أبوظبي - صوت الامارات
طالب أولياء أمور بتحويل المناهج الدراسية إلى مناهج إلكترونية بالكامل؛ وذلك لمعالجة مشكلة ثقل الحقائب المدرسية وتأثيرها السلبي على صحة الطلبة، بخاصة فيما يتعلق بآلام الظهر والمشكلات الصحية الأخرى.
وأكَّد أولياء الأمور في حديثهم إلى "البيان الصحي" أنَّ مشكلة ثقل الحقائب المدرسية أصبحت تؤرق الكثير من العائلات، معتبرين أنه بالإمكان تحويل المناهج إلى إلكترونية، لاسيما أنَّ غالبية الطلبة يمتلكون أجهزة حاسوب، فضلًا عن الأجهزة الذكية "آي باد".
8 كيلوغرامات
وقال هيثم نبيل ولي أمر طالب في المرحلة الابتدائية "إنَّ وزن حقيبة ابنه وهو في الصف الرابع الابتدائي تصل إلى 8 كيلوغرامات".
وأشار إلى أنَّ ابنه يعاني من ضعف البنية الجسمية، وثقل الحقيبة يؤدي إلى مشكلات صحية لديه.
وأضاف هيثم نبيل قائلًا "في يوم اضطررت إلى أن أحمل حقيبة ابني، وأوصله إلى داخل المدرسة، إلّا أنه يضطر إلى صعود الدرج يوميًا، الأمر الذي يشق عليه كثيرًا، وذلك بالنظر إلى بنيته الجسمية".
وأشار نبيل إلى أنَّ هناك حلولًا عدة لتجنب ذلك، منها أن توضع الكتب لدى المدرسة، وأن تُحل الواجبات في المنزل، على أن يتم توفير نسختين من الكتب الدراسية، واحدة في المدرسة والأخرى تكون لدى الطالب في المنزل، منوّهًا إلى أنَّ الإمارات تسعى للوصول إلى المدن الذكية، وتعد من الدول المتطورة في هذا المجال، فلماذا لا يتم تحويل الكتب الدراسية إلى كتب إلكترونية يدرس من خلالها الطالب؟!.
أساليب متطورة
وأوضحت فاطمة صالح أنَّ هناك الكثير من الأساليب المتطورة التي يمكن تطبيقها، ليتم الاستغناء عن حمل الكتب يوميًا في الحقيبة، ويجب أن يأخذ مديرو المدارس مبادرة لحل هذه المشكلة الخطيرة، وهذا ليس بالأمر المستحيل.
وأكَّدت أن الغالبية العظمى من الطلبة وذويهم يعانون من هذه المشكلة، ويخشون على أبنائهم من الإصابة بمشكلات صحية في الظهر، وذكر أن الأطفال يتألمون ويعانون في صمت من حمل الحقيبة المدرسية.
بدوره، قال علي أحمد "إنَّ الأمر يحتاج حلولًا من الميدان التربوي لما يترتب على حمل الكتب من آثار سلبية على صحة الأبناء"، مشددًا على ضرورة احتواء هذه المشكلة.
آلام الظهر
واتفق شهاب المرزوقي "ولي الأمر"، مع ما قالته فاطمة، مبينًا أن لديه 3 أبناء جميعهم يعانون من مشكلة وزن الحقيبة المدرسية، الذي لا يتناسب ووزن أجسامهم، مشيرًا إلى أن أبناءه يحملون يوميًا حقائبهم المحمّلة بالكتب والدفاتر، ويشكون له يوميًا من آلام الظهر التي يسببها لهم حمل حقيبة الكتب الثقيلة.
وقال المرزوقي "اضطررنا لشراء الحقيبة ذات العجلات، لكنها أيضاً تسبب مشكلات صحية لهم لاسيما أنهم يضطرون لحملها وصعود السلم للوصول إلى الصف"، مؤكَّدا أنه هو شخصيًا لا يستطيع حمل الحقيبة مدة طويلة لثقل وزنها، إذ يقدر وزنها بـ 10 كيلوغرامات.
الشعور بالتعب
وذكر ولي الأمر أبوخليفة أن حقيبة ابنه تمزّقت بعد شهر من شرائها؛ وذلك بسبب ثقل الكتب من ناحية ومن ناحية أخرى فإنه يشعر بالتعب ولا يستطيع حملها فيضطر إلى أن يجرها على الأرض إلى أن تمزقت.
وأضاف أنَّ بعض أولياء الأمور يضطرون إلى حمل حقائب أبنائهم وإدخالها إلى داخل المدرسة، وذلك لأن أبناءهم لا يتمكنون من حملها، متسائلًا لماذا لا يتم تحويل المناهج إلى إلكترونية أيضًا، وتخليص الطلبة من عبء حمل الحقائب المدرسية الثقيلة؟، وقال "نحن نسمع عن مدارس المستقبل، لكن وجود الحقائب التي يحملها الطلبة بأوزان ثقيلة، لا يتناسب مع هذا المشروع، فالطلبة يحملون هذه الحقائب، إلى جانب حقائب الأطعمة، ومشاريعهم، وغيرها من الأدوات المدرسية".
من جهته، أوضح الدكتور باسل زودة استشاري طب الأطفال والغدد والصماء أنَّ حمل الحقيبة المدرسية المليئة بالكتب هو تصرف يومي يقوم به الأطفال، لذا وجب الحرص على ألا تشكل الحقيبة المدرسية ثقلًا اضافيًا على ظهر الطفل، لافتًا إلى أن حمل الأطفال للحقائب المدرسية التي يزيد وزنها من 10 إلى 15% من وزن الطفل يمكن أن تؤثر على العمود الفقري وتسبب له تشوهات.
وأضاف باسل أن الحقيبة المدرسية ممكن أن تؤثر على اكتاف الطفل وتسبب مع الزمن ضعف على هذه المنطقة وتؤدي الى ألم في العمود الفقري وانحناء أيضاً، ونصح بضرورة تخفيف وزن الحقيبة المدرسية إلى الحد المسموح به والتأكد باستمرار من ذلك سواء من قبل الأهالي أو من قبل المعلمين والقائمين على العملية التعليمية.
نصائح مهمة
وأشار الدكتور باسل زودة إلى 3 نصائح تفيد الأهالي في اختيار الحقيبة المدرسية الملائمة أهمها ضرورة اختيار الحقيبة ذات نوعية جيدة ومريحة في حملها وتحتوي على حزامين يحملان على الكتفين معًا، بالإضافة إلى ضرورة مشاركة الطفل في اختيار الحقيبة من حيث الشكل واللون، وأخيرًا يجب ألّا يزيد وزن الحقيبة على 10 إلى 15% من وزن الطفل، حيث أظهرت الدراسات أن نحو 30% من الطلاب يحملون حقائب تزيد على 10% من وزنهم، فيما يعاني 80% منهم من آلام الرقبة والأكتاف وأعلى الظهر.