السيارات الفارهة

لطالما كان أصحاب ومالكو السيارات الفارهة محط أنظار العالم، وباتت الكاميرات والهواتف تلاحقهم أينما حضروا، ووفقًا للتقارير العالمية فإن دولة الإمارات تمتلك عددًا كبيرًا من السيارات الفارهة، وتحتل مكانة متقدمة في هذا المضمار، وضمنها سيارات أجهزة الشرطة مثل شرطة دبي وأبوظبي.

ولا يقتصر الاندهاش والإعجاب بالسيارات الفارهة على أنواعها فقط، بل على أصحاب وهوية مالكيها وطبيعة عملهم أو حياتهم التي تسمح للبعض منهم في امتلاك سيارة قد يتعدى ثمنها 10 ملايين درهم، إلا أن الجديد في الأمر إنشاء مجلس السيارات الفارهة في الإمارات، الذي يعتبر الأول من نوعه في العالم الذي يقوم على أهداف إنسانية واجتماعية وليست ربحية.

230
وكشف رئيس مجلس إدارة مجلس السيارات الفارهة في الإمارات، عبدالمجيد أحمد عبدالله، أن عدد الأشخاص المنضمين إلى المجلس يصل إلى 230 شخصًا، منهم من يمتلك أكثر من سيارة فارهة وإن مجموع أثمان هذه السيارات يتعدى ربع مليار درهم، حيث يبدأ سعر السيارة الفارهة من 500 ألف درهم ويصل إلى 10 ملايين درهم، وأعمارهم تتراوح بين 20 و50 عامًا، ويوجد بينهم 10 من العنصر النسائي من مختلف الجنسيات.

وأكد عبدالمجيد أن فكرة تأسيس المجلس بدأت شهر يونيو من عام 2016 بعدد أعضاء لم يتجاوز وقتها 10 شباب مواطنين، والهدف من إنشاء المجلس هو جمع محبي السيارات الفارهة وتسخير اجتماعهم للأعمال الإنسانية والخيرية والمجتمعية، إضافة إلى المضي قدمًا في سبيل أن تكون الإمارات في صدارة الدول التي تمتلك سيارات فارهة، وهو الأمر الذي يدل على سعادة مواطنيها والقاطنين فيها، وقدرتهم على تحقيق أحلامهم، خاصة بعد زيادة عدد الأعضاء وانضمام جميع الجنسيات والفئات العمرية وانضمام العنصر النسائي أيضًا، وأن العمل خلال الفترة المقبلة سيكون على زيادة عدد الأعضاء إضافة إلى اتخاذ مقر ثابت، حيث يجتمع الأعضاء في نوادي الوكالات أو الأماكن العامة.

أهداف اجتماعية
وأشار عبدالمجيد إلى أن من شروط الانضمام للمجلس السعي نحو تحقيق أهدافه الاجتماعية والإنسانية عبر المشاركة في الفعاليات والمسيرات والتعاون مع عدد من الجهات في إنجاح فعالياتهم، وأنه منذ بداية العام الجاري اعتمد المجلس خطة للاحتفال بعام زايد ومنها المشاركة في الفعاليات المختلفة مثل القرية العالمية ورفع صورة زايد على جبل جيس في رأس الخيمة واحتفالات اليوم الوطني على مدار الأعوام الماضية، إضافة إلى التعاون مع عدد من المستشفيات ودور الأيتام في الدولة لتحقيق أمنية الأطفال في ركوب السيارات الفارهة والتجول بها في الشوارع، ما يدخل البهجة على قلوبهم.

 من جانبه، قال عضو مجلس إدارة مجلس السيارات الفارهة، د.عبدالله المدفع طبيب، إن صور السيارات الفارهة التي تلتقط في الإمارات في أماكن مثل سيتي ووك أو المارينا أو دبي مول تنتشر بسرعة البرق عبر الإنترنت، وهو ما يعتبر ترويجًا للسياحة وللإمارات بطريقة فريدة من نوعها، لافتًا إلى أن الدولة تجمع أكبر عدد من أصحاب السيارات الفارهة في العالم، إلا أن بعضهم لا يرغب في الظهور أو الإعلان عن ذلك، وأن المجلس شارك فيما يقارب من 45 فاعلية مختلفة منذ التأسيس وحصل على عشرات شهادات التقدير والدروع من جهات عدة.

سعادة الجمهور
ولفت قيس صدقي إلى أنه في بعض الفعاليات التي تحتاج إلى تصاريح تنضم سيارات الشرطة إلى المسيرة إيمانًا منهم بالدور الذي يقوم به المجلس، وخاصة في ظل سعادة الجمهور من جميع الجنسيات وتسابقهم لالتقاط الصور المختلفة، منوهًا بأنه في منطقة لاست إكزت، ترك الجمهور مقاعدهم في المطاعم وهرولوا إلى الخارج عند دخول السيارات إلى المنطقة في مشهد قد لا يوجد إلا في الإمارات.

وأوضح صدقي أن المجلس يمتلك 3 طائرات من دون طيار، وبعض من أعضائه متخصصون في التصوير باحترافية، لتصوير وتوثيق الفعاليات عبر الجهود الذاتية، خاصة وأن المجلس لا يقوم على أي أساس ربحي، منوهًا بأن المجلس يضم أشخاصًا من كافة دول العالم ممن اجتمعوا على حب الإمارات والرغبة في تقديم نشاط إنساني واجتماعي، كما يرتبط بصلة وثيقة بمجلس السيارات الفارهة في الكويت وعمان والسعودية، ويتم الاجتماع معهم سنويًا، كما أقيمت فعالية مسبقة في سلطنة عمان وحققت نجاحًا كبيرًا وصدى عالمي.

مبادرة إنسانية
وأبرز عبدالمجيد أحمد أنه احتفالًا بيوم الشهيد قام المجلس بزيارة أبناء الشهداء في منازلهم ومنحهم فرصة ركوب السيارات التي تستهويهم حسب أنواعها والتجول بها في شوارع المدينة وكانت فرحتهم كبيرة بطريقة لا توصف، كذلك شارك الفريق في احتفالات اليوم الوطني بعدة فعاليات مختلفة على مستوى الدولة، مفيدًا بأن أكبر تجمع للسيارات الفارهة في تاريخ المجلس كان في يوم العلم، حيث تم تجميع ما يقارب من 80 سيارة فارهة طافت الشوارع في مسيرات كبيرة شكلت لوحات جمالية.

سيارات مميزة
على عكس المعروف أو المتداول أن أصحاب السيارات الفارهة يحرصون على اقتناء أرقام مميزة، أشار د. عبدالله المدفع إلى أن معظم أصحاب السيارات الفارهة لا يعتمدون الأرقام المميزة، بل على العكس غالبًا ما يكون الرقم ثلاثيًا أو رباعيًا لتحقيق المزيد من الخصوصية باعتبار أنه يمكن الاستعلام عن صاحب الرقم، مبينًا بأن الاندهاش الذي يحصده صاحب السيارة الفارهة بناء على نوعها وشكلها وليس رقمها، وأن الأمر لا يحتاج إلى المزيد عبر اقتناء أرقام مميزة.