دبي_ جمال ابو سمرا
أكّد المشاركون في المجلس الرمضاني "وجهات نظر سياسية في الشؤون العربية" الذي نظمه نادي دبي للصحافة الأربعاء، أنّ الأمن ركيزة للحفاظ على بنيان الدولة، وأن السعي جارٍ نحو استقرار المنطقة، وبخاصة في ظل الصراعات الملتهبة التي تديرها دول كبرى كالولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا وغيرها لجعل الصراع مستمرا وللحفاظ على مصالحها دون أي اعتبارات للشعوب.
وتناولت الحلقة التي حضرتها منى غانم المرّي، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وميثاء بوحميد مديرة نادي دبي للصحافة، واستضافت الدكتور فهد الشليمي رئيس المنتدى الخليجي للأمن والسلامة، والدكتور عبدالله المدني (أكاديمي وكاتب)، والدكتور علي النعيمي رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية، وحسين شبكشي (كاتب بصحيفة الشرق الأوسط)، وأدارت الجلسة الإعلامية نوفر رمول تناولت القضية الفلسطينية وأزمة العراق وسورية واليمن والدور الإيراني والتركي والقطري في المنطقة عبر تحليل ما يجري وراء الأحداث وتوضيح صور الصراع الحاصل في المنطقة عبر قراءة متعمقة في الأحداث الأخيرة وأهمها الدور الأميركي والروسي.
وقال الدكتور عبدالله المدني إن المنطقة تمر بجملة من التحديات، ومن جانبه لفت الدكتور فهد الشليمي إلى أن المنطقة في مرحلة حصر الأضرار وإصلاحها وعام 2018 أفضل من 2012، ونوه الدكتور علي النعيمي أن المنطقة في مرحلة مخاض وستكون إيجابية خلال المرحلة المقبلة.
وتناول المحور الأول من الجلسة القضية الفلسطينية انطلاقًا من قمة الظهران الأخيرة التي كانت بمثابة الهبة للأقصى، والتي وضعت الموقف العربي أمام العالم بالشكل المطلوب، وكشفت من جديد أن القضية الفلسطينية لا تزال قضية العرب المركزية، كما نظم مجلس حكماء المسلمين المؤتمر العالمي لنصرة القدس في القاهرة يناير/ كانون الثاني الماضي، وأعلنت الدول العربية رفضها نقل السفارة الأميركية إلى القدس.
وفي هذا المحور أكد الدكتور عبدالله المدني أن القضية الفلسطينية قضية شائكة منذ أعوام طويلة، وأن الأمر يزيد تأزمًا وأن قوى مثل فتح وحماس تلعب دورًا كبيرًا في الموضوع، إضافة إلى أن الفلسطينيين لم يغتنموا الفرص التي سنحت أمامهم.
من جانبه، قال الدكتور فهد الشليمي: "بلينا بالشعارات الجوفاء التي تتظاهر بالنهار وتطعن فلسطين بالليل، وأنا من المؤيدين لزيارة القدس وأن الانعزال في هذه الفترة ليس مفيدا"، لافتًا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ودول الخليج من الداعمين الدائمين للقضية الفلسطينية، منوهًا بأن إيران قدمت أسلحة لقتل الفلسطينيين أنفسهم.
ولفت الدكتور علي النعيمي إلى أنه يجب الانتقال من منطقة اللاوعي إلى منطقة الوعي، وأن أولى خطوات الهزيمة التشكيك في النوايا السياسية ودحض فكرة أن الخليج يستمد قوته وتحركاته ومواقفه من الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن القضية الفلسطينية قضية العالم كله.
وبدوره، أشار حسين شبكشي إلى أن اللعب على العواطف يضعف القضية الفلسطينية عبر منظمات كفيلق القدس وبيت المقدس، وأنه لا يمكن تحرير فلسطين دون عمل موحد واضح من الداخل والخارج، وأن القضية الفلسطينية خطفت على يد دول ومنظمات ممولة لتحقيق مصالحها فقط.
وناقش المشاركون أبرز المستجدات في الشأن العراقي حول تحالف الصدر وتصدره نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، وتناولوا الدور الإيراني الذي يسعى إلى استمالة الصدر، وأنه حسب تصريحات إعلامية أخيرًا وردت أنباء عن مصادر عراقية مقربة من الصدر أنه يسعى إلى عقد لقاء مع رئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني وزعيم تحالف القرار التابع لخميس الخنجر والوطنية التابع لعلاوي، تمهيدا لتشكيل الكتلة النيابية الأكبر بمشاركة الجميع، وتساؤلات بشأن إذا ما نجح هذا التحالف هل سيكون العراق قادرًا على تجاوز الأزمة بالفعل والحد من النفوذ الإيراني، وأشار الدكتور عبدالله المدني إلى أن التدخل السعودي أخيرًا أفاد في عودة العراق إلى الحضن العربي، متوقعًا تحجيم الدور الإيراني في العراق، لافتًا إلى أن إيران التي تنادي بالحرية تقتل مواطنيها الذين يطالبون بحقوقهم، وأن مقتدى الصدر قام بإستقبال سفراء الدول العربية ويحاول الابتعاد قدر الإمكان عن إيران كما يبدو.
وأشار الدكتور علي النعيمي إلى أن العراق يواجه تحديات عدة منها الطائفية والفساد والإرهاب وصوت الناخب العراقي لقائمة "سائرون" تدل على رغبة الشعب العراقي في تخطي المرحلة الحالية.
من جانبه، نوه حسين شبكشي بأن العراق قادر على تجنب إيران في الصراع، ومقتدى الصدر يعتقد بأنه الأمين الوحيد في الحفاظ على الشرعية.