الرئيس الأميركي دونالد ترامب

شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، هجوماً عنيفاً على قاضي المحكمة العسكرية الأميركية التي قررت عدم سجن بووي بيرغدال، الرقيب (شاويش) الأميركي الذي واجه تهمة الخيانة العظمى لأنه كان "صديق طالبان"، عندما أسرته في أفغانستان. وغرد ترامب في صفحته في "تويتر"، بأن عدم السجن إساءة كاملة لوطننا، ولقواتنا المسلحة.

وقال ايوجين فيديل، محامي بيرغدال، السبت، إن تصريحات ترامب، قبل وبعد الحكم، يمكن أن تبرئ موكلي تماماً، وليس فقط عدم الحكم بسجنه. وكان الكولونيل جفري ننسي، رئيس المحكمة العسكرية، حكم على بيرغدال بالطرد من القوات المسلحة، وعدم الحصول على معاش وعلى علاج صحي من القوات المسلحة، والغرامة 10 آلاف دولار. وذلك بعد أن اعترف بيرغدال بأنه ترك زملاءه وهم يواجهون عدواً، وكان بيرغدال يواجه تهمة "الخيانة العظمى"، وعقوبتها السجن المؤبد.

وأضاف القاضي أنه لم يتأثر بتصريحات ترامب عن بيرغدال. لكن، وصف القاضي التصريحات بأنها غير لائقة بسبب تأكيده أن المحاكمة ستكون عادلة. وكان بيرغدال قد ألقي القبض عليه في أفغانستان عام 2009 بعدما ترك موقعه القتالي وتم احتجازه من قبل حركة طالبان، قبل أن يتم إطلاق سراحه في إطار اتفاق تبادل سجناء في عام 2014.

وأثار إطلاق سراحه جدلاً، ففي مقابل حريته، وافقت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على إطلاق سراح خمسة من معتقلي "طالبان" من السجن العسكري في خليج غوانتانامو بكوبا. وقد أصيب عدة جنود أميركيين خلال عدة محاولات لتحريره. ويأتي الحكم في ختام إجراءات محاكمة عسكرية لبيرغدال (31 عاماً) في فورت براج بولاية نورث كارولينا.

وصرح متحدث باسم المحكمة أن القاضي أصدر أيضاً حكماً بأن يتم خفض رتبة بيرغدال من رقيب إلى جندي، ويكون ملزماً بدفع غرامة قدرها ألف دولار من مستحقاته طوال الأشهر العشرة المقبلة. وفي الأسبوع الماضي، توقع خبراء قانونيون وعسكريون أميركيون أن الإساءات التي وجهها ترمب لبيرغدال ربما ستؤثر على قانونية الإجراءات ضده. وربما ستثير أسئلة حول عدالة المحاكمة.
 
وكان ترامب بدأ الإساءات ضد بيرغدال في العام الماضي، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية. وكان من أوائل الذين وصفوه بتهمة الخيانة العظمى، قبل أن تصبح تهمة رسمية ضده. وعندما بدأت المحاكمة، قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن المحكمة العسكرية استمعت إلى أجزاء من تصريحات ترمب خلال الحملة الانتخابية، خصوصاً قوله إن بيرغدال "خائن قذر عفن".

وفي العام الماضي، بدأت إجراءات محاكمة بيرغدال (31 عاماً) أمام الهيئة القضائية العسكرية في البنتاغون. وقبل أكثر من 5 أعوام، كانت اعتقلته طالبان في جبال شمال شرقي أفغانستان، كما قال بيرغدال للمحققين العسكريين. لكن، قال زملاؤه إنه تركهم وذهب إلى طالبان. ولم تتضح تفاصيل العملية العسكرية بين الأميركيين وطالبان، والتي ترك خلالها بيرغدال زملاءه. وفي عام 2105، أطلقت طالبان سراح بيرغدال، كجزء من صفقة، أطلق فيها البنتاغون سراح عدد من قادة طالبان كانوا معتقلين في قاعدة غوانتانامو العسكرية لأكثر من 10 أعوام.

وفي ذلك الوقت، تناقلت أخبار أنواع الاتهامات ضد بيرغدال، ومنها أنه سيحاكم بتهمة الهروب من قواته، والانضمام إلى قوات الأعداء. لكن، صعد جنرالات في البنتاغون، وسياسيون جمهوريون، الاتهامات إلى أكبر من ذلك، إلى الخيانة العظمي، وذلك لأن اللجنة العسكرية التي حققت مع بيرغدال، بعد عودته من أفغانستان، حصلت على أدلة بأنه قدم معلومات عن القوات الأميركية إلى طالبان.

ولكن، في الجانب الآخر، وخلال المحاكمة، قدم محامي بيرغدال شهوداً من البنتاغون قالوا إن بيرغدال، بعد عودته، قدم معلومات سرية هامة عن طالبان. وكان الرئيس السابق باراك أوباما أشاد ببيرغدال، عندما أطلقت طالبان سراحه. وذهب بيرغدال إلى البيت الأبيض، وحضر احتفالاً بمناسبة عودته إلى وطنه. وقال أوباما: غاب الرقيب بيرغدال عن أعياد الميلاد، وأعياد عائلية، ولحظات سعيدة مع العائلة والأصدقاء، بالنسبة لنا، كانت تلك الأعياد أمراً عادياً. لكن، بالنسبة لبيرغدال، لم ينسه والده الذي كان يصلي له كل يوم. ولم تنسه أخته، التي كانت تصلي لعودته سالماً... وأيضاً، لم ينسه جيرانه وأصدقاؤه، ولم ينسه معارفه، ولا حيث كان يعيش في ولاية إيداهو، ولا في القوات المسلحة. وطبعاً، لم تنسه الحكومة الأميركية، وذلك لأن الحكومة الأميركية لا تترك رجالها ونساءها وراءها.

في العام الماضي، خلال الحملة الانتخابية الرئاسية، انتقد ترامب تصريحات أوباما هذه، ووصف بيرغدال بالخيانة العظمى. مرة، سأل ترامب "هل يعقل أن رئيس الولايات المتحدة يشيد بجندي خان وطنه؟ هل يعقل أن يدعو أوباما إلى البيت الأبيض جندياً خائناً؟".