دبي - صوت الامارات
شكّل لجوء معظم الحالات المرضية لأقسام الطوارئ في مستشفيات صحة دبي ازدحاما في هذه الأقسام المخصصة أصلا لاستقبال الحالات الطارئة، فكانت تُربك العاملين في تلك الأقسام نظرا للازدحام الشديد الذي كان يزيد على 400 مراجع يوميا، وسط تأكيدات رؤساء أقسام الطوارئ بأن أكثر من 50% من المراجعين لا تستدعي حالاتهم مراجعة تلك الأقسام وإنما مراكز الرعاية الصحية المنتشرة في إمارة دبي، وللتغلب على هذه المشكلة أطلقت هيئة الصحة خدمة 24 ساعة في مركزي البرشاء وند الحمر الصحيين، وتمكنت من خفض الحالات الطارئة المحولة إلى أقسام الطوارئ بمستشفياتها لتصل إلى حالتين فقط من كل 1000 حالة تراجع هذه المراكز.
وأكدت الدكتورة علياء رفيع مديرة مركز البرشاء الصحي، أهمية خدمة 24 ساعة والتي استقبل المركز من خلالها 21 ألف حالة مرضية من أصل 197 ألفا و235 ألف حالة راجعت المركز العام الماضي.
وقالت إن المركز يقوم من خلال خدمة (24) ساعة باستقبال الحالات الطارئة البسيطة والمتوسطة، والحالات المحولة من أقسام الطوارئ في المستشفيات التابعة لهيئة الصحة بدبي ليتم التعامل معها وفق أحدث البروتوكولات والممارسات العالمية من خلال كوادر طبية وتمريضية مؤهلة ومتخصصة في هذا المجال.
واستعرضت الدكتورة رفيع مختلف الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية الصحية الأولية بما فيها مركز البرشاء الصحي ودورها في تقديم خدمات الرعاية المتميزة للمرضى.
وأضافت أن مركز البرشاء الصحي يقدم جميع خدمات الرعاية الصحية الأولية المتعلقة بصحة الفم والأسنان وطب الأسرة وفحوص ما قبل الزواج، ومتابعة الحوامل، وهشاشة العظام، وأمراض السكر، والتغذية، والخدمات الوقائية، وعيادة المسافرين، والزيارات المنزلية لكبار السن، وطب العيون، والعظام، والأنف والأذن والحنجرة، وعيادات تعزيز الصحة التي تعني بصحة المرأة والرجل والمراهقين وكبار السن، وخدمات صحة الطفل بما تشمله من تطعيمات، والفحص المبكر للأمراض الوراثية، وعيادة الإقلاع عن التدخين، وخدمات فحص الأشعة بجهاز الماموغرام للكشف المبكر عن سرطان الثدي.
من جانبها، قالت الدكتورة عائشة البسطي أخصائية طب الأسرة، مديرة مركز ند الحمر الصحي إن المركز استقبل خلال العام الماضي 190 ألف مراجع استفادوا من مختلف خدمات المركز وعياداته التخصصية المتنوعة.
وأكدت أهمية خدمة 24 ساعة التي تأتي ضمن جهود الهيئة لتوفير الحلول المختلفة التي تسهم في تقديم خدمات سهلة وميسرة للمتعاملين وتعمل على تلبية احتياجاتهم المتزايدة من الخدمات الصحية، إضافة إلى تخفيف الضغط على أقسام الطوارئ بمستشفيات الهيئة خصوصا مركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد.
وقالت إن تقديم الخدمات الطبية الطارئة على مدار الساعة أسهم في تعزيز الخدمات العلاجية.
وأوضحت أن الخدمات التي تقدم في المراكز لا تختلف عن تلك المقدمة في أقسام الطوارئ، مشيرة إلى أن مراكز الرعاية الصحية الأولية، حققت خلال الفترة الماضية العديد من الإنجازات المتميزة كحصولها على شهادة إدارة الابتكار (TS 16555-1:2013 ليكون قطاع الرعاية في الهيئة هو الأول عالميا الحاصل على هذه الشهادة، وهو الأول أيضاً الحاصل على شهادة إدارة المستشفيات الخضراء والنظيفة، إلى جانب شهادات الايزو، والحصول على الاعتماد الكندي)، ضمن التصنيف الماسي، وهو المستوى الأعلى في الاعتماد الكندي، بعد أن حصلت المراكز على الاعتماد الدولي (JCI) من اللجنة الدولية المشتركة لاعتماد المنشآت الصحية.
بدورها، أكدت الدكتورة علياء المزروعي المدير التنفيذي لمستشفى راشد بدبي، أهمية استحداث خدمة 24 ساعة بمراكز الرعاية الصحية الأولية ودورها في تخفيف الضغط على مركز الإصابات والحوادث في مستشفى راشد الذي استقبل خلال العام الماضي 165 ألف حالة، لافتة إلى أن المركز يستقبل يوميا 350 حالة تقريبا منها 25% حالات حرجة و15-30% بحاجة إلى الإدخال الفوري للمستشفى، ونحو 50% حالات حرجة تستدعي التدخل الطبي الفوري مثل الجلطات الدماغية والسكتات القلبية والحوادث، وهو الأمر الذي يشكل ضغطاً كبيراً على الكوادر الطبية والتمريضية والفنية العاملة في المستشفى.
وأشارت إلى التميز الذي يحظى به مستشفى راشد من حيث وجود العديد من الأقسام التخصصية التي ينفرد بها وتعد الأولى من نوعها على مستوى الدولة مثل جراحة استئصال أورام الكبد للأطفال والبالغين، وقسم جراحة اليد والكف والذي نجح أطباؤه في استعادة أيدٍ مبتورة بالكامل لمرضى من مختلف الجنسيات، إضافة لقسم متكامل للحروق وعلاجها، وقسم متكامل للكسور المضاعفة وقسم متكامل للتعامل مع الأوعية الدموية إلى جانب جراحات المريء، وجراحات الأعصاب، والجراحات العامة، وعمليات السرطان والكبد والبنكرياس، وغيرها من الجراحات التي يتفوق فيها.
من جانبه، أشاد الدكتور محمود غنايم استشاري ورئيس قسم الطوارئ بمستشفى دبي بالتعاون القائم بين أقسام الطوارئ بمستشفيات هيئة الصحة بدبي وبين خدمة 24 ساعة للحالات الطارئة بمراكز الرعاية الصحية التي تعمل كوحدة متكاملة هدفها التميز في الخدمات التي تقدمها حيث تعتبر الأفضل في هذا المجال والأكثر تقدماً على مستوى المنطقة ونفخر بأننا جزء من منظومة حاصلة على الاعتراف الدولي ( JCIA ) في مجال الخدمات الصحية.
أشار الدكتور محمود غنايم إلى نظام التصنيف الكندي العالمي الذي يتبناه مستشفى دبي، والذي تم تعديله بما يتلاءم مع طبيعة مجتمع الإمارات والأنماط الصحية السائدة، حيث تم توحيد وتطبيق هذا التصنيف في جميع أقسام الطوارئ بهيئة الصحة في دبي، موضحاً انه وفقاً لهذا النظام تم تصنف الحالات إلى 5 فئات، بحيث يكون المستوى الأول هو الأخطر ويتم التعامل والتدخل العلاجي له بشكل عاجل.