دبي - صوت الامارات
قدّمت هيئة الصحة في دبي مشروع “الجينوم” في إطار مشاركتها بمبادرة “دبي 10X” التي أطلقها ولي عهد دبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الدورة السادسة من القمة العالمية للحكومات في فبراير 2018 بهدف تحويل ما ستطبقه مدن العالم بعد عشر سنوات إلى واقع يعيشه أفراد المجتمع في دبي مدينة المستقبل، ويعد مشروع هيئة الصحة واحدا من 26 مشروعا قدمتها 24 جهة حكومية في دبي والذي تم اعتماده من قبل الشيخ حمدان بن راشد، حيث قامت لجنة متخصصة تضم نخبة عالمية من الخبراء والمختصين في مرحلة سابقة بدراسة ومراجعة أكثر من 160 فكرة تم تلقيها للمشاركة في المبادرة من 36 جهة في أقل من 365 يوماً.
ويهدف مشروع “الجينوم” إلى رفع مستوى كفاءة الكوادر الطبية واستشراف صحة الإنسان من خلال مسح الجينات لاتباع نمط حياة صحية في بيئة طبية وعلمية مهيئة ومختبرات مخصصة لدراسة علم الجينات في إمارة دبي، حيث ستعزز دراسة علم الجينوم الجهود الرامية إلى إبطاء عملية الشيخوخة، والحد من الإعاقات الجينية، والقضاء على الأمراض المزمنة.
وتتيح دراسة الجينوم البشري الكشف عن التغيرات في الجينات المؤدية للأمراض الوراثية باعتبارها ركيزة أساسية في الوقاية من الأمراض المزمنة و السرطان قبل الإصابة، واستخلاص نتائج للقضاء على العديد من الأمراض كالسمنة، والسكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب والأوعية الدموية وبالتالي تقليص المخاطر والأعباء المالية لعلاج الأمراض المزمنة على المؤسسات الطبية والأفراد.
وقال رئيس مجلس الإدارة، مدير عام هيئة الصحة في دبي حميد محمد القطامي، إنّ “تشكيل مختبرات الجينوم في دبي هو ترجمة فعلية لاستشراف مستقبل قطاع الصحة والخدمات الطبية فيها، فهو سيقدم أول قاعدة بيانات وطنية جينية للبحث والتطوير المستقبلي، ما يدعم جهود صناع القرار في التخطيط المستقبلي للاستراتيجيات الصحية، و يسهم بتحقيق تنافسية عالمية وتعزيز اقتصاد المعرفة، نسعى من خلال الريادة في علم الجينات لتحقيق السيادة على مستوى المجالس العالمية للأخلاقيات والتشريعات في علم وصناعة الجينات، وترسيخ مكانة دبي والإمارات كأول دولة تمتلك التركيبة البيولوجية الأساسية لسكانها، تستلهم هيئة الصحة في دبي رؤيتها وتستمد مقومات نجاحها من فكر وتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وهي تمضي بكل قدراتها وإمكانياتها وعزيمة كوادرها البشرية إلى ما تصبو إليه مدينة دبي وما يسهم في تحقيق المزيد من ازدهار ورفاهية دولتنا”.
وسخرت هيئة الصحة في دبي كل طاقتها واتخذت جميع التدابير الممكنة، وحددت عدة جهات داخلية مسؤولة لتنفيذ المشروع الطموح، بما فيها إدارة المختبرات وعلم الجينات، ومركز دبي للحبل السري والإدارات المتخصصة. كما شكلت لجنة علمية متخصصة في علم الجينات، واستفادت من أهم الدراسات والتجارب العالمية الناجحة في هذا المجال، واستخلصت جميع التحديات المتوقعة، وسبل التعامل معها وتجاوزها، بما يعزز تنفيذ المشروع.
وأعلن الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل خلفان بلهول، أنّ "دبي تشهد نقلة نوعية في منظومة العمل القطاع الحكومي ومؤسساته وقد استطاعت مبادرة”دبي10X”أن تبهر العالم من خلال تقديم نماذج مبتكرة لجيل جديد من الخدمات الحكومية التي ستشكل منارة تسترشد بها مدن العالم خلال العشر سنوات المقبلة”، وأضاف: “تمكنت دبي من تقديم مشروع يعتبر هو الأول عالمياً لدراسة الجينوم البشري استطاعت دبي من خلاله كسب السباق العالمي الجديد والتي قدمته هيئة الصحة في دبي، وذلك ضمن جهودها الرامية للارتقاء بخدمات القطاع الصحي وترسيخ المكانة التنافسية لدبي في ريادة توجيهات المستقبل وذلك علي أسس من البحث العلمي والاختبارات الدقيقة التي من شأنها سلامة المجتمع من الأمراض الخطيرة”.
وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل عدة، حيث تستهدف المرحلة الأولى المواطنين. ويمتد المشروع على 24 شهراً يتم خلالها جمع العينات، وتحليل تسلسل الحمض النووي، ثم حفظ النتائج في بنك المعلومات. يلي ذلك التعلم الآلي للذكاء الاصطناعي، وإصدار تقارير داعمة للأبحاث، والتنبؤ بالاضطرابات المستقبلية والعمل على تصميم مسار وقائي لحل المشاكل الصحية.