أمل عبدالله القبيسي

بحثت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي على هامش اجتماعات الدورة الـ 136 للجمعية العمومية والدورة 200 للمجلس الحاكم للاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت في دكا عاصمة جمهورية بنجلاديش مع رؤساء وفود برلمانات روسيا الاتحادية وكوريا الجنوبية سبل تعزيز علاقات التعاون والشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وهاتين الدولتين في المجالات.

فقد التقت معالي الدكتورة القبيسي كلا على حدة سعادة إلياس أوماخانوف نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية وتشانغ سيه كيون رئيس مجلس الامة الكوري.

وأكدت معالي الدكتورة القبيسي أهمية الدور الذي تضطلع به البرلمانات والدبلوماسية البرلمانية في العمل جنبا إلى جنب وبالتعاون والتنسيق مع الحكومات للدفع بالعلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات وجمهورية روسيا الاتحادية وكوريا الجنوبية إلى آفاق أرحب للوصول إلى الشراكة الاستراتيجية التي تتطلع لها القيادة الحكيمة..

مشددة على أن الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين كانت ناجحة بشتى المعايير لما تم خلالها من عقد لقاءات وما تم بحثه ومناقشته على صعيد مختلف القضايا الوطنية والإقليمية والدولية فضلا عن التعاون في الجوانب السياسية والبرلمانية التي تهم البلدين، والاتفاق على ضرورة توحيد الجهود والموافق في القضايا محل النقاش خاصة محاربة الإرهاب والتطرف من خلال العمل على منع تمويله وتجفيف منابعه ومنع تزويده بالسلاح.

وخلال لقاء معالي الدكتورة القبيسي نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية، جددت إدانة المجلس الوطني الاتحادي واستنكاره الشديدين للتفجيرات الإرهابية التي ضربت شبكة مترو سان بطرسبرج الروسية وسقط فيها عشرات الضحايا الابرياء، مؤكدة أن هذا الإجرام الإرهابي يتنافى تماما مع كل القيم الأخلاقية والإنسانية.

وأكدت أن التعاون على مستوى البرلمانات له اسهامات مهمة في تعزيز وتطوير مختلف العلاقات وتستطيع البرلمانات أن تعلب دورها ليس فقط عن طريق الدبلوماسية البرلمانية بل من خلال تشكيل فرق عمل لتطوير العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية، وفي الأجندة الدولية لتحقيق التوافق تجاه التحديات الجديدة والمتفق عليها لا سيما على الصعيد الدولي.

وأعربت معالي الدكتورة القبيسي عن دعم المجلس الوطني الاتحادي لاستضافة روسيا الاتحادية لاجتماعات الجمعية الـ 137 للاتحاد البرلماني الدولي، مؤكدة أن هذه الاجتماعات ستحظى بحضور برلماني دولي لافت لأهمية القضايا التي سيتم مناقشتها.

واتفق الجانبان على أهمية تفعيل جمعية الصداقة البرلمانية بن الجانبين لدورها الفاعل في تعزيز التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا لا سيما خلال المشاركة في فعاليات الاتحاد البرلماني الدولي مع التأكيد على مواصلة الجهود الرامية إلى مواجهة الإرهاب والتطرف والفكر الضال، الذي لا يمت إلى الدين الإسلامي بصلة ويستهدف المجتمعات والدول الإسلامية قبل غيرها من الدول.

وأكد الجانبان أن العمل البرلماني مهم لتطوير مختلف أوجه التعاون بين الحكومات لا سيما العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية والتعليمية، مع التأكيد على أن الحلول السياسية التي تحافظ على وحدة الدول ونسيجها الاجتماعي هي الكفيلة بحل مختلف قضايا المنطقة.

وتطرقت اللقاء إلى قضية احتلال ايران للجزر الإماراتية الثلاث " طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى"، والتأكيد على ضرورة إيجاد حل لهذه القضية إما باللجوء إلى محكمة العدل الدولية أو المفاوضات السلمية المباشرة.

بدوره أكد نائب رئيس مجلس الاتحاد للجمعية الفدرالية لروسيا الاتحادية أهمية دور دولة الإمارات كشريك مهم لروسيا مشيدا بمدى تطور العلاقات الثنائية وبالنتائج الإيجابية الكبيرة التي تتمخض عن الجهود المبذولة للدفع بها قدما، مضيفا أن كل ذلك يجري بفضل الحوار السياسي النشيط بين البلدين والاتصالات والزيارات المنتظمة.

وأشاد بالنجاح الذي حققته القمة العالمية لرئيسات البرلمانات وبما تضمنه إعلان أبو ظبي الذي صدر في ختامها من توصيات سيتم العمل والتعاون مع مختلف المؤسسات البرلمانية من أجل تنفيذها لأهميتها لشعوب ودول العالم.

  كما بحثت معالي الدكتورة امل القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي مع وتشانغ سيه كيون رئيس مجلس الامة الكوري سبل تعزيز العلاقات البرلمانية وأهمية توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين البرلمانيين واهمية تنسيق المواقف في الاتحاد البرلماني الدولي ...مشيدة بالعلاقات القوية بين البلدين.

وأكد ت معالي الدكتورة القبيسي حرص قيادتي البلدين على توسيع الشراكة الاستراتيجية القائمة بينهما لتشمل المزيد من المجالات الحيوية خاصة الطاقة المتجددة والتعليم والتدريب وقطاعات التشييد والبناء والبيئة والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات وأشارت معاليها الي ان العلاقات الثنائية بين الامارات وكوريا الجنوبية تشهد نموا كبيرا في مختلف المجالات.

وأكدت معاليها إلى أن هذه التطورات الهامة التي شهدتها علاقات البلدين جاءت بعد الزيارات التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى كوريا خلال السنوات القليلة الماضية .. مؤكدا أن تلك الزيارات دشنت عهدا جديدا لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية كوريا واستعرضت معالي الدكتورة القبيسي جهود دولة الإمارات في مكافحة الإرهاب مؤكدة أن دولة الإمارات تعد جزءا من تحالف دولي يهدف إلى مكافحة التطرف وإن هذا الدور لا يقتصر على الجانب العسكري بل يمتد إلى مكافحة الإرهاب فكريا لذلك أنشأت دولة الإمارات مركزي هداية وصواب بهدف مواجهة الارهاب فكريها وتجفيف منابعه، مستعرضة قيم التسامح المتأصلة في مجتمع الإمارات وذلك من خلال إنشاء وزارة في هذا الشأن، مشيرة إلى أن الإمارات تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية.

كما اكدت علي دور "مجلس حكماء المسلمين" الذي يتخذ من أبوظبي مقرا له كأول هيئة دولية مستقلة تهدف إلى تعزيز السلم في العالم الإسلامي، وغاياته تتمثل في أن يحفظ على الناس دينهم وأنفسهم ودماؤهم، وتثبيت منظومة السلم فقها وقيما ومفاهيم وقواعد وثقافة، وتلمس الطريق إلى السلم باقتناع ذاتي من أبناء الأمة الإسلامية وترسيخ قيم التعايش المشترك والسعيد.

وجرى خلال اللقاء التأكيد على أهمية إنشاء لجنة صداقة برلمانية بين المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان الكوري لتعزيز العلاقات البرلمانية وتبادل الخبرات والمعارف، وتنسيق الرؤى والمواقف في المحافل البرلمانية الدولية، والتأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه البرلمانات في تعزيز الحوارات الثقافية والحضارية بين شعوب العالم والتقريب بينهم ومد جسور التواصل الحضاري، ومواكبة توجهات الدولتين ورؤية قيادتي وحكومتي البلدين والتقدم الذي تشهده في مختلف المجالات.

كما شكرت معالي الدكتورة القبيسي تشانغ سيه كيون رئيس مجلس الامه الكوري على موقف كوريا الداعم لدولة الامارات في قضية الجزر الاماراتية الثلاث "طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى" المحتلة من قبل إيران، والمطالب المشروعة لدولة الإمارات بحل هذه القضية سواء بالمساعي السلمية أو اللجوء الى محكمة العدل الدولية.

وأكدت معالي الدكتورة القبيسي أن هناك دول في منطقة الشرق الأوسط تعمل على اشاعة الفتن الطائفية لدى دول المنطقة، ولهذا جاءت مشاركة دولة الإمارات في التحالف العربية بقيادة المملكة العربية السعودية، مشيرة أن التحالف العربي في اليمن جاء للحرص على تنفيذ الشرعية الدولية وبناء على مطلب الحكومة الشرعية اليمنية، مضيفة أن الإمارات تهتم بالبعد الإنساني وإعادة الأعمار في اليمن وتعتبر أكبر مانح للمساعدات في اليمن وتساهم بشكل فاعل في عملية إعادة الإعمار وتقديم كل الدعم لاستتباب الأمن وحماية المدنيين.

من جهته اكد و تشانغ سيه كيون رئيس مجلس الامه الكوري الحرص على تعزيز وتطوير علاقات التعاون المشترك وتحقيق الشراكة الاستراتيجية مع دولة الإمارات في المجالات كافة، خصوصا في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والسياحية، مشيرا إلى ضرورة إنشاء لجنة صداقة برلمانية، لأهميتها في الدفع بعلاقات التعاون البرلمانية وفي مختلف المجالات واهمية تبادل الزيارات البرلمانية بين الجانبين من أجل خلق تعاون مشترك وتنسيق الرؤى وتوحيد الجهود في مجال مكافحة الإرهاب ودعم القضايا الدولية المشتركة ...مشيرا الي العلاقات الاستراتيجية بين دولة الامارات وكوريا واستقطاب الامارات العديد من رعايا كوريا ...مؤكدا علي أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الي افاق ارحب واوسع خصوصا في ظل العلاقات المتميزة بين الدولتين.

كما أشاد بدور مركزي صواب وهداية في محاربة الإرهاب والقضاء على الارهاب الالكتروني ومكافحة المجموعات الارهابية ودحض شعاراتهم وفي ختام اللقاء وجه رئيس مجلس الامه الكوري دعوه رسميه لمعالي الدكتورة القبيسي لزيارة كوريا.