دبي-صوت الإمارات
أطلقت هيئة تنمية المجتمع في دبي مبادرة تركز على الخدمات الترفيهية المقدمة للأطفال المتعافين من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، والمتواجدين في الحجر الصحي، وذلك في إطار اهتمام الهيئة بدعم الأطفال سواء خلال فترة العزل أو الحجر، ومساعدتهم على اجتياز المصاعب المرتبطة بهذه الفترة وإدخال السعادة إلى نفوسهم بما يمنحهم الإرادة الصلبة والعزيمة القوية للتغلب على هذا الوضع المؤقت، انسجاماً مع رؤيتها في تطوير قطاع اجتماعي يواكب طموحات حكومة دبي لتحقيق التنمية المستدامة من أجل مجتمع سعيد ومتلاحم.
ومثلت الرؤية الاستشرافية لحكومة دبي نحو المستقبل وجودة الخدمات الصحية المقدمة لمصابي فيروس "كوفيد – 19" خلال فترة الحجر الصحي الالزامي، نموذجاً ملهماً لدول العالم من حيث جودة وشمولية الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، ورقي التعامل مع الاحتياجات المتنوعة لمختلف فئات المجتمع، ولا سيما للأطفال وأسرهم في ظل الظروف المصاحبة لأزمة فيروس كورونا المستجد.
وأشار مدير عام هيئة تنمية المجتمع بدبي أحمد جلفار، إلى أن الأطفال من الشرائح الهشة ومن الأكثر عرضة للتأثر بالظروف والمتغيرات المحيطة، الأمر الذي يجعلهم معرضين للاضطرابات ومشاعر قلق في ظروف العزل وفي حالات الإصابة أو حتى في حالات الحجر الاحترازي، لافتاً إلى أهمية عدم إغفال الرعاية النفسية لهم في هذه الظروف، وضرورة إحاطتهم بأجواء من المرح والفعاليات الايجابية التي من شأنها إدخال البهجة على نفوسهم لكسر حالة القلق أو المخاوف التي قد تنشأ لديهم بسبب هذه الظروف.
وقال جلفار: "تولي قيادتنا الرشيدة أهمية خاصة لحماية الطفل وضمان تنشئته في أفضل الظروف، وإيجاد حلول لمختلف التحديات التي قد تواجه نموه بالشكل الأمثل وبلوغه لأقصى طاقاته، ومن هنا تشكل هذه المبادرة خطوة هامة لمعالجة الأثر النفسي للمرض على الأطفال ومحو أي مشاعر سلبية لديهم تجاه هذه التجربة".
وتابع مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي قائلاً: "الانتشار المفاجئ لجائحة كورونا حول العالم وما أحاط به من إجراءات احترازية وتغيرات على مستوى المجتمع والأسر والحجر المنزلي، في مختلف دوله تسبب في عبء نفسي على جميع أفراد المجتمع بكل فئاتهم وأعمارهم، ولا شك أن الأطفال كان لهم نصيب من هذا القلق خاصة وأنهم غير قادرين على تفسير هذه التغيرات"، لافتاً إلى أن "المبادرة تشكل خطوة سريعة للتعامل مع القلق والتوتر النفسي الذي تعرض له الأطفال، لا سيما من أصيب منهم بالفيروس وتم عزله، إيماناً منا بأهمية أن يواكب العلاج النفسي العلاج الدوائي للمرض، وضرورة أن يعود الأطفال لحياتهم الطبيعية بصحة جيدة متجاوزين هذه المرحلة بقوة وتماسك".
نموذج مجتمعي
وفي الوقت الذي يعاني فيه العالم من تبعات أزمة تفشي فيروس كورونا المُستجد، قدمت دبي نموذجا ريادياً في معالجة الأزمة بكافة أبعادها بما في ذلك البعد الاجتماعي والنفسي، من خلال العمل على تحقيق أفضل مستويات الرخاء المجتمعي لكل من يعيش على أرضها من مواطنين ومقيمين تجسيداً لرؤية وتوجيهات نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ، وبضرورة الاهتمام بالبعد الاجتماعي خلال هذه المرحلة الاستثنائية، وتوفير كافة أوجه الدعم الممكنة للمجتمع بكل مكوناته لتخطي مختلف تداعياتها سواء الصحية أو الاقتصادية وكذلك الاجتماعية.
وتمكنت دبي من التخفيف بصورة كبيرة من الأثر النفسي للموقف الراهن في إطار محكم من الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية والمحافظة على جودة الخدمات الطبية المقدمة لأفراد المجتمع، عبر اتباع نهج ركز في المقام الأول على تحمل طابع المسؤولية المجتمعية والإنسانية وتعزيز قيم العطاء والتكافل الاجتماعي، من منطلق الحرص على الاهتمام بصحة الأطفال وتخفيف العبء النفسي عليهم وعلى أسرهم سواء قبل فترة العزل الصحي من خلال إرسال المختصين بإجراء اختبار "كوفيد -1" إلى منزل العائلة بعيداً عن عناء الذهاب للعيادات أو المراكز الصحية، أو بعد تأكيد الإصابة للحالات المشتبه بها أو المتوسطة حيث وفرت لهم الإمارة اختيارات ملائمة للعزل الصحي في فنادق ومباني مهيأة للمحافظة على الجو الأسري، وبمساحات وخدمات تؤمن للأسرة الراحة والاطمئنان وممارسة مختلف الأنشطة الترفيهية العائلية، إلى جانب تأمين مختلف الوسائل والأدوات المعنية باستمرار تعلم الأطفال عن بعد خلال فترة العزل التي تمتد لــ 14 يوماً.
كما حرصت هيئة تنمية المجتمع في دبي عبر العديد من المبادرات على الاحتفاء بالمناسبات الشخصية وأعياد الميلاد للأطفال المتواجدين في المنشآت الصحية، وتوزيع الهدايا لهم في أجواء عائلية، تجسيداً لأواصر التكافل والتضامن وتحقيقاً للتماسك والتلاحم المجتمعي وحرصاً على رفع المعنويات وتعزيز الإيجابية والطمأنينة لديهم، وذلك انسجاماً مع حقوق الطفل المكفولة في قوانين الدولة وإعطاء هذه الفئة أولوية الحماية والرعاية والإغاثة والتوجيه في حالات الطوارئ، ومواكبة لتوجهات الدولة من ناحية أخرى لضمان جودة الحياة لكافة أفرادها، أما بالنسبة للحالات ذات الأعراض الشديدة أو الحرجة فقد تمكنت مستشفيات الإمارة أيضاً من توفير الخدمات اللازمة مع مراعاة احتياجات الأسر، والحاجة لإبقاء الأمهات مع صغار الأطفال، وتوفير كافة سبل الترفيه والرعاية لهم خلال فترة الاستشفاء.
قد يهمك أيضًا:
الهيئة الاتحادية الإماراتية للضرائب تحدد الخدمات الترفيهية المقدمة للموظفين