دبي -صوت الإمارات
واصلت الاثنين 11 تموز/ يوليو الجاري محكمة الجنايات في دبي النظر في قضية قاتل الطفل عبيدة، والاستماع إلى أقوال شهود الإثبات، والد المغدور وعمه وعامل النظافة الذي عثر على جثته، إضافة إلى المحامي حسن الرئيسي الذي لم يحضر من أجل المرافعة عن القاتل بموجب تكليفه من قبل المحكمة، وإنما ليقدم اعتذاره عن الدفاع عن المتهم، وهو ما قبلته هيئة المحكمة؛ لتحدد في وقت لاحق محاميًا آخر للقيام بهذه المهمة.
أما والدة عبيدة التي حضرت هي الأخرى إلى المحكمة، فاكتفت بالبقاء خارج قاعة المحاكمة، منعزلةً مع أحزانها وذكرياتها؛ فلم تحتمل مشاهدة قاتل ابنها. وبالاقتراب إلى وقائع الجلسة، فقد استمعت هيئة المحكمة إلى شهادات إثبات والد الطفل وعمه وعامل النظافة الذي حضر بملابس عمله، وقررت تأجيل القضية إلى 18 تموز/ يوليو الحالي للاستماع إلى أقوال شهود إثبات آخرين تغيبوا عن حضور جلسة الأمس، وندبِ محام آخر للدفاع عن المتهم بعد الحصول على صورة عن ملف هذه القضية التي أثارت تفاصيلُها الرأيَ العام، نظرًا إلى بشاعتها.
وذكر عامل النظافة الذي عثر على جثة عبيدة، في إفادته للمحكمة "بينما كنت على رأس عملي في صباح يوم الجريمة، وتحديدًا عند الساعة الثامنة وأثناء جمع النفايات في شارع المدينة الأكاديمية، شاهدت الطفل ملقى على الأرض بين الأشجار المجانبة للشارع، وكأنه نائم، ولم أحاول الاقتراب منه، بل سارعت إلى الاتصال بمسؤولي في العمل لإبلاغه بشأن الواقعة، ومن ثم تم الاتصال بالشرطة".
أما والد المقتول الذي جدد مطالبته هيئةَ المحكمة بالقصاص من المتهم، فأكد أقواله ومشاهداته التي ذكرها أثناء تحقيقات النيابة العامة في الجريمة، وشدد على أنه لا توجد أية خلافات سابقة بينه وبين المتهم الذي لم يمر على علاقته به سوى شهر ونصف الشهر فقط، وأن هذه العلاقة لم تكن صداقة وإنما علاقة عمل فقط، مضيفًا أن ما أثار شكوكه وشكوك إخوانه بتورط المتهم باختفاء ابنه في بداية الأمر، هو أن المتهم آخر شخص كان مع ابنه قبل مغادرته ورشة التصليح بحجة أنه سيذهب لإحضار وجبة غداء، ومن ثم العودة لتناولها مع والد عبيدة وأعمامه، إضافة إلى أنه لم يبادر إلى الاطمئنان والاستفسار عن عودة عبيدة إلى البيت بعد اختفائه لأكثر من يوم رغم معرفته بذلك عند مواجهته وسؤاله عنه داخل بيته، إضافة إلى أن المتهم سبق أن طلب من الأب قبل الجريمة بأسبوع اصطحاب عبيدة معه للذهاب إلى البحر برفقة أبناء أخيه- أبناء أخ المتهم- لكنه رفض بحكم أنه لا يعرفه جيدًا.
ولفت الأب إلى أن المتهم كان ممتعضًا من تكرار سؤاله عن مصير عبيدة وقت اختفائه، واستنكر اتهامه بالضلوع في ذاك الغياب، وتعمد غير مرة عدم الرد على هاتفه رغم علمه بهوية المتصل، مضيفًا أنه عندما بحث عن ابنه في سيارة المتهم التي كانت متوقفة أمام منزل القاتل قبيل اكتشاف الجريمة لم يعثر عليه فيها، علمًا بأن التحقيقات دلت على أن عبيدة كان موجودًا داخلها في تلك اللحظة لكنه كان جسدًا بلا روح.
في الجلسة السابقة رفض المتهم الحضور إلى المحكمة والمثولَ أمام الهيئة القضائية التي أمرت بإحضاره حتى ولو بالقوة؛ إذ يواجه تهما عدة تصل عقوبتها إلى الإعدام، وهي جناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والاعتداء عليه، وخطف شخص أو القبض عليه أو حجزه أو حرمانه من حريته بأي وسيلة، بغير وجه قانوني، بالحيلة أو باستعمال القوة أو التهديد بالقتل أو بالأذى الجسدي أو النفسي، وتعاطي المشروبات الكحولية، وقيادة مركبة تحت تأثير هذه المشروبات.