دبي - صوت الامارات
دانت دولة الإمارات العربية المتحدة حادث الدهس الإرهابي الذي استهدف أحد الأسواق في العاصمة الألمانية برلين، وأسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أمس، مواقف الدولة الثابت تجاه نبذ العنف والإرهاب بمختلف أشكاله وصوره، وما ينجم عنه من ضحايا وترويع للآمنين مهما كانت الدوافع والمسببات.
وشددت على أن هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين الأبرياء تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والشرائع السماوية كافة معربة عن تعازي دولة الإمارات إلى أهالي الضحايا وتمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
ودعت إلى ضرورة تكاتف كل دول العالم لمواجهة الأعمال الإجرامية والإرهابية التي تسعى إلى نشر الفوضى وإرهاب الشعوب والدول.
إلى ذلك، اعتبر معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية أن الهجمات الإرهابية المتكررة، تشكل تحدياً كبيراً للمجتمعات. وقال معاليه في تغريدة على «تويتر»، إن «تكرار الجرائم الإرهابية دليل على التحدي الكبير الذي يواجه المجتمعات المتحضرة ويهددها في أمنها وسلامة مواطنيها، العنف هو المشكلة لا الحل».
وتبنى تنظيم «داعش» الاعتداء وفق ما أفادت به وكالة أعماق المرتبطة بالتنظيم الإرهابي، مؤكدة أن من نفذ الهجوم
كان استجابة لنداءات استهداف «رعايا دول التحالف الدولي».
إلى ذلك، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس، أن الهجوم الذي استهدف مرتادي سوق لعيد الميلاد في برلين، كان عملاً إرهابياً. وقالت في مؤتمر صحفي، إن بلادها لن تقف مكتوفة أمام الاعتداءات الإرهابية، متعهدة محاكمة منفذي الهجوم بالوسائل المتاحة كافة. وأكدت ميركل أنها «مصدومة ومهتزة وحزينة بشدة».
إلى ذلك، أعلن الادعاء العام الألماني مساء أمس، إخلاء سبيل الرجل الذي اعتقل في وقت سابق للاشتباه في أنه منفذ هجوم الدهس، وأوضح الادعاء أنه لم يصدر أمر اعتقال بحق الرجل في حين أعلن وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أمس، أن الموقوف الذي يشتبه في أنه سائق الشاحنة التي اقتحمت سوق الميلاد في برلين نفى ضلوعه في الهجوم وهو طالب لجوء باكستاني. وقال الوزير لصحفيين، إن الموقوف «نفى ضلوعه»، مضيفاً أنه باكستاني وصل إلى ألمانيا في 31 ديسمبر 2015 طالباً اللجوء.
وعلى صعيد متصل، أعلنت وزارة الداخلية المحلية في مقاطعة براندنبورغ الألمانية، أن البولندي الذي عثر على جثته في الشاحنة التي اقتحمت سوق الميلاد «قتل بالرصاص».
وحسب المتحدث باسم الوزارة في المقاطعة المجاورة لبرلين، فإن الوزير كارل هاينز شروتر، أفاد أن «بين الضحايا شخصا قتل بالرصاص»، موضحاً أنه «مواطن بولندي، هو ضحية وليس مهاجماً». والشاحنة التي نفذ بها الهجوم، سوداء اللون، وتحمل لوحة تسجيل بولندية، ويرجح أنها سرقت من ورشة، حسب تغريدات للشرطة.
وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية، أن أسواق عيد الميلاد في برلين أغلقت أمس حداداً على أرواح ضحايا الهجوم.
وفي السياق ذاته، حذر نوربرت لامرت رئيس البرلمان الألماني من الاستغلال السياسي لهجوم برلين.
وقال لامرت أمس، «لا يجوز أن يستدرجنا الغضب واليأس، حتى في هذه الأوقات العصيبة، إلى التعجل في تبادل الاتهامات والدعوة إلى الحلول السهلة». وتابع قائلاً: «إن من يصدر مثل هذه التصريحات العامة، بعد وقت قصير فقط من الهجوم، لا يرغب في الإسهام في التوصل لحل للمشكلة، وإنما يرغب في استغلال الهجوم لأهداف خاصة».
إلى ذلك، قرر وزراء داخلية الحكومة الاتحادية والولايات الألمانية توسيع نطاق الإجراءات الأمنية الاحترازية خلال ليلة رأس السنة، وكذلك الفعاليات الكبرى بعد حادث الدهس.
وتواصلت ردود الأفعال العربية والدولية المنددة بحادث الدهس الذي شهدته العاصمة الألمانية برلين، فمن جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في بيان، إن «هذا العمل الإجرامي يأتي كحلقة جديدة من حلقات مسلسل استهداف الإرهاب الأعمى للأبرياء من دون تمييز وفي مختلف مناطق العالم».
وعلى الصعيد الخليجي، استنكرت المملكة العربية السعودية بشدة حادث الدهس في برلين، مؤكدة ضرورة تكاتف الجهود لمحاربة الأعمال الإجرامية والإرهابية كافة.
بدورها، قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان، إن «الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين الأبرياء تتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية والشرائع السماوية»، مجددة موقف دولة قطر الرافض «للعنف والإرهاب مهما كانت الدوافع والمسببات».
من جهتها، أكدت وزارة الخارجية البحرينية في بيان تضامن المملكة مع ألمانيا «في هذا الحادث الأليم»، وتأييدها ما تتخذه من إجراءات لحماية البلاد من الإرهاب.
وبعث رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم برقية إلى رئيس البرلمان الألماني الاتحادي نوربرت لامرت عبر فيها عن خالص العزاء وصادق المواساة لضحايا الحادث.
على صعيد متصل، دان متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية في بيان الحادث، مؤكداً تضامن مصر حكومة وشعباً مع الشعب الألماني وتعازيها للحكومة الألمانية وأسر الضحايا.
وفي بيروت، قالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان، إن «هذا الاعتداء يثبت أن الإرهاب تجاوز كل المحرمات، وبات يستخدم كل الوسائل المتاحة لإيذاء الأبرياء وإلحاق أكبر ضرر ممكن بالمدنيين».
كما دان الأزهر الشريف الاعتداء الإرهابي، مؤكداً موقفه الثابت والرافض لكل العمليات الإرهابية التي تستهدف الآمنين في كل مكان».
وعلى الصعيد الأوروبي، أعرب وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز عن صدمته إزاء الحادث واصفاً إياه بأنه «هجوم ضد الشعب الألماني وجميع الشعوب التي تتشارك القيم نفسها».
وأعرب رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر عن حزنه قائلاً «لقد صعقنا جميعنا عند سماع هذه الأنباء، وذلك لاستهداف هذه الشاحنة لتجمع كان الناس فيه يحتفلون بقرب أعياد الميلاد».
وأجرى الرئيس الأميركي باراك أوباما، اتصالاً هاتفياً بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مقدماً تعازيه بضحايا الاعتداء الدامي في برلين، وعارضاً المساعدة.