الإسكندرية - هيثم محمد
خرج المئات من النشطاء المستقلين في الإسكندرية – غير المنتمين لأي قوى سياسية معروفة - وسط طقس سيئ، في مسيرة من ميدان القائد إبراهيم، عقب صلاة الجمعة، في اتجاه المنطقة الشمالية العسكرية في سيدي جابر في جمعة "رد الكرامة"، للتنديد بأعمال العنف التي تمارسها جماعة الإخوان المسلمين ضد المتظاهرين، وآخرها اشتباكات مكتب الإرشاد في المقطم. وقام العشرات من أعضاء جماعة "البلاك بلوك"، الذين عادوا للظهور في تظاهرات الإسكندرية للأسبوع الثاني على التوالي، بقطع طريق الكورنيش بالكامل بدءًا من منطقة القائد إبراهيم، مما أدى الى إرتباك حركة المرور في منطقة محطة الرمل والشاطبي وسط المحافظة، كما قام عدد منهم بمهاجمة إحدى السيارات التابعة لإدارة المرور في مديرية أمن الإسكندرية، حيث تصادف مرورها في منطقة القائد إبراهيم قبل صلاة الجمعة. ورفع المشاركون في المسيرة أعلام مصر ولافتات مكتوبًا عليها شعارات مناهضة لجماعة الإخوان المسلمين والداخلية ، بالإضافة إلى صور لعدد من المعتقلين، على خلفية الاشتباكات التي تلت إحياء الذكرى الثانية لثورة "25 يناير" . وردد المتظاهرون خلال المسيرة الكثير من الهتافات المنددة بالرئيس مرسي وجماعة الإخوان ومكتب إرشاد الجماعة، مطالبين بعودة الجيش لإدارة مرحلة انتقالية يعقبها انتخابات رئاسية مبكرة، وإقالة النائب العام الأخوانى لتعمده حبس النشطاء السياسين . فيما طالب البعض خلال المسيرة بالتوجه الى منزل الدكتور حسن البرنس وقيادات الإخوان المسلمين في الإسكندرية لمحاصرتها، أسوة بما يحدث في القاهرة. وانطلق المئات أهالي الإسكندرية والنشطاء السياسيين، فجر الجمعة، إلى مكتب الإرشاد في المقطم، للمشاركة في مليونية "رد الكرامة"، ردًا على أحداث "موقعة المقطم"، والتي جرت يوم السبت الماضي، مطالبين بالقصاص. وتوجهت القوى الثورية وأعداد كبيرة من المواطنين إلى العاصمة عبر قطار الإسكندرية – القاهرة، بينما وفرت الأحزاب المدنية حافلات انطلقت من ساحة مسجد القائد إبراهيم، للتوجه إلى مكتب الإرشاد. وقام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، بحماية مقراتهم في المحافظة، خشية توجه المسيرات الاحتجاجية إليهم، ولم يظهر أي تواجد للمنتمين إلى الدعوة السلفية وحزبها السياسي "النور"، في الأحداث، مكتفين بمطالبة الأطراف كافة بالالتزام بالسلمية، مؤكدين أن حماية مقر جماعة الإخوان المسلمين هو مسؤولية الشرطة. وقال عضو المكتب التنفيذي للحملة الشعبية لدعم مطالب التغيير لازم، محمد سمير "إن السفر إلى القاهرة جاء للمشاركة في مسيرات الغضب، التي تندد بالتدخل السافر لمكتب الإرشاد في شئون البلاد، وما أسماه بسياسة البلطجة التي تتبعها الجماعة، والتي بدأت بإلقاء القبض العشوائي على النشطاء في ما سبق، وتلفيق القضايا لهم، وتسليمهم للشرطة، وانتهت باعتداء أعضاء الجماعة على النشطاء والصحافيين خلال الأيام الماضية". ووصف الوضع الحالي بأنه "يجر البلاد نحو دولة المليشيات، ويساعد بقوة على هدم دولة القانون والمؤسسات، وهو ما سيدمر مستقبل الوطن، وسيحيد بالثورة عن أهم مطالبها، التي تمثلت في بناء دولة تحترم القانون، ذات مؤسسات قوية وراسخة". ودعت الدعوة السلفية القوى السياسية إلى الكف عن الدعوات للوقوف أمام مقرات الأحزاب، مؤكدة أن تنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام مقرات الأحزاب قد يكون سببًا فى إشاعة الفوضى والقتل، وتخريب الوطن، مؤكدة أن الاحتجاجات السلمية يجب أن تكون في أماكن لا يحدث فيها اشتباكات، أو تكون فى أماكن ملتهبة. واستمر غياب الشيخ أحمد المحلاوي عن إلقاء الخطب بدعوى المرض الشديد، فيما تظاهر قرابة الـ150 فردًا أمام المسجد عقب انتهاء الصلاة، للمطالبة بإسقاط حكم المرشد، وحل جماعة الإخوان المسلمين. وقال إمام مسجد القائد إبراهيم، الدكتور عبد الرحمن نصار، خلال خطبة الجمعة "إن تعاليم الدين الإسلامي هي القادرة على إخراج البشرية من الظلمات إلى النور، مطالبًا الجميع بالالتزام بآداب الدين، واعتباره جزءًا من أسلوب الحياة، حيث إنه منهج شامل يستطيع الانسان أن يستغني به عما سواه"، على حد قوله.