عدن - حسام الخرباش
تشهد المنطقة حراكًا سياسيًا بهدف إصلاح العلاقات الإيرانية الخليجية وإيجاد حل سياسي لليمن، الذي يعيش حربًا منذ مارس/اذار 2015، ووصل، الثلاثاء، أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح إلى عُمان في زيارة تستمر 3 أيام في ضيافة سلطان عمان، قابوس بن سعيد، في قصر العلم، وتركّز الزيارة على إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية وتنقية الأجواء المتوترة في منطقة الخليج، خصوصا فيما يتعلق بالعلاقات مع إيران التي تعول كثيرًا على جهود البلدين لتسوية نزاعها مع بقية دول مجلس التعاون الست.
وأجرى الرئيس الإيراني حسن روحاني، زيارة إلى سلطنة عُمان والكويت الأسبوع الماضي بهدف بحث العديد من الملفات أبرزها حل الخلافات الإيرانية الخليجية، وتحسين العلاقات المتوترة، إضافة إلى الملفات الساخنة بالمنطقة مثل سورية واليمن، وتزامنت زيارة روحاني مع جولة في المنطقة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش،بهدف صناعة تقاربات وتسويات في الملف اليمني والسوري وكانت ابرز محطات زيارته المملكة العربية السعودية وعُمان.
وعقد إجتماع هام للجنة الرباعية الدولية "السعودية-الإمارات-أميركا-بريطانيا"، خلال الأسبوع الماضي، بحضور وزير الخارجية الأميركية الجديد ريكس تيرلسون، وبحثت فيه المستجدات على الساحة اليمنية، وذلك على هامش لقاءات قمة العشرين في بون في ألمانيا، كما شارك في الاجتماع الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان يوسف بن علوي بن عبدالله والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
ويعدّ الاجتماع الذي عقد، هو الاول للرباعية في العام الجاري، بينما عقدت اللجنة الرباعية عددًا من الاجتماعات العام الماضي وشاركت عمان بوزير خارجيتها يوسف بن علوي بن عبدالله في اخر اجتماع للجنة نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، وتتحرك سلطنة عُمان بشكل لافت ودور محوري لحل النزاع باليمن، وتحتفظ عُمان بعلاقات جيدة مع الأطراف اليمنية والإقليمية ؛ ما يعطيها دورًا محوريًا في الأزمة اليمنية.
واستضافت عُمان اواخر العام الماضي وفد الحوثيين الذي أعلن من مسقط قبوله بالخارطة التي قدمها المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي والتي تتضمنت تشكيل لجان تشرف على الانسحابات العسكرية وتسليم السلاح في تعز وصنعاء والحديدة، فيما تضمنت سياسياً إجراءات سياسية انتقالية تشمل مؤسسة الرئاسة ؛ بما في ذلك تعيين نائب رئيس جديد ، وتشكيل حكومة وفاق وطني لقيادة المرحلة الانتقالية ، والإشراف على استئناف الحوار السياسي ، وإكمال المسار الدستوري ، ومن ثم إجراء الانتخابات،
واستضافت الكويت مشاورات للاطراف اليمنية بهدف الوصول لحل سياسي العام الماضي وفشلت المشاورات في اغسطس اب 2016،في حين بذلت الكويت جهود دبلوماسية لتقريب وجهات النظر بين الاطراف اليمنية وحاولت قدر المستطاع إنجاح المشاورات.
وأشار وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى أن بلاده تدعم جهود الكويت في المنطقة لحل الصراع في اليمن، تمهيدا لإعادة التعاون مع طهران، مؤكداً إنه يأمل في امكانية استئناف المفاوضات التي قادتها الكويت حول اليمن على أساس قرار مجلس الأمن 2116 ومخرجات الحوار الوطني اليمني ومبادرة دول الخليج، معرباً عن أمله بأن تظهر جماعة الحوثيين، مزيدًا من الحكمة والاعتراف بعدم امكانية احتلال اليمن بالقوة والاحتفاظ بميليشياتها خارج نطاق الدولة.
وأكّد الجبير خلال كلمة في مؤتمر الأمن في ميونخ ألمانيا، الأحد،أن الأزمة اليمنية ستنتهي خلال العام الجاري 2017، متوقّعًا أن تتمكن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب من التعاطي بإيجابية مع القضايا الملتهبة في المنطقة، ومشيراً إلى أن احتواء إيران يمثل همًا سعوديًا أميركيًا مشتركًا، وذلك بعد دعوة طهران لإجراء حوار.
وأفادت عضوة الحوار الوطني اليمني، سميرة زهرة، بأن اي تفاهمات خليجية إيرانية بلا شك ستحقق انجاز باليمن بتوقف الحرب والحل السياسي، مشيرة إلى تدهور الوضع الإنساني والأقتصادي باليمن وعدم قدرة طرف على مدى عامين من حسم المعارك يوضح حقيقة الاتجاه نحو الحل السياسي، وأن الحل السياسي باليمن لن يخرج عن نطاق قرارات مجلس الأمن وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني اليمني وستشكل حكومة تضم كل الاطراف بما يضمن الشراكة بين القوى اليمنية .
وبينت زهرة أن مخرجات الحوار الوطني تضمنت الحلول الكاملة والمنصفة لكافة قضايا اليمن في الجوانب السياسية والاقتصادية والادارية ونظام الحكم وادارة الدولة والحقوقية وتمثل انجاز كبير يخلص اليمنيين من كافة اخطأ الماضي وترسم مخرجات الحوار مستقبل مشرق يستحقه اليمنيون، مؤكدة أن إي حل سياسي سيكون لمرحلة مؤقته وانتقال سياسي بينما المستقبل يجب أن يكون لمخرجات الحوار ، ومشدّدة على ضرورة المتابعة الصارمة من قبل الدول الراعيه للحل السياسي والمجتمع الدولي على سير العملية السياسية بعد الحل السياسي إضافة إلى تقدم الدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي الذي سيساعد الحكومة التي ستنتج عن الحل السياسي لتجاوز العقبات وترسيخ الاستقرار وتعزيز تواجد السلطة في كل انحاء اليمن كون عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني من شانه الجر نحو حرب مقبله.
ويرى الناشط السياسي اليمني محمد فوزي العبسي، أن دور عُمان والكويت محوري في الحل السياسي باليمن ويحظى الدور العُماني والكويتي بقبول لدى الاطراف اليمنية والقوى الإقليمية، منوهاً إلى أن عُمان ترى بأن الحرب باليمن شغلة قرب حدودها تضايقها بلا شك وتسعى للدفع إلى حلول تضمن أمن واستقرار اليمن والمنطقة بما في ذلك أمن حدودها وأمن الحدود السعودية، ومشيرًا إلى أن زيارة روحاني لسلطنة عُمان والكويت بهدف حل الخلافات الخليجية الإيرانية يؤكد بأن إيران تدرك بانها ليست قادرة على الانتصار بالمنطقة بتجاوز الخليج ومعاداته وهذا مؤشر جيد سينعكس ايجاباً على الملف اليمني وملفات المنطقة.
وكشف العبسي، أن التحالف العربي بقيادة السعودية كان مستعداً للحل السياسي منذ اواخر العام الماضي لكن ظل ينتظر تولي القيادة الأميركية الجديدة للسلطة ليتضح الموقف الأميركي الذي سيكون حاضراً في فترة الحل السياسي باليمن، منوهاً بأن مطالبة إيران بتفاهمات سياسية مع الخليج سيكون اشبه بضمان لعدم تمرد الحوثيين مجدداً وإنجاح المرحلة السياسية المقبلة في اليمن، لافتًا إلى أن السعودية قدمت رسالة واضحة للإقليم والأطراف اليمنية مفادها أن من يحاول القفز فوق الانجازات والاتفاقيات السياسية باليمن سيقفز إلى المحرقة وقد وصلت الرسالة للجميع .