أسوان ـ محمد العديسي
التقى محافظ أسوان مصطفى السيد، الإثنين، سفراء دول "آسيان" التي تضم سفراء دول جنوب شرق آسيا، وذلك خلال تواجدهم في أسوان للمشاركة في الاجتماع الدوري لسفراء "آسيان"، والذي يعقد في أسوان، بعد اختيارها هذا العام لاحتضان هذه الفعاليات الآسيوية. وأكد سفراء "آسيان" خلال لقائهم محافظ أسوان "أن عقد مثل هذا الاجتماع الآن في مصر، رغم الظروف والتحديات الصعبة التي تمر بها حاليًا على المستويات السياسية والاقتصادية، لهو يمثل دلالات واضحة على ثقل مصر السياسي والإقليمي في المنطقة، في ظل امتلاك مصر حاليًا إمكانات ضخمة، تؤهلها للانطلاق نحو إقامة دولة متقدمة قادرة على المنافسة الاقتصادية والتجارية خلال السنوات المقبلة، حيث إن هناك الكثير من المشروعات الاستثمارية التي تعتزم دول الآسيان تنفيذها، بمجرد استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية". ورحب محافظ أسوان في كلمتة خلال اللقاء بسفراء الـ "آسيان"، وخاصة بعد أن وقع اختيارهم المحافظة كمقر للاجتماع الدوري لدول المجموعة، وهو الذي يعكس تمتعها بالاستقرار الأمني، مما أتاح الفرصة أمام دول النمور الآسيوية، للتعرف على المقومات الاقتصادية والسياحية والثقافية والفرص الاستثمارية المتاحة في أسوان، لافتًا إلى أن الموقع الجغرافى المتميز للإقليم، وتوافر البنية الأساسية والخدمية من شبكة طرق وجسور وسكك حديد ومطارات وموانئ، بجانب الثروات التعدينية والسمكية، وأيضًا توافر بدائل كثيرة للطاقة الكهربائية منها الطاقة الشمسية، علاوة على البيئة النظيفة، يعزز مجالات التعاون والاستثمار في الفترة المقبلة. وأضاف مصطفى السيد أن افتتاح الطرق والموانئ البرية الجاري إنشاؤها بين مصر والسودان سيعمل على تنشيط حركة التجارة والسفر للسودان وأفريقيا، وخاصة بعد إقامة المنطقة الحرة التي تضم الكثير من المشروعات، للاستفادة من التسهيلات الجمركية واللوجستية، لتصبح أسوان إحدى محاور الربط بين آسيا وأفريقيا تجاريًا وصناعيًا وسياحيًا. وأشار سفير إندونيسيا في مصر نور فانزي سواندي إلى أن "الآسيان" تضم في عضويتها 10 دول، هي بروناي دار السلام، وإندونيسيا وماليزيا وميانمار والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام وكامبوديا ولاوس، حيث تعقد "الآسيان" اجتماعًا نصف سنوي في إحدى المدن السياحية في مصر، في إطار حرصها للتعرف على المقاصد السياحية المهمة في مصر، فيما تعقد اجتماعها الشهري في إحدى السفارات المعتمدة، موضحًا أن اختيار أسوان لعقد هذا الاجتماع جاء لرغبة قوية من "الآسيان" للاطلاع على المقومات الاقتصادية والاستثمارية والسياحية فيها، حيث قام وفد سفراء "الآسيان" والدبلوماسيون المرافقون لهم بزيارة المعالم السياحية والأثرية، منها المسلة الناقصة والسد العالي ومعبدا أبو سمبل وفيلة، بالإضافة إلى المتحف النوبي، وذلك على مدار 4 أيام. وأضاف فانزي سواندي أنه سيقدم اقتراحًا للمسؤولين في إندونيسيا بأن تكون أسوان ضمن برنامج الحجاج الإندونيسيين لأداء مناسك الحج، سواء في الذهاب أو في العودة، وذلك عبر نقلهم من السعودية إلى أسوان مباشرة، سواء بالطيران أو عبر البحر الأحمر. وقال إن "الآسيان" هو كيان من مجموعات الدول الواقعة في جنوب شرق آسيا، والذي تم تأسيسه بروح السلام والأمن الإقليمي، لتعيش هذه الدول في سلام وأمن، حيث تم تأسيس أول منتدى لدول "الآسيان" على مستوى رؤساء البعثات في العام 1997 في القاهرة، لبحث المستجدات ودعم العلاقات الثنائية، وأنشطة كل الدول داخل مصر، ومنذ كانون الثاني/ يناير 2010 تم تغيير اسم هذا المنتدى إلى لجنة دول "الآسيان". وأكد سفير سنغافورة في مصر تان هونغ سينغ أنه فور استقرار الأوضاع في مصر سيكون هناك انفتاح كبير على الاستثمار فيها من جانب دول "الآسيان"، والتي يصل دخلها القومي إلى 2 تريليون دولار سنويًا، حيث تعتبر القوة الاقتصادية الثانية بعد الصين، كما أن منتجاتها تغزو جميع أسواق العالم، وهي ذات جودة عالية، مشيرًا إلى أن حجم التبادل التجاري بين مصر وسنغافورة فقط لم يتجاوز الـ 800 مليون دولار، في حين أن هناك الكثير من المشروعات الاستثمارية المشتركة تعمل حاليًا في مصر، منها مشروع في مجال التصنيع الغذائي تصل تكلفته إلى 30 مليون دولار، وهو يعكس ثقة المستثمر السنغافوري في الاقتصاد المصري. وتابع الدبلوماسى السنغافوري أن هناك أيضًا الكثير من مجالات التعاون بين مصر وسنغافورة، منها إنشاء مركز لتدريب الممرضات الأفارقة بدعم مشترك، وبتمويل من صندوق التعاون المصري الأفريقي.