان على الصعيد العالمي، فكان عطاؤه على ضوء تعاليم الدين الإسلامي، بعيدًا عن التباهي والتفاخر، ولم يكن العمل الخيري أو الجود الذي عرف به مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد، مقتصرًا على زنجبار، وإنما امتد إلى دول أخرى منكوبة حتى أضحى علمًا في العمل الخيري والإنساني.