عدن ـ عبدالغني يحيى
أشاد محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني، بالانتصارات المتتالية التي حققتها قوات النخبة الحضرمية، وبمساندة قوية من قيادة التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، على عناصر تنظيم القاعدة، وإلحاق خسائر فادحة بهم في وادي المسيني، غربي مدينة المكلا.
ووجه التهنئة لأبناء حضرموت كافة، شاكراً جهود دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة لتقديمهم كل أوجه الدعم والمساندة في معركة حضرموت ضد العناصر الإرهابية، للقضاء على شأفة الإرهاب وشروره.
وقال المحافظ في حوار مع «الاتحاد»، إن آليات حماية المحافظة من شرور تلك العناصر الإرهابية متعددة، وتشمل رفع درجة الجاهزية وكفاءة الأجهزة العسكرية والأمنية، والتنسيق مع قوات التحالف العربي، وأيضاً تعزيز مشاركة المجتمع في عملية حفظ الأمن، مشيداً بتجربة قيام بعض المواطنين بمجموعة من المهام في مجال الأمن والتنسيق والتعاون تشكيل لجان أهلية مشتركة، وهي مهمة وتجربة مفيدة، ستستمر مستقبلاً، وتسعى السلطات لتطويرها.
وأضاف المحافظ فرج سالمين البحسني أن مدينة المكلا، ومدن ساحل حضرموت تعيش الآن في أجواء مفعمة بالأمن والأمان، وهي تستعد للاحتفال بالذكرى الثانية لتحريرها من سيطرة تنظيم القاعدة في شهر أبريل 2016م، موضحاً أن مستوى التهديد يظل محدوداً، ويتمثل في محاولة بعض هذه العناصر القيام بأي عمل تخريبي، وبأي عمل يكدر صفو أمن المواطنين، مبيّناً أن القوة العسكرية والأمنية والاستخباراتية في حضرموت على أهبة الاستعداد للتصدي لأي محاولة، مشيراً إلى إحباط الكثير من المحاولات لزعزعة الأمن والاستقرار، منها إحباط محاولة لعناصر أرادت أن تهاجم بعض المواقع العسكرية في دوعن.
دعم الإمارات عزز صمودنا
وأمام هذه الأوضاع الأمنية والعسكرية، أوضح محافظ حضرموت، اللواء فرج البحسني، أن الدعم الإماراتي المقدم لحضرموت شمل كل المجالات، وثمّن ذلك الدعم اللا محدود، وقال: «لولا دعم دولة الإمارات، لما استطعنا الوقوف على أقدامنا، وإتمام عملية تحرير مدينة المكلا، ومدن ساحل حضرموت من سيطرة تنظيم القاعدة».
وتابع المحافظ حديثه لـ «الاتحاد» قائلاً: «الدعم الإماراتي العسكري والأمني الذي قدمته لحضرموت، أثناء التحضير لعملية التحرير، وأثناء تثبيت عملية الأمن، كان نموذجياً ورائداً»، وأضاف: «بعد ذلك الدعم لإنجاز عملية التحرير تلاه دعم مباشر للمواطنين، سواء كان من خلال برامج الإغاثة، وأيضاً برامج دعم متطلبات الحياة بعد العودة السريعة، وتطبيع الحياة في المدن المحررة، مؤكداً أن كل القطاعات نالت في حضرموت اهتماماً غير عادي من قبل القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، منها: الموانئ، الكهرباء، المطارات، التربية والتعليم، الصحة، الزراعة، المياه، وقطاعات أخرى مختلفة.
وخلال الحوار، استحضر المحافظ البحسني، العلاقة بين حضرموت، ودولة الإمارات التي عدّها «قديمة جداً وتاريخية، وأن الشعب اليمني يحظى باهتمام ودعم ومساندة من الأشقاء في الإمارات، وهناك تفهم كبير لمتطلبات ومشكلات واحتياجات حضرموت في هذه المرحلة».
وتابع محافظ حضرموت، لا ننسى في هذا المقام أن نتقدم بخالص الشكر والتقدير لقيادة دولة الإمارات على مواقفها التاريخية تجاه الشعب اليمني، وعلى كل ما قدموه لتطهير المحافظات المحررة من ميليشيات الحوثي الإجرامية وتحرير حضرموت حتى تخلصت من قوى الشر والإرهاب، موضحاً «تحرير حضرموت مرتبط بدعم قوي وسخي قدمته دولة الإمارات خلال مرحلة التحرير، وتلاه دعم مستمر أيضا خلال مرحلة تثبيت الأمن والاستقرار فيها».
وأكد محافظ حضرموت، أن المساندة الإماراتية عززت المجالات الاقتصادية في حضرموت، وتضمنت دعماً سخياً للبنية التحتية، وخاصة في القطاعات المهمة: مثل قطاع الكهرباء، وقطاع الصحة والقطاعات الأخرى التي تلامس احتياجات المواطنين، وتحظى باهتمام مماثل في عموم مديريات محافظة حضرموت.
التنسيق مع حكومة «الشرعية»
وعن مستوى التنسيق بين السلطة المحلية في حضرموت، وحكومة الشرعية، وقيادة التحالف العربي، قال محافظ حضرموت، إن نجاح جهود التنمية واستقرار حضرموت، مرهون بمستوى تلك العلاقة المتينة بين الأطراف الثلاثة، «فلولا هذا التنسيق المنظم والمرتب مع قيادة الشرعية وقيادة التحالف لما توصلنا إلى هذه النتائج الجيدة»، وأكد البحسني أنه «يعمل تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي، وحكومته الشرعية». معبّراً عن خالص تقديره وشكره، لمستوى ذلك التنسيق، ومستوى التعاون، في سبيل حل المعضلات الأمنية وتعزيز الاستقرار، وعودة الحياة إلى طبيعتها، ولفت إلى أن المستوى الجيد من التنسيق هو «دليل واضح يجسد كل النجاحات التي تحققت في حضرموت»، مضيفاً «نعمل في حضرموت يداً بيد، وبروح الفريق الواحد، مع قيادة التحالف الموجودة في المكلا وكل الجهات المعنية».
وأشار اللواء فرج سالمين البحسني، إلى الاستقرار الأمني والخدمي، الذي تعيشه حضرموت، كنموذج للمحافظات المحررة، والتي «عرفت منذ الأزل حبها للاستقرار، وتطلعها للأمن والأمان، وحبها للانضباط والنظام، بهدف تثبيت دعائم الدولة والحكومة ومؤسساتها»، ومضى بالقول إن هذه الأمور ليست جديدة على حضرموت، فعندما توجد هناك سلطة ترعى المصلحة العامة وتخدم الناس، فإن المواطنين يسارعون إلى التعاون معها، مشيداً بدور المواطنين وتفهمهم للظروف الراهنة، وأنه كان لهم دور في مساعدة السلطة في أمور كثيرة، لإنجاح عملها منذ اللحظات الأولى لوجودها بعد ملحمة التحرير، إذ كانوا سباقين في مراقبة العناصر الإرهابية، والإبلاغ عنها، ومساعدة الأجهزة الأمنية في القبض على تلك المجموعات الإرهابية، مؤكداً أن تلك الأمور مجتمعة، إضافة إلى جاهزية الأجهزة العسكرية والأمنية، وتعاون الأخوة في قيادة التحالف العربي جعلت تجربة واستقرار حضرموت ناجحة جداً ونموذجاً لبقية المحافظات المحررة.
وأشار اللواء البحسني، إلى جملة من الصعوبات التي واجهتهم في عملهم، وحدت من تطلعات السلطة المحلية وأبناء المحافظة كافة في حضرموت، من أبرزها: شح الإمكانات والموارد المالية، واعتماد المحافظة على موارد ضئيلة جداً يتم تحصيلها محلياً، وهذا «أكبر عائق يواجهنا في هذه المرحلة».
وتمنّى المحافظ أن يكون هناك تفكير من قيادة الشرعية وقيادة التحالف العربي لمساعدتهم أكثر لتطوير بعض الموارد، لكي تقوم السلطة بواجباتها، ومهامها تجاه التنمية، وتجاه مساعدة المواطنين في هذه المرحلة الحرجة، ولم يفت المحافظ التأكيد على أن الطموحات كبيرة، والآمال أكبر، ومتطلبات المواطنين تتزايد، ويحتاجون إلى المساعدة في أمور كثيرة تهم حياتهم المعيشية، ولكن قلة الموارد المالية المتاحة تقف حاجزاً في طريقها.
فعلى سبيل المثال، هناك مشكلة الانقطاعات الكهربائية المستمرة التي تؤرق السلطة المحلية والمواطنين، لأنها مشكلة عويصة لا تزال دون حل منذ عقود طويلة، ويأمل المواطنون من حل عاجل لها، خاصة مع مساعدات الإمارات ومبادراتها التنموية لمساعدة الشعب اليمني، ونزول لجنة إماراتية لتلمس تلك الاحتياجات العاجلة وتقييمها، تمهيداً لوضع الحلول الجذرية لها.
وأشار محافظ حضرموت إلى الجهود الرائدة والمتعددة التي تبذلها دولة الإمارات العربية المتحدة وعبر ذراعها الإنساني «الهلال الأحمر»، لتذليل الصعاب وتخفيف معاناة المواطنين في مختلف المحافظات اليمنية المحررة، ومنها حضرموت، كطريق وهدف خطه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، وباني نهضتها،طيب الله ثراه ، تجاه الأشقاء، وتأكيداً على دورها الإنساني والتنموي الريادي بمختلف المجالات، حيث تحظى كل تلك الجهود بالإعجاب والتقدير من جانب مواطني المحافظات المحررة، ونؤكد أن للإمارات، قيادة وحكومة وشعباً، في حضرموت مكانة خاصة فهي جسر الإنسانية، ومنها ومعها انطلقت بشائر الخير والتحرير والأمن والأمان.
محاولات يائسة من قوى الشر
وحول الأمن في المكلا، ومدن ساحل حضرموت، أشار المحافظ إلى محاولات يائسة تظهر من وقت لآخر من قوى الشر المتربصة في هذه المرحلة، وتستهدف النيل من النخبة الحضرمية، ودورها الأمني الكبير، وخلق بلبلة، وصنّفها المحافظ ضمن إطار العمل العدائي الذي تقوم به تلك القوى المعادية للشعب اليمني».
وأكد أن النخبة الحضرمية، تم تدريبها وتأهليها بدعم من دولة الإمارات، وأسهمت في تثبيت الأمن والاستقرار في المكلا، ومدن ساحل حضرموت، وكان لها دور كبير في تطبيع أوضاع السكان، والتخفيف من معاناتهم.
وعما تروّج له بعض المنظمات، عن وجود معتقلين على ذمة قضايا إرهابية لم تتم إحالتهم إلى النيابة العامة، وسجون سرية في المكلا، في مخالفة صريحة للقانون، قال محافظ حضرموت، إنها «مغالطات قيلت منذ دخولنا مدينة المكلا إثر تحريرها» وتقودها مؤسسات وعناصر وقوى معادية تعمل على هذا الملف.
وأكد المحافظ البحسني، أن الحقيقة انجلت بوجود لجان قانونية، ولجان حقوقية زارت حضرموت، وزارت ما تسمى بالسجون، ولم تجد أي سجن غير قانوني، أو غير شرعي، ولذلك «هذه الأمور هدفها سياسي، وتشويه النجاحات المحققة في حضرموت» ولفت المحافظ إلى وجود سجن مركزي في المكلا - متطور جداً - تم تأهيله بعد الأضرار التي لحقت به، ويتناسب مع متطلبات السجون المعمول بها في كل دول العالم، ودعا محافظ حضرموت أي جهة حقوقية، سواء كانت محلية، عربية أو دولية، أن تزور السجون، والسجن المركزي، للتحقق من ذلك وكشف الحقائق .
ورد محافظ حضرموت، على تلك الأقاويل التي تدعي أن حضرموت ليست وحدة واحدة ساحلاً ووادياً، وأن هناك مطالبات لتقسيمها، قائلاً: «هذه أقاويل مغرضة، وكلام يردده أعداء حضرموت، والوطن عموماً، فحضرموت عُرفت بوحدة إدارية واحدة منذ الأزل، وأبناؤها يعرفون ذلك، وأنهم متماسكون وملتفون حول هذا المفهوم، ولن يسمحوا بأي حال من الأحوال أن تتسرب مثل هذه الأطروحات أو أن تلقى رواجاً داخلهم، أو أن يتبناها أحد منهم».