حل الأزمة القطرية


جددت دولة الإمارات العربية المتحدة تأكّيدها أن الرياض هي بوابة الحل للأزمة القطرية، وأن زيارة أمير قطر للولايات المتحدة لم تفتح أي ثغرة في جدار الأزمة، في حين كشف موقع "قطريليكس" المعارض نشاطات قطرية مدفوعة الثمن في الولايات المتحدة بهدف تحسين صورة تنظيم الحمدين واستمالة واشنطن.

وأكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في حسابه على "تويتر" أنه لا يوجد اختراق في أزمة قطر بعد زيارة أميرها العادية إلى الولايات المتحدة، حلّ الأزمة بوابته الرياض وسيتم بجهود خليجية ويشمل مصر، وإطاره السياسي المبادئ والمطالب. الدول الأربع مجمعة على ذلك».

وأوضح موقع قطرليكس المعارض أن الصحافة الأميركية أبرزت تنازلات أمير قطر تميم بن حمد لنيل رضا ترامب، وكتب الموقع أن" أمير الإرهاب تعهد بالاعتراف بإسرائيل وزيادة قيمة الصفقات العسكرية مع الولايات المتحدة لأرقام قياسية، مضيفًا أن تميم العار أدرك أن أزمته مع دول المقاطعة بلا حل فهرول إلى واشنطن راكعاً أمام البيت الأبيض باحثًا عن مخرج لأزمته عبر تقديم التنازلات والتعهد بالاعتراف بإسرائيل لعلّه يخرج من أزمة تمويله للإرهاب.

ونشر الموقع تقريرًا يشير فيه إلى أن تنظيم الحمدين لجأ لوكالة ضغط أميركية جديدة لتحسين صورته في الولايات المتحدة، واصفاً الخطة بأنها بائسة جاءت بالتزامن مع زيارة تميم لواشنطن. ويؤكد الموقع أن مقر الشركة هو فلوريدا وتربطها علاقات وثيقة بترامب منذ 30 عامًا، مشيرة إلى أن مؤسسها برايان بالاردو وهو أحد جامعي التبرعات لحملة ترامب الانتخابية، وعملت معه حتى فوزه بالانتخابات 2016. ووقعت الدوحة مع الشركة عقداً بقيم 201 مليون دولار وتكاليف إضافية، بهدف التأثير على الحكومة الأميركية، ومحاولة كسر الموقف الأميركي الداعم للدول الأربع الداعية لمكافحة التطرف، وتمرير صفقات عسكرية لاستمالة إدارة ترامب.

وعرضتا صحيفتا واشنطن بوست وول ستريت جورنال ,بعضًا من الثمن الذي دفعته قطر من أجل تخفيف وصمة التطرف التي طالما وُصفت بها في واشنطن، واستبدالها بأنها تبذل الآن جهدها للتعاون في ذلك.

فأثناء وجود تميم في الولايات المتحدة هذه المرة جرى تمرير صفقة صواريخ بقيمة 300 مليون دولار، وصفقة طائرات بوينغ، ومشروع مع شركة اكسون للاستثمار في الغاز الصخري، وقبل ذلك توسعت الدوحة في الإغداق على لوبيات العلاقات العامة واختيار اثنتين قريبتين من شخص الرئيس ترامب.

و قال ترامب مشيرًا لتميم في اللقا": لدينا عن يميني هذا السيد الذي يشتري منا الكثير من المعدات..الكثير من المشتريات من الولايات المتحدة الأميركية.. الكثير من الطائرات العسكرية والصواريخ.. الكثير من الأشياء المختلفة.

ولم تجد أكبر ثلاثة منابر إعلامية أميركية في المؤتمر الصحافي المشترك لترامب وتميم شيئًا يستدعي المتابعة والاستقصاء، فتوسعت في القراءة السيكولوجية للمؤتمر وتسجيل المفارقات في خلفياته.

ودام المؤتمر الصحافي بضع دقائق أمضى أمير قطر معظمها وهو يبتسم أمام الكاميرات خارج نطاق المألوف في هذه المناسبات، وهو الأمر الذي أظهره البيان الرسمي للبيت الأبيض المتضمن في نصوصه وصف ترامب لتميم بأنه «جنتلمان»، تعبير يفهمه الأميركان ويتداولونه بكثير من الخفّة المبطنة.

واختارت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست، ومعهما شبكة فوكس نيوز، من المؤتمر والمناسبة زوايا متفاوتة بإيحاءات تفسّر نفسها.

نيويورك تايمز وبعد أن استذكرت أن ترامب كان قبل بضعة أشهر وصف تميم بأنه ضالع شخصيًا في دعم الإرهاب عندما قال إن قطر تمول الإرهاب وعلى أعلى مستوى في الدولة، استخدم في المؤتمر الصحافي أول من أمس، وصف مجاملة ملتبس لتميم بأنه أصبح الآن مروجًا كبيرًا لمحاربة الإرهاب»، وتعبير "أصبح الآن" يعني أنه كان خلاف ذلك، فأسرع تميم للتدخل، كما لاحظت نيويورك تايمز.

وسجّل مراسلها في البيت الأبيض بيتر بيكر أن تميم لم يرتح لتوصيف قطر بأنها «الآن أصبحت مروّجًا لمحاربة الإرهاب»، لأن هذا التعبير يعني أيضاً وبوضوح أن مطالب الدول الرباعية العربية في مقاطعتها لقطر بسبب دعمها للإرهاب كانت مطالب محقة، وأن قطر استجابت لبعضها حتى وإن كابرت بالاعتراف، أو أنها لم تنفذ ما التزمت به في تجريم وملاحقة الذين وردت أسماؤهم في قائمتها الخاصة بالإرهاب.

يقول مراسل نيويورك تايمز لم يرتح أمير قطر لهذا التوصيف من ترامب». فسارع للقول: أريد أن أوضّح شيئاً بشكل جليّ، أيها الرئيس نحن لا ولن نتهاون مع الناس الذين يمولون الإرهاب، وقد كنّا متعاونين مع الولايات المتحدة في وقف تمويل الإرهاب بالمنطقة.

المفارقة الأخرى التي توسعت بها شبكة فوكس نيوز وهي استمرار إلحاح أمير قطر في طلب الوساطة الأميركية لإنهاء المقاطعة العربية، في الوقت الذي تجنب ترامب الإشارة لهذا الموضوع بعد أن اقتنع بتأجيل القمة الأميركية الخليجية إلى وقت لاحق من هذه السنة من دون تحديده.

أكد المتحدث باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، أن سياسة تنظيم الحمدين حوَّلت قطر إلى مكب نفايات، مشيرًا إلى أن الثورة القطرية سترمي بهذا التنظيم إلى مزبلة التاريخ. وقال الهيل عبر حسابه الرسمي على "تويتر":سياسات الحمدين وكومبارسهما تميم حوَّلت دولة قطر من شبه جزيرة، لها حدود برية مع السعودية، إلى جزء من جزيرة تسمى جزيرة سلوى، لها حدود برية، ولكن مع مكب نفايات نووية».

واختتم: أتوقع أن تنجح الثورة القطرية في رمي الحمدين ومخلفاتهما في مزبلة التاريخ، وبعدها سنتوسل للسعودية لإنشاء جسر صغير إن أمكن.