دبي -جمال أبو سمرا
أكدت وزارة الطاقة والصناعة، أن دولة الإمارات حريصة على إدارة موارد المياه والاستثمار في هذا القطاع، لتحقيق السعادة، من خلال توفير المياه العذبة لجميع أفراد المجتمع، حيث تعمل الوزارة حالياً على تطوير البرنامج الوطني لإدارة الطلب، وترشيد استهلاك الطاقة والمياه، بهدف وصول استهلاك الفرد في الدولة إلى متوسط الاستهلاك العالمي، وشاركت الدولة، العالم، احتفاله باليوم العالمي للمياه، الذي يصادف 22 مارس/آذار، أمس الخميس، ويحمل هذا العام شعار “الطبيعة لأجل المياه”.
وشدّد وكيل وزارة الطاقة والصناعة، الدكتور مطر حامد النيادي، على أهمية المحافظة على المياه وتقليل استهلاكها، وتنويع مصادرها لضمان استدامة توفرها للأجيال القادمة، مشيراً في هذا الصدد إلى الترابط بين الماء وعناصر التنمية المستدامة، وأشار إلى جهود ومبادرات دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال الأمن المائي والحفاظ على الثروة المائية وتحسين طرق إدارتها، والاستفادة من المصادر البديلة، كالمياه المعالجة في الزراعة والتكيف المناطقي والصناعة، وذلك للتقليل من استهلاك المياه الجوفية والمياه المحلاة، لافتًا إلى أن السعة التصميمية لمحطات معالجة الصرف الصحي في الدولة، تبلغ 875 مليون متر مكعب في السنة، وبلغ إنتاج مياه الصرف الصحي المعالجة 733 مليون متر مكعب في السنة، ويبلغ كمية مياه الصرف الصحي المعالجة المعاد استخدامها، 479 مليون متر مكعب في السنة.
وقال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، سعيد محمد الطاير، إن اليوم العالمي للمياه، الذي يصادف 22 من مارس كل عام، مناسبة عالمية وفرصة مثالية لرفع الوعي حول قضايا المياه وتحدياتها، وإلهام المعنيين باتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فارق وإدارة الموارد المائية إدارة مستدامة، لا سيما في ظل تفاقم حالة الأمن المائي في العالم، والنمو السكاني المطرد، إذ يعيش حالياً أكثر من 663 مليون شخص بدون إمدادات للمياه الصالحة للشرب على مقربة من منازلهم، فهم يقضون ساعات لا تحصى، أو يقطعون مسافات بعيدة للحصول على المياه، أو يواجهون الآثار الصحية لاستخدام المياه الملوثة.
وتابع الطاير في كلمة له، أن الماء عصب الحياة، ورافد أساسي لخلق فرص العمل ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية “ويلفت اليوم العالمي للمياه 2018 الأنظار إلى أهمية إيجاد الحلول المستدامة المعتمدة على البيئة والطبيعية، وهو ما يعنيه شعار هذا العام “الطبيعة لأجل المياه”، فمن خلال الحلول المعتمدة على البيئة، يمكن حل الكثير من التحديات، ومن ذلك، زراعة الغابات الجديدة، وإعادة تأهيل الأراضي الرطبة، واستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة في تحلية وإنتاج المياه، وفصل إنتاج الكهرباء عن المياه، وغيره، نحن في هيئة كهرباء ومياه دبي، نستلهم خططنا واستراتيجياتنا من الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدعم التنمية المستدامة الشاملة بجميع جوانبها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، من خلال مبادرات طموحة، ومشاريع تنموية مستدامة، تحقيقاً لأهداف مئوية الإمارات 2071، التي تشكل خريطة طريق للعمل الحكومي طويل المدى، وترسم الطريق نحو إمارات المستقبل، ورؤية الإمارات، لجعل دولة الإمارات من أفضل دول العالم 2021، وخطة دبي 2021 الهادفة إلى تأمين مستقبل مستدام، وغدٍ أفضل للأجيال المقبلة، الهيئة ماضية في عملية فصل إنتاج الكهرباء عن تحلية المياه، والوصول إلى إنتاج 100 % من المياه المحلاة بحلول عام 2030، بمزيج من الطاقة النظيفة الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والحرارة المفقودة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً، وفي ما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه، فوفقاً للاستراتيجية الموضوعة، فإن 100 % من إنتاج دبي من المياه المحلاة عام 2030، سيأتي من مزيج من الطاقة النظيفة، التي تجمع بين مصادر الطاقة المتجددة، والاعتماد على استخدام الحرارة المفقودة، ومن المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية لاستخدام تقنية التناضح العكسي إلى 305 ملايين غالون من المياه المحلاة يومياً، بحلول عام 2030، بارتفاع يصل إلى 41 %، مقارنة بـ 5 % من إجمالي الإنتاج في وقتنا الحالي، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار، أن القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة سترتفع عام 2030، لتصل لـ 750 مليون غالون يومياً، مقارنة بـ 470 مليون غالون يومياً حالياً، كما أن زيادة الكفاءة التشغيلية لفصل عملية تحلية المياه عن إنتاج الكهرباء، ستوفر ما يقارب 13 مليار درهم لغاية 2030، وتخفيض 43 مليون طن من انبعاثات الكربون حتى عام 2030.
واحتفلت إدارة البيئة في بلدية دبي، بالمناسبة في الاتحاد مول، تحت شعار “الطبيعة لأجل الحياة”، واستمرت الفعاليات لثلاثة أيام، ويأتي الاحتفال هذا العام، بالتزامن مع احتفالات الدولة بـ “عام زايد”، حيث أبدى المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اهتماماً كبيراً بمشاريع تدعم البيئة وتحافظ عليها وعلى مواردها الطبيعية.
وأكد مساعد المدير العام لقطاع رقابة البيئة والصحة والسلامة، خالد شريف، أهمية نشر الوعي البيئي من خلال برامج وأنشطة وفعاليات، مشيراً إلى أن العالم يحتفل في الثاني والعشرين من مارس من كل عام، باليوم العالمي للمياه، لأهميّة هذا الموضوع، فالأرقام الإحصائيّة تشير إلى أن نصيب كل فردٍ عربي من المياه في تناقص مستمر، والذي يعود لأسبابٍ عديدة، أبرزها القضايا المؤدية إلى التغير المناخي، مشددًا على أن بلدية دبي، تعمل على العديد من المشاريع التي تم اعتمادها من قبل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، في سبتمبر 2015، وتهدف هذه المشاريع والمبادرات والبرامج الفنية والتوعوية، إلى الوصول إلى ميزان مائي متوازن من المياه الجوفية في الإمارة، من خلال تطبيق مفاهيم الإدارة المستدامة للمياه الجوفية في الإمارة، وبرامج الاستخدام المرشد للمياه الجوفية حسب مراحله.
وذكرت مدير إدارة البيئة ببلدية دبي، المهندسة علياء الهرمودي، أن الإدارة سعت بشكل مباشر، إلى تفعيل سياسة المياه الجوفية، تحت شعار “مياهنا الجوفية.. استدامتها أمانة”، بإطلاق وتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات، والهادفة إلى استدامة هذا المورد الثمين، منذ 2015، كما أشارت إلى أن السياسة تضمنت ستة مخرجات أساسية، تتمثل في: تحديد مناطق الحماية لموارد المياه الجوفية، التحكم في كميات المياه الجوفية المسحوبة، تطوير مؤشرات أداء استدامة المياه الجوفية، وتعزيز الجدوى الاقتصادية للاستخدامات المختلفة للمياه الجوفية، وتطوير برامج توعية للتعريف بأهمية المياه الجوفية وطرق المحافظة عليها، وتطوير منظومة متكاملة لإدارة المياه الجوفية في الإمارة، تشتمل على أنظمة عمل وبرامج تنفيذية.
وقالت: “ومن هنا، وجب وضع قضية المياه على رأس سلم الأولويّات الاستراتيجيّة في الدولة، والسعي إلى وضع الدراسات العلميّة لإدارة وتطوير المصادر المائيّة”، وذكرت تسنيم الفلاسي رئيسة قسم التوعية البيئية، أن الهدف من الاحتفال بمناسبة اليوم العالمي للمياه، هو نشر الوعي البيئي والسلوك البيئي الإيجابي لكافة أفراد المجتمع، لتعزيز انتمائهم لعناصر الأرض الثلاثة، الهواء والماء والتربة، وخاصة عنصر المياه منها للتعرف إلى المشاكل التي تواجه قطاع المياه، وتحدد أولويات استغلالها.
ونظمت جامعة الإمارات ورش عمل تطبيقية حقلية عن آبار المياه ونوعيتها، ضمن احتفالاتها باليوم العالمي للمياه. وشاركت كلية العلوم بعدد من الفعاليات المتعلقة بقضية المياه وسبل الحفاظ عليها، وأوضح عميد كلية العلوم، الدكتور أحمد مراد، أن مشاركة كلية العلوم في جامعة الإمارات للاحتفال باليوم العالمي للمياه، تهدف إلى تسليط الضوء على الدور الحيوي والهام الذي يمثله قطاع موارد المياه، والتأكيد على أهمية مشاركة أفراده في دعم جهود دولة الإمارات، الهادفة إلى إدارة وتنمية الموارد المائية، والمحافظة عليها من الاستنزاف والهدر، واعتبر اليوم فعالية عالمية، وفرصة لرفع الوعي وتثقيف المجتمع وطلبة الجامعة بالأمور المتصلة بالمياه.
ونظمت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالشارقة، فرع خورفكان، أمس، فعالية بمناسبة اليوم العالمي للمياه، في مستشفى مدينة خورفكان، تضمن أنشطة وبرامج عدة، من بينها ركن خاص للتعريف بهذا اليوم، وتوزيع بروشورات توعوية على الجمهور، وعمل مجسم للنباتات لإبراز كيفية المحافظة على المياه وعدم الإسراف فيها، في ظل مشاركة حيوية وتعاون لافت من قبل هيئة كهرباء ومياه الشارقة ومستشفى مدينة خورفكان، وقالت رئيس هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، هنا سيف السويدي، ”نحرص على تنظيم احتفالية سنوية في اليوم العالمي للمياه، الذي يصادف الثاني والعشرين من مارس من كل عام، ونحتفل مع كل العالم في هذا اليوم، الذي أقرته الأمم المتحدة، لنسلط الضوء على قضايا المياه والتوعية بأهمية الموارد المائية، ومواجهة الطلب المتزايد عليها، وتطوير الإدارة المتكاملة لمصادر المياه، بالإضافة إلى أهمية السعي إلى إيجاد مصادر جديدة لمياه الشرب”.
واحتفلت بلدية الفجيرة ممثلة بإدارة الخدمات العامة والبيئة - قسم حماية البيئة باليوم العالمي للمياه تحت شعار “الجواب في الطبيعة”، وذلك للكشف عن كيفية استخدام الطبيعة للتصدي لتحديات القرن الـ21 والأضرار البيئية المرتبطة بتغير المناخ، ونظمت البلدية ورشة توعوية لموظفي مركز التنمية الاجتماعية وتوزيع شخصية “مرجان” عبوات مياه عليها نصائح لترشيد استهلاك المياه وبروشورات وملصقات توعوية للمتعاملين بصالة في المركز والبلدية.