دعا قائد تنظيم القاعدة الشيخ أيمن الظواهري في خطاب سياسي لأول مرة لأعضاء التنظيمات الجهادية وتنظيمات القاعدة في العالم كله وبلاد العرب بصفة خاصة إلى ضرورة الامتناع عن استهداف الأعداء في المساجد والأسواق والتجمعات التي يخالطون فيها المسلمين، والامتناع أيضا عن قتال الأهالي غير المحاربين حتى لو كانوا من أهالي من يقاتل القاعدة، وإذا تورطت جماعة تنتسب للإسلام في المشاركة في قتال العدو الكافر، فيرد عليها بأقل قدر يكف عدوانها. وأوضح الظواهري في رسالته الذي كتبها تحت عنوان "توجيهات عامة للعمل الجهادي" أنه لا يخفى على الإخوة المجاهدين، أن عملهم في القاعدة ينقسم لشقين الأول منهم عسكري ضد أميركا وحلفائها المحليين الحاكمين لبلاد العرب، والشق الثاني دعوي لتجميع أعداد غفيرة من المجاهدين لحشدهم ضد الجيوش الكافرة، على حد وصفه، وأكد أن ما جرى فى الثورات العربية دليل على تراجع النفوذ الأميركي بسبب ضربات المجاهدين في أميركا وأفغانستان والعراق، لافتا إلى أن أميركا ستشهد تراجعا حادا في الفترة المقبلة. واستطرد زعيم القاعدة في رسالته أنهم سيعملون على تحرير أفغانستان وباكستان والجزائر ومالي وجزيرة العرب والصومال وبلاد الشام من عملاء الأميركان والصهاينة بها، وأنه لابد من الدمج مع الجماعات الإسلامية والجهادية التي تقترب من فكر القاعدة بتوجيههم لخطورة الهجوم الصليبي على دولهم.  واختتم الظواهري رسالته مطالبا أمراء الكيانات التابعة لجماعة القاعدة والجهاد بنشر هذه التوجيهات بين أتباعهم من القادة والأفراد. جاء ذلك بالتزامن مع قيام مسلحين بإطلاق النيران على مبنى البحرية الأميركية، في مقاطعة كولومبيا، والذي أسفر عن مقتل 12 شخصا، يطالبهم فيه بالعمل العسكري ضد أميركا وإسرائيل الذي وصفهما بـ"رؤوس الكفر"، مؤكدا نشر الدعوى لضم جهاديين جدد، وعدم محاربة فرق الروافض والقاديانية والصوفية والإسماعيلية إلا إذا بدؤوا بالحرب، كما أكد عدم التعرض للنصارى في البلاد الإسلامية "وهو ما يعد غريبا على القاعدة"- حيث أنه يتخالف مع عقائدهم، الأمر الذي يؤكد أن الظواهري يحاول تجميع صفوف القاعدة من جديد وضم الجماعات الجهادية العربية والأجنبية لشن حرب جديدة ضد أميركا وضد الجيوش العربية التي تحارب الإسلاميين