أبو ظبي - سعيد المهيري
أكّدت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، رئيسة وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية المشارك، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، في اجتماعات الجمعية الـ 136 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقدة في دكا عاصمة بنغلاديش، أننا بحاجة إلى حلول حقيقية جادة وتسويات سلمية نهائية لمجمل الأزمات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بما ينهي حقبة طويلة من استراتيجية "تدوير" الأزمات وإدارتها لا البحث عن حلول واقعية لها تؤدي إلى تحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
ودعت القبيسي إلى أهمية تبني المقترحات والالتزامات التي تضمنها "إعلان أبوظبي" الذي صدر في ختام "القمة العالمية لرئيسات البرلمانات" وتضمينها في خطة عمل الاتحاد البرلماني الدولي للعمل كشركاء متحدين وملتزمين استشراف وصياغة مستقبل من أجل عالم أفضل ولمواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية والبيئية الكبرى التي تواجه مختلف شعوب ودول العالم.
جاء ذلك في كلمة ألقتها الدكتورة القبيسي خلال اجتماع الجمعية الـ 136 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد بمشاركة وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية الذي ضم علي جاسم أحمد والدكتور محمد عبدالله المحرزي وعفراء راشد البسطي وسعيد صالح الرميثي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، مضيفة أنّه "نجتمع اليوم والعالم يشهد أوضاعاً أكثر تعقيداً مما كانت عليه في اجتماعنا السابق فعلى المستوى الإنساني فإن المآسي التي يتعرض لها الآلاف من المدنيين الأبرياء جراء العمليات الإرهابية تتزايد، والإرهاب بدأ يأخذ درجة غير مسبوقة من التطرف كما أننا منذ اجتماعنا الأخير في جنيف خلال شهر أكتوبر الماضي لم نشهد أي تقدم ملموس في تسوية الأزمات والصراعات التي تتسبب في معاناة ملايين البشر في منطقتنا العربية فأزمة اللاجئين باتت معضلة دولية حقيقية ويكفي الإشارة إلى أن أعداد اللاجئين قد ازدادت خلال العام 2015 فقط بنحو خمسة ملايين لاجئ حسب إحصاءات الأمم المتحدة".
وأكدت القبيسي أن دولة الإمارات تأخذ على عاتقها جانباً كبيراً من مسؤولية اللاجئين كجزء من دورها العالمي في مجال دعمهم وإغاثتهم كونها تتصدر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية عالمياً، حيث يقيم في الإمارات أكثر من 250 ألف سوري واستقبلت أكثر من 123 ألف مواطن سوري خلال السنوات الخمس الأخيرة من خلال حزمة من الإجراءات الإنسانية التي تسهل دخولهم للدولة واستيعابهم فيها، موضحة أنّها "أحدثكم اليوم وبلدي يدفع بين الفينة والأخرى ضريبة باهظة من دماء أبنائه الأبرار جنودنا البواسل من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن حيث تشارك دولة الإمارات ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية الذي ينفذ عملية "إعادة الأمل" لمساعدة الشعب اليمني وحمايته ضد تغول ميلشيات الحوثي وصالح ، وفي هذا الإطار قدمت الإمارات خلال الفترة من أبريل 2015 إلى مارس 2017 مساعدات لليمن بلغت في مجملها نحو 7.3 مليار درهم "2 مليار دولار أميركي""
وأشارت القبيسي إلى أن استهداف العاملين في مجال المشاريع الإنسانية يعتبر تطوراً خطيراً يتطلب من المجتمع الدولي تكثيف العمل لمحاربة التنظيمات المتطرّفة، موضحة أنّه "في الوقت الذي يبدو أن هزيمة تنظيم "داعش" في الموصل باتت وشيكة فإننا ننوه إلى خطر ما بعد "داعش" في ظل احتمالية تفكك هذا التنظيم الإرهابي الدموي وتشظيه بحيث تتحول عناصره المطاردة إلى خطر داهم على كثير من الدول. وذكرت معاليها، أن ممارسات إيران تمثل مصدراً رئيسياً للاضطراب الإقليمي لاسيما ما يتعلق بدعمها السافر للميلشيات المسلحة وخططها التوسعية ذات التوجه المذهبي وتدخلها في الشؤون الداخلية لدولة المنطقة"، ومشددة على أن القضية الفلسطينية ستظل قضيتنا الأولى جميعاً كعرب وأحد أهم مسببات عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.