دبي ـ جمال أبو سمرا
شدّدت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي على أن دولة الإمارات قدّمت خيرة أبنائها وفلذات أكبادها ضحايا من أجل انتصار مبادئ الحق والعدالة في اليمن، وأضافت أن الدولة تقدم دائمًا القدوة والمثال بالدفاع عن مبادئ الحق والعدل ونصرة الشرعية والمبادئ الإنسانية العادلة. وأشارت إلى أن الإمارات لا تزال تقدم الضحايا في ميدان العمل الإنساني، واعتبرت مقتل خمسة دبلوماسيين إماراتيين في أفغانستان في الشهر الماضي مثالًا حيًا على تضحيات أبناء الإمارات في إعلاء شأن الواجب والحق.
وأكدت، في تصريحات صحافية على هامش اجتماعات البرلمان العربي، أن تعزيز آليات العمل العربي المشترك، وتحويل خطاب التكامل والتضامن العربي الفعال إلى خطة استراتيجية برلمانية عربية واقعية وقابلة للتطبيق، أضحيا ضرورة ملحة باتجاه بناء مستقبل يحفظ لأمة العرب هويتها الحضارية. وقالت: "إننا كممثلين عن الأمة العربية نتحمل مسؤولية بلورة رؤية واضحة للتحديات التي تواجهنا في العالم العربي من الفقر إلى شح المياه وحتى الإرهاب وانتهاك حقوق الأطفال والنساء وحتى سفك الدماء". وأضافت "أن مسؤولية وقف تداعيات الأزمات الممتدة في منطقتنا العربية جعلت بعض دولنا العربية تجاهد، للحفاظ على تماسكها في مواجهة مخططات تستهدف العبث باستقرارها وأمنها ووحدتها الوطنية".
وأشارت القبيسي إلى أن خطاب الكراهية والعنف الذي جلبته الطائفية البغيضة والخطاب الحمائي الذي يؤمن بأن حماية الذات تبرر انتهاك الغير، وأن قوة المعتقد لا تثبت إلا إذا سفكنا من أجلها الدماء، وكلها تحديات داخلية استغلتها قوى خارجية ذات أدوات للتأثير والنفوذ وبث الفرقة بيننا. وأكدت أن السلام الشامل والعادل خيار استراتيجي حافظنا عليه طيلة العقود الماضية، إلا أن عملية السلام لا تزال تراوح مكانها منذ ما يزيد على 20 عامًا، بل إن إسرائيل ما زالت على السياسات ذاتها التي تدمر كل فرص السلام الممكنة. وقالت: "إن علينا كبرلمانيين مسؤولية أساسية في إنقاذ سورية من التمزق والانقسام"، مشددةً في الوقت ذاته على أهمية دعم جهود الهادفة إلى إيجاد توافق شامل، يحافظ على وحدة التراب الليبي وإرساء دعائم الاستقرار.
إلى ذلك ثمّن رؤساء المجالس والبرلمانات العربية المجتمعون بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في ختام المؤتمر الدوري الثاني للبرلمان العربي ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية أمس مبادرة دولة الإمارات الخاصة بتشكيل وزارة للتسامح، وذلك في إطار الدعوة ضمن البيان الختامي للمؤتمر إلى ضرورة العمل على مواجهة الغلو والتطرف من خلال إرساء ثقافة التسامح والاعتدال والوسطية فيما دان المؤتمر احتلال إيران لجزر الإمارات الثلاث مؤكدًا ضرورة وضع خطة عربية موحدة لمنع تمدد طهران.
وشكّلت التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية العربية محورًا رئيسيًا على طاولة المؤتمر، وأكد المجتمعون في بيانهم الختامي إدانة استمرار إيران في احتلال جزر دولة الإمارات الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من دولة الإمارات، والطلب من إيران إنهاء الاحتلال من خلال المباحثات المباشرة مع الإمارات أو التحكيم الدولي.
ودعوا لبناء موقف عربي جماعي في التعامل مع دول الجوار الإقليمي، وبخاصة تدخل إيران، بما يكفل منع تدخلها في تأجيج وإدامة النزاعات الداخلية في الدول العربية، وذلك حمايةً للأمن القومي العربي الذي من بين متطلباته التصدي للضغوط الخارجية والقوى الإقليمية التي تريد العبث بالأمن القومي العربي في ظل غطرسة الكيان الصهيوني والتدخل الإيراني في المنطقة. ودعوة إيران للكف عن السياسات التي من شأنها تغذية النزاعات الطائفية والمذهبية والامتناع عن تكوين ودعم الجماعات والميليشيات التي تؤجج هذه النزاعات في الدول العربية.