قال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع إنه لا سبيل لاستكمال أهداف الثورة إلا بالعمل الصالح، القائم على حب الوطن بتوجه صادق لله، وإلا صنعنا بأيدينا الفوضى العارمة، وأنتجنا بأنفسنا الخلاف والتشرذم، وأيقظنا بفرقتنا الفتنة النائمة".   وأكد بديع في رسالته الأسبوعية الخميس أنه من حق الأجيال القادمة أن تعيش في رخاء واستقرار، وقال "لأنها ليست في حاجة لمزيد من الجدل العقيم الذي لا يورث سوى العنف والتخلف.. إنها بحاجة لأن تحكي لأبنائها وأحفادها أن هذه الأمة صنعت نهضتها وتاريخها بأعمال وتضحيات رجال بالوعي والوحدة والتعايش والتعاون والتواصل والتآخي والنصرة لبعضهم بعضاً، وليس ببيع الأوطان بأبخس الصفقات وهل يبيع العقلاء أوطانهم مهما غلت الأثمان؟".   ودعا إلى الالتزام بآداب النصيحة وانتقاء الأسلوب المناسب، ومراعاة الإخلاص والتجرد، بعيداً عن المكابرة أو العزة بالإثم، والابتعاد عن تضخيم الذَّات بمعارضة الآخرين، والجدل والمراء في كل قضية تظهر على الساحة، حتى ولو كان فيما أجمع عليه الناس ورضيه العقلاء والمصلحون من الوطنيين، وتطهير النفوس من حب الانتصار، وأهمية الاعتراف بالخطأ، والعمل على قبول الحق والإنصاف ولو من النفس.   وطالب بالتوقف عن التمادي في الجدال والمراء والاشتغال بهما عن الأهداف الكبيرة، مما يقتل الروح ويسلب الإيمان ويورث الخصومة والشك وإساءة الظن في كل شخص وفي كل عمل، ودعا إلى التركيز على رفع منسوب الإيمان والتقوى؛ لأنها تحمل النفس على قبول الحق والإذعان له والوقوف عنده، وإيثار ما عند الله وترك الجدل والمراء فيما استبان الحق فيه.    وتساءل "لماذا لا نجتهد في العمل معا لبناء رأي عام ضد الفتن والجدالات العقيمة والمهاترات الرخيصة، فيتكاتف الجميع نحو لغة واحدة، وخطاب واحد، وروحٍ واحدة، وهي العمل، بدلاً من نيران الحقد والشحناء والبغضاء بين أبناء الوطن الواحد".   وأضاف مرشد جماعة الإخوان المسلمين "لماذا لا نجتهد في العمل معا ضد ثقافة الكراهية والبغضاء والتضليل وتتبع عثرات الآخر، والتماس العيب للبرآء وتصيد الأخطاء وتعطيل كل الأعمال الصالحة وتشويهها، كل هذا بعيداً عن الشرعية الشعبية أو اكتراث بمصير الوطن ومستقبله".