بغداد – نجلاء الطائي
أكّد ديبلوماسي مصري في وزارة الخارجية، أنه سيتم التحقّق من صحّة مقطع الفيديو المتداول، حول تعذيب مسن مصري في مدينة الموصل العراقية، على يد الجنود هناك، وحال معرفة حقيقته هناك إجراءات سيتم اتباعها بمطالبة الخارجية العراقية بتقديم تفسير للواقعة، لافتًا إلى أن المسار الطبيعي في هذا الحالة قد ينتهي باستدعاء السفير العراقي في القاهرة لسؤاله بشأن الواقعة.
وتحدّث الديبلوماسي بشأن ما يتعلّق بتعرض مصريين إلى حالات مماثلة طيلة الفترة الماضية في العراق، مشيرًا إلى أنّه "لم نبلغ رسمياً بشيء من هذا القبيل، كما أن مقطع الفيديو الذي تتحدثون عنه لم يصلنا، ولم يتقدّم أي أحد بإخطار بشأنه، ولكننا سنعتبر هذه الاستفسار الذي تتقدمون إخطارًا في حد ذاته، وسنطالب الإدارة المختصة بالتحقّق منه، يجب أيضاً أن نأخذ في الاعتبار أن العراق يمر بظروف دقيقة فهو يواجه تنظيماً إرهابياً يعدّ الأشرس، وهناك حالة سيولة أمنية كبيرة، في الوقت ذاته هذا لا يعني أننا قد نفرّط في حق أي مصري".
وسرّب ناشطون عراقيون مقطعًا جديدًا من مدينة الموصل، الأربعاء، يُظهر جنودًا عراقيين يقومون بإهانة شيخ مصري تجاوز السبعين عاماً بزعم أنه أحد أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ويُظهر التسجيل الجنود وهم يمسكون بالمواطن، الذي كشف سكان محليون في الموصل، أن اسمه العم يحيى، وكان موظفاً في مصنع أدوية نينوى، وأحيل إلى التقاعد قبل سنوات طويلة بسبب كبر سنه ولديه أولاد من زوجته العراقية، ويعاني من أمراض عدة، واضطر للبقاء في الموصل بسبب منع تنظيم "داعش" السكان الخروج من المدينة.
وتعرض يحيى، بحسب مقطع الفيديو، إلى الضرب وهو يصرخ من شدة الألم وسط ضحكات من الجنود المشاركين بحفلة الضرب على الشيخ المسن، وهم يرددون "هذا المصري جبناه" بمعنى "هذا المصري أتينا به"، ويقيم آلاف المواطنين المصريين في مدينة الموصل منذ ثمانينيات القرن الماضي، وكثير منهم تزوج وأنجب في البلاد، ورفضوا المغادرة بعد احتلال العراق ويقيمون بشكل دائم، ووفقاً للتسجيل المسرب الذي صُوّر على أطراف حي المنصور بمدينة الموصل فإن الجنود ينتمون للفرقة السادسة عشرة بالجيش العراقي المعروفة بارتكابها انتهاكات وجرائم واسعة بحق السكان المدنيين.