أبو ظبي ـ سعيد المهيري
استقبل ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في قصر البحر، الاثنين، المشاركين في الملتقى الثاني عشر الذي تنظمه وزارة الخارجية والتعاون الدولي لسفراء الدولة في الدول الشقيقة والصديقة ورؤساء البعثات الدبلوماسية وممثلي الدولة في المنظمات والهيئات الدولية.
ورحب في بداية اللقاء بالسفراء، معربًا عن أمنياته لهم بالتوفيق والنجاح، وتطلعاته إلى مواصلة جهودهم المقدرة في تقديم صورة الإمارات المشرقة ومكانتها العالية في مختلف المحافل الدولية.
وقال خلال اللقاء الذي حضره وزير الخارجية والتعاون الدولي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور بن محمد قرقاش إن "سفراءنا وجميع ممثلي الدولة في الخارج هم جزء مهم في قصة نجاح الإمارات، فهم بمثابة حلقة وصل بين الإمارات ودول العالم، وبقدراتهم وفكرهم النير نستطيع تحقيق التأثير المطلوب في بناء أواصر متينة من العلاقات بين شعبنا وشعوب العالم".
وأضاف ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «أقدر الغربة وتعبها وعناءها.. لكنكم مأجورون في تمثيل بلادكم وإبراز دورها ومكانتها وعكس الصورة الطيبة لأهلكم وشعبكم، وبلادكم أصبحت قدوة حسنة في المنطقة وجاذبة بفضل ما حباها الله عز وجل من أمن واستقرار وبنية تحتية واقتصاد قوي، وهذا يفرحنا ويسعدنا ويلقي علينا مسؤولية كبيرة ومضاعفة تجاه بلدنا وترسيخ تطورها وتقدمها».
وتابع : «إن ما وصلت إليه الإمارات هو مجهود 50 سنة قام به آباؤكم وأجدادكم.. وعلينا جهد مشترك لمضاعفة ما وصلنا إليه خلال السنوات الـ 30 المقبلة، وإن نسبة تركيزنا السياسي في علاقاتنا مع الدول الأخرى نسبة بسيطة، بينما تبقى النسبة الأكبر في تعزيز جسور التعاون وتقوية علاقات التعاون الاقتصادي وتحسين التبادل التجاري ومضاعفته، إضافة إلى تمتين التعاون الثقافي والاجتماعي والسياحي وتقريب وجهات النظر ونشر قيم الخير والسلام التي يتسم بها مجتمع الإمارات، ولذلك فإن سقف توقعاتنا لجهودكم ومساعيكم في الحقل الدبلوماسي مرتفع خلال الفترة المقبلة، لأنكم تمثلون نخبة العمل الدبلوماسي على امتداد مسيرته".
وأضاف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "إن دولة الإمارات العربية المتحدة تأسست على قواعد راسخة من القيم النبيلة على يد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في نشر الخير ومساعدة المحتاجين والتسامح والتعايش وغيرها من القيم الإنسانية الرفيعة، وواجبنا جميعاً عكس هذه الصورة وتعزيزها في تصرفاتنا ومسؤوليتنا كل في مجاله".
وذكر أن «الإمارات كسبت ثقة العالم وحققت سمعة دولية طيبة بفضل سياساتها الخارجية المتوازنة وانفتاحها على الجميع، واتخاذ نهج زايد منطلقا لبناء علاقات وثيقة راسخة، وأنتم اليوم واجهة الدولة وخير من يمثلها، وما تبذلونه من جهود محل تقدير، ننشد من خلالكم مزيداً من العمل والحراك الدبلوماسي الذي ينمي ويوثق علاقاتنا ليس على الصعيد السياسي فحسب، بل على الصعد الأخرى كافة بما يعزز موقع الدولة وريادتها وتطلعها إلى أن تكون في مصاف الدول المتقدمة في شتى القطاعات».
وشدد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على أهمية استثمار الوقت في بناء شراكات دولية وثيقة.. فالدول التي تتمتع بعلاقات سياسية وتنموية واقتصادية متينة وقبل ذلك إنسانية.. هي من تكتسب احترام وتقدير العالم.
وأثنى سموه على الجهود التي تبذلها وزارة الخارجية والتعاون الدولي في سبيل تحقيق مصالح الدولة ومواطنيها في المحافل الدولية كافة، منوهاً بأهمية ملتقى السفراء الذي يسعى لبلورة الأهداف المقبلة، وتقييم العمل وإيجاد سبل ووسائل وأفكار بناءة حول تطويره.
وتحدث سموه عن دور وجهود دولة الإمارات في محاربة الإرهاب والتطرف منذ سنوات طويلة قبل أحداث سبتمبر/أيلول الإرهابية ورؤيتها المبكرة للتصدي لتنظيماته ومصادر تمويله ومنابر دعمه، منوهًا إلى التضحيات والمواقف المشرفة التي يسطرها أبناء الإمارات في ساحات العز والواجب والميادين الإنسانية، مضيفاً "إنكم كذلك جنود.. عليكم أمانة وواجبات وتؤدون رسالة لخدمة بلدكم في الخارج".
من جانبهم، أعرب السفراء عن سعادتهم بلقائه وتقديرهم وشكرهم للمتابعة الحثيثة والدائمة من قبل القيادة الحكيمة وتوفيرها كافة سبل النجاح للعمل الدبلوماسي ولأداء رسالتهم وواجبهم الوطني في تحقيق مصالح الدولة وتوثيق عرى التعاون والصداقة مع الدول الشقيقة والصديقة وشعوبها.