أبو ظبي ـ سعيد المهيري
يناقش "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي الثالث" اليوم الأحد في أبوظبي، السياسة الأميركية الخارجية بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة. ويكتسب الملتقى في دورته الثالثة أهمية مضاعفة ليس فقط لتناوله الملفات المعقدة السياسية والأمنية في المنطقة والعالم بل أيضا لأن الملتقى ينعقد بعد أيام قليلة فقط من إعلان فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات ما يستدعي قراءة فاحصة للتأثيرات المحتملة لهذا الانتخاب على السياسة الخارجية لواشنطن.
وقالت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، إن "سؤال المخاوف من التحولات الحادة للسياسة الخارجية الأميركية يفرض حضوره بقوة على المنطقة العربية مع كل انتخابات رئاسية أميركية نظراً للعلاقات التاريخية والاستراتيجية لكثير من دول الإقليم مع القوة العظمى في العالم وبسبب الأدوار السياسية والعسكرية لواشنطن والتي لا يمكن القفز فوقها عند التعامل مع بؤر الصراعات المنتشرة عبر جغرافيا الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة".
وأضافت إن "هناك تحديات لا يمكن تأجيلها تواجه الإدارة الأمريكية الجديدة لأسباب كثيرة منها أن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما انتهج مسالك جديدة في سياسته الخارجية كان من أبرز ملامحها في منطقتنا فتح قنوات اتصال سياسي وإقامة تعاون عسكري في مناطق النزاع على الأرض مع ممثلي الإسلام السياسي وجماعاته والتوقيع على مصالحة نووية مثيرة للجدل مع إيران، فضلا عن تراجع دور أميركا القيادي في عدد من الملفات الحيوية كما في الحالة السورية والليبية والعراقية."
وأوضحت أن "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" يسعى إلى "صياغة تصورات تجيب عن تساؤلات ضاغطة من قبيل ما إذا كانت الإدارة الجديدة ستعيد تقييم مصالحها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط في محاولة لإعادة تشكيل شراكاتها الإقليمية". واشارت الكتبي إلى أن "الملتقى يحرص على معرفة الشكل المحتمل للعلاقة بين واشنطن وموسكو من منظور الخبراء السياسيين والاستراتيجيين". ونبهت الى أن الملتقى سيبحث هذا العام التحديات التي تواجه دول الخليج والمنطقة، وتحول دفة الحكم في الولايات المتحدة بشكل غير مسبوق، والإرهاب.
وستخصص أولى جلسات الملتقى لتقييم ذاتي لموقع "الخليج في ظل نظام دولي وإقليمي متغير"، وسيكون المتحدث الرئيسي فيها الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزيرالخارجية السابق في دولة الكويت فيما تعكف جلسة أخرى على تقييم "التعاون الإقليمي في الخليج" من خلال دراسة إمكانية تطوير رؤية أمينة مشتركة، وطبيعة العلاقة الممكن إقامتها مع إيران في ظل ازدواجية الدولة والثورة.
ونظم مركز الإمارات للسياسات، مساء أمس، حفل استقبال على شرف المشاركين في "ملتقى أبوظبي الاستراتيجي"، الذي ستنطلق أعمال دورته الثالثة غداً في قصر الإمارات. وحضر الحفل الدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، وعمرو موسى الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية إلى جانب عدد من السفراء ومسؤولي الدول العربية.
وأعربت الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة المركز عن فخرها بالمكانة المرموقة للملتقى على خريطة الملتقيات الإقليمية والدولية التي تناقش قضايا الأمن والسياسة، مثنية على الدعم الذي يحظى به من وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعلى رأسها سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان.