الدكتور علي راشد النعيمي

أكد أمين عام مجلس حكماء المسلمين ومدير عام جامعة الإمارات الدكتور علي راشد النعيمي، إن الإمارات استطاعت خلق نموذجًا تنمويًا متميزًا، وقدمت للعالم قصة نجاح في بناء الإنسان، منوهًا بأن الإمارات حققت إنجازات في مواجهة التطرف وأصبحت تجربتها يتطلع إليها الجميع للاستفادة منها.

وشدد على ضرورة النظر إلى الفكر المتطرف بنظرة شمولية، خصوصًا أن المنطقة العربية أصبحت تعاني الإرهاب الذي سببه الفكر المتطرف حاضنه الحقيقي، ومن أجل التعامل معه ينبغي أن ننظر إلى جذوره وحواضنه.

وأوضح الدكتور علي النعيمي أن "قضية الإرهاب ومواجهته ذات بعد شامل، خصوصًا أن الفكر المتطرف منتشر عبر الإنترنت وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومحاصرته تتطلب تعاونًا وتضافرًا من جميع الجهات وأصحاب القرار خصوصًا المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام والمؤسسات التربوية وخطباء المساجد والأسرة"، مؤكدًا أنه لتحصين المجتمع من التطرف والإرهاب لابد من رؤية شاملة تشترك فيها كل الجهات لمعالجة القضية من جذورها.

وأشار إلى أن "الإماراتي إنسان واعٍ ومتسامح بطبيعته، وينبذ التطرف، ولديه قدرة على تكوين صداقات مع مختلف الجنسيات"، منوهًا بأن "هذا التسامح بات سلوكًا للشخصية الإماراتية، لذلك من السهل إن أردنا تبني استراتيجية أن نجد ثمارها في هذا النوع من الشخصية".

وأكد أن "الإمارات حققت إنجازات في مواجهة التطرف وأصبحت تجربتنا ثرية يتطلع الجميع للاستفادة منها، والنتائج تتمثل في أن هذه الجماعات المتشددة منبوذة في الدولة ولا تجد قبولًا، لكن علينا تحصين الجيل الجديد من هذا الفكر، وهنا يأتي دور وزارة التربية والتعليم من خلال جانبين، الأول في إعادة صياغة المناهج الدراسية لكي تتوافق مع الرؤية الوطنية، وتعزيز الانتماء الوطني، إذ إن قضية بناء المناهج وتوظيفها لخدمة الوطن أصبحت الشغل الشاغل لوزارة التربية والتعليم التي تحركت بفاعلية في هذا الاتجاه بتضمين المناهج موضوعي شهداء الوطن و(عاصفة الحزم)، وهذا يدل على وعي الوزارة وحرصها على ما يخدم الشأن الوطني في التعامل مع المستجدات".

وبيّن النعيمي أن "الجانب الثاني هو تدريب الطاقم التدريسي على هذا التوجه"، مؤكدًا أن "المنهج المتميز سيكون مفرغًا من محتواه لو كان المدرس لا يتمتع بحس وطني، فالبرامج التدريبية التي ترعاها الوزارة في هذا الشأن برامج متميزة وذات نتائج واضحة".

وعن وسائل الإعلام أشار الدكتور النعيمي إلى أن "الإعلام الإماراتي أصبح أكثر شفافية، إذ إن الخطاب الوطني صار واضحًا ومعبرًا عن توجهات الدولة والإنسان الإماراتي في ما يتعلق بالقضايا الوطنية، والإعلام أصبح متابعًا للحدث ويقدمه بشفافية تامة للجمهور، كما لعبت الهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية دورًا متميزًا نلمسه في المساجد من خلال الدروس الدينية وخطب الجمع والبرامج التي ترعاها الهيئة في ما يتعلق بالخطاب الإسلامي".

وأشار النعيمي إلى أن "التحديات التي تواجه التربويين هي أن البعض يريد من المدرسة أن تتحمل كل شيء، وهذا غير صحيح لأن الصياغة الحقيقية الفكرية والنفسية تنبع من الأسرة والبيت، لذلك لا يمكن للمدرسة أن تؤدي دور الأسرة، فالأخيرة تكمل دور الأولى، والواقع الذي نعيشه بما يحويه من انفتاح على العالم وانتشار واسع لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يتطلب وعيًا من الأب والأم، ويحتم عليهم متابعة أبنائهم والعمل على تحصينهم من البيت في ما يتعلق ببناء فكري ونفسي سليم يعزز الانتماء الوطني، ويشعر الأبناء بالأمان في العلاقة مع الوالدين خصوصًا أمام التحديات، فالمرجع هو الأب والأم وليس الشخص الآخر المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي".