ابوظبي - صوت الامارات
أكد المستشار في ديوان ولي عهد أبو ظبي، ومدير جامعة محمد الخامس في أبو ظبي، الدكتور فاروق حمادة، أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أسس مدرسة فريدة في الحُكم والسياسة، يتعلم منها القادة في جميع دول العالم، كما تتوجه إليها الشعوب والأقوام؛ لأنها تنطلق من القيم التي تضمن لشعوب العالم العيش في أمن وسلام.
وأشار حمادة في محاضرته الأربعاء، في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبو ظبي إلى أن الشيخ زايد، استطاع أن يؤسّس نموذجًا ملهمًا للتسامح، يمثل مصدر إلهام للعالم أجمع، وهو النموذج الذي تسير عليه القيادة الرشيدة في الإمارات وترسخه؛ لأنها تدرك أهمية ترسيخ قيم التسامح والتعايش المشترك في مواجهة نزعات التشدد والكراهية التي تنتشر في أرجاء المنطقة والعالم.
وأوضح مدير جامعة محمد الخامس أن هناك 3 عوامل كان لها عظيم الأثر في ترسيخ قيمة التسامح في شخصية الشيخ زايد، هي الفطرة والتربية والثقافة، فقد فُطِر على التسامح والأصالة منذ نعومة أظفاره، وشبّ عليهما في صغره، حينما كانت شخصيته في طور التبلور، فشاب عليهما في كبره وترجمهما لاحقًا في سلوكه الشخصي، وفي عمله خلال حكمه لمدينة العين؛ وعُرف عنه أنه كان يجوب مضارب القبائل، القريب منها والبعيد، ليصلح ما بينها سالكًا مسلك التسامح، حاملًا معه الإخاء، ومخلّفًا وراءه الأمن والأمان للجميع، ولهذا لم يكن غريبًا أن يُلقَّب الشيخ زايد بـ"منارة التسامح"؛ لأنه استطاع أن يجعل من التسامح والوئام منهجًا في التعامل مع الآخرين، سواء مع الأفراد أو القبائل أو دول الجوار، فاستطاع بحكمته أن يحلّ النزاعات الناشبة بين القبائل، ويزيل ما بينها من أحقاد وصراعات، وبات الحَكَم العدل الذي يلجأ إليه الجميع لحلّ خلافاتهم، وبفضل جهوده أصبحت القبائل المتنافرة متوحدة في وطن آمن ومزدهر، كما تجلت سماحة وحكمة الشيخ زايد، في التعامل مع قضايا الحدود، وخاصة مع المملكة العربية السعودية.