أبوظبي - صوت الامارات
استقبلت معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي معالي جان فيجيل المبعوث الأوروبي الخاص لتعزيز حرية الدين والمعتقد و الوفد المرافق له في مقر المجلس بأبوظبي.
حضر اللقاء سعادة كل من عبد العزيز الزعابي النائب الثاني لرئيس المجلس والدكتور سعيد المطوع عضو المجلس الوطني الاتحادي.
ورحبت معالي رئيسة المجلس في بداية اللقاء بمعالي جان فيجيل والوفد المرافق له واستعرضت دور المجلس الوطني الاتحادي في المساهمة في مسيرة التنمية في الدولة وعلى صعيد مشاركاته الخارجية وتبنيه للقضايا الوطنية.
تناول اللقاء الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والجهود الدولية الرامية إلى احلال السلام والأمن خاصة في عدد من الدول التي تشهد أحداثا وأهمية تطبيق مبادئ الشرعية والقرارات الدولية المتعلقة بقضايا المنطقة ومكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة مع التأكيد على أهمية الحوار والمفاوضات السلمية في التعامل مع مختلف هذه القضايا واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول .
وتطرق إلى جهود الدولة واستراتيجيتها وخططها الرامية إلى استشراف المستقبل وتبني قيم التسامح والتعايش وتواصل المجلس مع شعوب وبرلمانات العالم .
وأشارت معالي الدكتورة القبيسي إلى أهمية التعاون للدفع إلى تبني الحلول السياسية للأحداث التي تجري في العديد من دول المنطقة والعالم من خلال دور أكبر للاتحاد الأوروبي للوصول إلى حلول سلمية من خلال علاقاته المتميزة مع الدول الفاعلة .
وأوضحت أن دولة الامارات العربية المتحدة مارست نهج الشورى منذ تأسيس الدولة وطبقت مبدأ الديمقراطية التي تتناسب مع بيئة وعادات وتقاليد دولة الامارات العربية.
واستعرضت دور المرأة خلال مسيرة المجلس الوطني الاتحادي موضحة أن المرأة في دولة الامارات العربية المتحدة تقلدت مناصب قيادية خلال فترة زمنية قصيرة قياسا بعمر الدولة.. وتطلب وصول المرأة إلى منصب رئيس المجلس الوطني الاتحادي 10 سنوات منذ دخولها إلى المجلس الوطني الاتحادي.
وأضافت معاليها إن القيادة الحكيمة لدولة الامارات تسعي دائما لتوفير مستوى عال من الرخاء والرفاهية لشعب الامارات والمقيمين بها ..
ومن هذا المنطلق استحدثت دولة الامارات العربية المتحدة وزارات جديدة على مستوى العالم مثل وزارة دولة للسعادة ومهمتها الأساسية مواكبة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة الفرد والمجتمع و وزارة دولة للتسامح لترسيخ قيمة التسامح في مجتمع الإمارات وعينت أول وزيرة شابة تمثل فئة الشباب.
وتطرقت معالي القبيسي إلى الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" في دعم الجهود الرامية لتعزيز الأمن والسلم الدوليين والتخفيف من حدة المعاناة الناتجة عن الازمات إنسانيا وسياسيا.
وقالت إن المجلس الوطني الاتحادي يحرص من خلال دبلوماسيته البرلمانية وتواصله مع شعوب وبرلمانات العالم على تأكيد أهمية دور البرلمانات في طرح وتبني وإعلاء قيم ومبادئ التسامح والتعايش وتفعيل الحوار بين مختلف الثقافات والحضارات بما يخدم مصالح الإنسانية جمعاء واطلاعهم على تجربة دولة الإمارات ودورها الريادي وتوجهها العالمي في إعلاء قيم التسامح ومبادراتها وجهودها في هذا الإطار.
وأضافت إن دولة الإمارات تجسد نهج التسامح والتعايش والشراكة الإنسانية الذي تؤمن به وتكرسه على أرض الواقع وتتبنى سياسة واضحة منذ تأسيسها وهي السعي إلى نشر السلام والاستقرار في المنطقة والعالم والحفاظ على حقوق الإنسان والقانون الدولي و تعمل جاهدة في محاربة الإرهاب و التطرف والذي بدوره يهدد حقوق الانسان و يمنعه من العيش بأمن وسلام... مشيرة في هذا السياق إلى وجود أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات واللغات والثقافات والعادات يقيمون جميعا على أرضها الطيبة بتناغم تام ويمارسون أعمالهم وشعائرهم الدينية بكل حرية ودون تمييز أو تفرقة في الدين أو اللون أو الجنس أو الهوية.
و أكدت أن الدولة لم تصل إلى هذا الحد من التناغم والتلاحم إلا بسياسات واضحة من أصحاب السمو حكام الامارات وترجمة لذلك أصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله قانونا لمكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها ومكافحة كافة أشكال التمييز ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.. ويحظر الإساءة إلى الذات الإلهية أو الأديان أو الأنبياء أو الرسل أو الكتب السماوية أو دور العبادة أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل الإثني.
وأكدت مواقف الإمارات حيال عدد من القضايا وحرصها على تنفيذ القانون الدولي الإنساني ومبدأ الشرعية الدولية والالتزام بقرارات مجلس الأمن.. مشيرة إلى أن الإرهاب هو استخدام العنف بهدف الوصول للقوة والسيطرة لتحقيق غايات وأهداف وأجندات خارجية، وأن الإرهاب الجاري في منطقة الشرق الأوسط ليس له علاقة أبدا بالإسلام وقالت إن الدين الإسلامي قائم على تعاليم الانفتاح والتعايش بسلام وتقبل الآخرين الذين ينتمون للديانات الأخرى والإسلام يعلمنا الحب والعفو .
وشددت على أهمية عدم مقارنة الإسلام الوسطي بالإسلام المتطرف فهناك إسلام واحد فقط ألا وهو الإسلام الوسطي المتسامح والمتقبل للآخر ونبهت إلى أن الدين الإسلامي تعرض للاختطاف من قبل هؤلاء الإرهابيين وميليشياتهم المسلحة واستخدموه في خدمة أجنداتهم الهدامة من أجل الوصول إلى السلطة والسيطرة.
وطلبت معاليها من المبعوث الأوروبي الخاص لتعزيز حرية الدين والمعتقد العمل يدا بيد للتصدي لهذه الجماعات الإرهابية وتجفيف منابع امدادهم بالسلاح وعدم التهاون والتساهل معها وطالبت بأهمية التصدي لحملات الكراهية ضد الاسلام والمسلمين والتي تزايدت مؤخرا في عدد من الدول الاوروبية.. واقترحت أهمية احياء البرامج الحوارية للحضارات باعتبارها أحد المداخل الأساسية التي يمكن بناء سياسات التسامح الدولي عليها.
واستعرضت معالي أمل عبدالله القبيسي النجاح الكبير للقمة العالمية لرئيسات البرلمانات التي عقدت لأول مرة على مستوى العالم في دولة الامارات مؤخرا .. مشيرة الي أن مخرجات القمة والمتمثلة في إعلان أبوظبي تعد تأكيدا عالميا على قدرة المرأة الإماراتية على لعب دور في صياغة المستقبل والدور الملموس لها في المجالس باعتبارها ركنا استراتيجيا في صناعة وصياغة القرار الدولي .
ولفتت إلى أن النجاح غير المسبوق للقمة يعتبر إنجازا إماراتيا وإضافة إلى سجل دولة الإمارات الحافل باستضافة أهم الفعاليات العالمية التي تضيف لها بعدا غير مسبوق من حيث حجم الانعقاد والأجندة الثرية.
وقالت معاليها إن إعلان أبوظبي الذي صدر عن القمة يعد رسالة قوية لصياغة المستقبل والتفكير الأفضل للعالم وتقديم الأفكار والحلول عبر تلاحم بين البرلمانيات والمجتمعات ليعمل من خلاله الجميع باتجاه يساهم في الحد من النزاعات والعمل بشكل متضامن لتعزيز رسالة الاتحاد البرلماني الدولي .
وأوضحت القبيسي أن القمة وضعت خطط عمل برلمانية تضمنت في صميمها تحقيق سلامة العالم والازدهار ومواجهة التحديات الجيوسياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية من أجل بناء عالم أشمل وأكثر مراعاة للجنسين يكفل نوعية حياة أفضل للأجيال القادمة.
بدوره أعرب معالي جان فيجيل المبعوث الأوروبي الخاص لتعزيز حرية الدين والمعتقد عن شكره للقاء معالي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي .. وأبدى اعجابه بالنموذج الإماراتي في التنمية والازدهار.. وأشاد بدور المرأة في الإمارات وبما وصلت إليه من مناصب قيادية ومشاركة فاعلة في جميع القطاعات ما يؤكد ثقة قيادة ومجتمع الإمارات بقدراتها وما حققته من نجاح.
وقال معاليه إن استقرار العالم الإسلامي من استقرار دول العالم وأوضح الدور السلبي الذي لعبته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي في تشويه صورة الإسلام.
وأشار فيجل إلى أن دولة الامارات من أبرز الدول المستقرة وتقدم أفضل الأمثلة على التعايش بين الاديان في المنطقة وما يؤكد ذلك وجود أكثر من 200 جنسية من مختلف الديانات واللغات والثقافات والعادات يقيمون جميعا على أرضها ويمارسون أعمالهم وشعائرهم بكل حرية.
وأكد فيغيل أن "هناك أهمية متزايدة للحوار الدائم والمستمر بين القيادات والزعماء الدينيين من الأديان كافة خصوصا في ظل ظهور مشكلة اساءة استخدام الدين من قبل المتطرفين والمتشددين الذين يقومون بالترويج للفوقية وتعريف الاختلاف مع الآخر على أنه مشكلة.
وأشار إلى أن عدم معرفة الآخر والجهل به هو السبب الرئيسي وراء الكراهية وانعدام التسامح من هنا تنبع الحاجة لعقد مزيد من اللقاءات والحوارات بين القيادات والزعامات الدينية، بما يضمن تعزيز احترام التنوع والتسامح الديني لتضييق المساحة أمام المتطرفين ورسائلهم.
وقال : " علينا أن نعمل بجهد للحفاظ على السلام والاستقرار وأن نحمي القيم الديموقراطية وندافع عنها وأن نحمي أيضا السلام والاستقرار" .. موضحا أن المنطقة كانت لسنوات في حالة من التعايش".
ورأى فيجيل أن تحقيق السلام يتطلب "مواجهة هذا الكره والعداء والرغبة بالانتقام بتعزيز القيم المشتركة وتعميق الحوار والتفاهم .