أبو ظبي / سعيد المهيري
سمحت إحدى التجارب التطوعية، لعائشة الحمادي، متطوعة في إدارة الشؤون الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع، بخوض الكثير من التجارب اللاحقة، حتى أصبحت الآن دعامة أساسية في مجال العمل التطوعي وخبيرة وموجهة، وتمكنت من استقطاب العديد من المتطوعين الآخرين ومن ثم تغيير حياتهم للأفضل، وهو ما تفخر بتحقيقه. وترى أنه يجب علينا دعم رؤية قادتنا في ترسيخ مكانة دبي كأكثر مدينة معطاء في العالم، والخطوة الأولى لتحقيق ذلك هي بتكريس الوقت للعطاء لإفادة شعبنا ومجتمعنا.
واكتشفت أنها ستركز جهودها على مساعدة أكبر قدر ممكن من الأشخاص وهي مهمة يسهل قولها أكثر من القيام بها. فبينما كانت دائمًا مهتمة بالعمل التطوعي، لم يخطر ببالها أبداً أنها ستواجه تحديات في متابعة هذا النشاط، بعد أن توقعت أن يتم الترحيب بها من قبل المنظمات التطوعية بأذرع مفتوحة.
وواجهت الرفض في كل فرصة، وبغض النظر عن ذلك، صممت على مواصلة مسعاها، لأنها آمنت بأنه مهما كانت العقبات، فإنها تستطيع التغلب عليها. وعلى الرغم من أن عائشة لم تنجز سوى الحد الأدنى من المهام مثل تسجيل المتطوعين، إلا أنها كانت في غاية السعادة، لكن في الوقت نفسه متوترة، إذ لم تعمل منذ سنوات.
ولم تكن متأكدة من كيفية التصرف مع الأشخاص الذين كانت تساعدهم، وتتذكر عائشة موقفاً حيث قابلت شخصاً من أصحاب الهمم لأول مرة، ولم تكن لديها معرفة كيفية التصرف، وكانت على وشك البكاء لرؤيتها لشخص ما في تلك الحالة، ولم تتخيل وقتها أنها تستطيع الاستمرار وعلى الرغم من أنها كانت لحظة واحدة فقط، فقادتها للنظر تجاه التطوع من منظور مختلف، أكثر واقعية، وشعرت بأنها وجدت هدفها.
ومنذ تلك التجربة، أتمت أكثر من 500 ساعة تطوع، وهو أمر تشعر بالفخر تجاهه، فقد أضفى العمل التطوعي شعورًا جديدًا لها نحو تقدير الحياة، لم تظن أبدًا أنها ستجده. حتى قادتها خبراتها في هذا المجال عبر جميع أرجاء الإمارة لنشر الوعي حول المراكز المجتمعية، وتثقيف الأطفال حول أهمية التقاليد وكيفية تصرفهم في اجتماعات هيئة تنمية المجتمع (المجلس)، وأكثر من ذلك بكثير.
ولقد مكنها العمل التطوعي من تقديم الدعم إلى أصحاب الهمم من خلال تزويدهم بالخبرات والمهارات، حيث تعتبر الأطفال من أصحاب الهمم كأبنائها. ولم يسهم استثمار عائشة لوقتها في العمل التطوعي في مساعدة المحتاجين فحسب، بل امتد أيضاً تأثيره على المستوى المهني والشخصي لها، فأدرك الناس الآن أن عملها التطوعي يجعلها أكثر سعادة، وتسعى بكل ما تستطيع لتشجيع المزيد من الأشخاص على العمل التطوعي في دولة الإمارات، وتؤمن بأن أثمن هدية نملكها في هذه الحياة هي الوقت، لذا فإن عملا خيريا واحدا، أو بذل دقيقة واحدة لمساعدة شخص أو قضية، هي كل ما تحتاجه لإضفاء السعادة على حياتك.
رد الجميل
وتعتبر عائشة أن العمل التطوعي سبيل لرد الجميل للمجتمع وإلى الوطن، فعلى الرغم من دخولها مجال العمل التطوعي في سن كبيرة، فإنها تشجع الجميع، ولا سيما الأجيال الشابة على جعله نمطاً لحياتهم، حيث إن الفوائد التي تجنيها تتجاوز الواقع، وتقول:
نحن محظوظون في دولة الإمارات بقيادتنا الرشيدة والتي لا تدخر جهدًا في سبيل غرس ثقافة العمل التطوعي في نفوس أفراد المجتمع، ولتشجيع السكان على العطاء وتكريس وقتهم للعمل التطوعي، وتعد مبادرة "يوم لدبي"، التي أطلقها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي أخيرًا، خير مثال على الالتزام المستمر بالعمل التطوعي في الإمارة، وتشجيعهم على تخصيص يوم واحد في العام للعمل التطوعي.