مسبار الأمل

أكد أكيهيكو ناكاشيما، السفير الياباني لدى الدولة، أن إطلاق مهمة المريخ من مركز تانيغاشيما الفضائي، خطوة مهمة، تعزز المرحلة الجديدة من التعاون الثنائي بين اليابان والإمارات في مجال البحث والتطوير في علوم الفضاء، مشيراً إلى أن «مسبار الأمل» مشروع مهم للاستكشاف العلمي. 

وقال السفير الياباني، في حوار خاص لـ«الاتحاد»، بمناسبة إطلاق «مسبار الأمل» لاستكشاف المريخ: «إنه لطالما كان المريخ كوكباً جذاباً، يلهم خيال مؤلفي الخيال العلمي، بالإضافة إلى كونه موضوعاً للاستكشاف العلمي وهندسة الفضاء. وكانت مهمة استكشاف كوكب المريخ حكراً على القوى العظمى، ولكن بفضل تطور تكنولوجيا المعلومات، أصبح الاكتشاف العلمي، والتقنيات الهندسية، والخبرات الإدارية، أمراً مشتركاً بين اللاعبين الذين يدخلون هذا التحدي». 

وأضاف: «إنها مهمة شاقة تتطلب دمج جميع التقنيات المتقدمة والناشئة، في بنية واحدة قادرة على الإنجاز، مثمناً دور المهندسين والجهات المرتبطة بمجال الفضاء في دولة الإمارات العربية المتحدة، لتفانيهم في تحقيق هذا المسعى المهم». وقال: «إن الإدارة المتميزة والالتزام القوي من دولة الإمارات، هما ما يجب أن تتحلى به الدول الأخرى، بما في ذلك دولتنا (اليابان)، فهذان الأمران يكشفان، بشكل مقنع، المهارة الإماراتية في إدارة البرامج والمشاريع عالية المستوى». 

وعن أهمية رحلة مهمة المريخ، أوضح السفير ناكاشيما، قائلاً: «إن هذه الخطوة مهمة بكل تأكيد للمرحلة الجديدة من تعاوننا الثنائي في مجال البحث والتطوير الفضائيين»، مشيراً إلى أن اليابان أنشأت المقر الرئيس لاستراتيجية تطوير الفضاء قبل عقد من الزمن، وبدأت في إطلاق برنامج تطوير الفضاء على المستوى الوطني، مع دمج جميع الأنشطة الفضائية. وفي الآونة الأخيرة، تم تعديل خطتها الرئيسة للفضاء، وتم العام الماضي إدراج «المهمة» إلى جانب أنشطة محطة الفضاء الدولية (ISS)، في هذه الخطة، التي تُعد واحدة من الأنشطة العالمية الواعدة»، مضيفاً: إن مهندسي الفضاء أسسوا قنوات اتصال فعالة في بلداننا بالفعل، وستؤدي هذه المهمة بالتأكيد إلى تعزيز مستوى التعاون بين البلدين. 

وأضاف: «بجانب الأنشطة التي ترعاها الدولة (اليابان)، تكشف الخطة أيضاً اتجاهات اللاعبين الناشئين في القطاع الخاص، مما يجلب نموذج عمل جديد، ففي اليابان، بدأ المهندسون الشباب، الذين جذبتهم علوم وهندسة الفضاء، تنظيم بعض مجموعات الأعمال الصغيرة، وآمل أن تنمو هذه البذور الصغيرة في هذا البلد»، مشيراً إلى أن كلمات مثل (المريخ.. سفينة فضاء.. رواد فضاء) باتت ملهمة للكثيرين، خاصة جيل الشباب، ومن خلال برنامج الفضاء، سنتمكن من نقش الأمل في ذهن كل طفل في العالم. 

وعن وجود الباحثين والعلماء اليابانيين في دولة الإمارات، قال السفير ناكاشيما: «هناك عدد قليل من الباحثين والعلماء اليابانيين الذين يساهمون بالعمل في مجتمع الإمارات، حيث يوجد أستاذ مساعد في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في مجال الهندسة النووية، وأستاذ مشارك في الهندسة المعمارية بالجامعة الأميركية في دبي»، مضيفاً أن «مكتب مجلس الوزراء الياباني ينظم حالياً ورش عمل للباحثين والشركات مرة واحدة سنوياً في البلدين، وآمل أن تتعمق الشراكة مع هذه المبادرات». 

 وأشار إلى أن التعاون الأكاديمي يعد أحد أهم الركائز في العلاقات الثنائية، كما هو محدد في مبادرة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين والتي تم الاتفاق عليها بين قيادتي البلدين عام 2018، عندما زار شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني، دولة الإمارات وعقد لقاء مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. 

ولفت السفير الياباني لدى الدولة، إلى أن كلاً من اليابان ودولة الإمارات العربية المتحدة تستثمران بشكل هائل في المجال الأكاديمي، انطلاقاً من الاعتقاد الراسخ بأن التعليم هو سبب ازدهار الأمة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تمر بتحول كبير من الاقتصاد المعتمد على النفط والغاز، إلى الاقتصاد المتنوع على نطاق واسع، حيث تسعى إلى تبني منهجيات مبتكرة من جميع أنحاء العالم، و«أعتقد اعتقاداً راسخاً أن الإمارات واليابان يمكنهما تقديم الكثير لبعضهما البعض في هذا الصدد». 

وأوضح السفير ناكاشيما أن واحدة من المبادرات الجارية هي التعاون بين اليابان والمؤسسات الأكاديمية المعنية بالصناعة في الإمارات، ففي يناير عام 2019، وقع معهد اقتصاديات الطاقة الياباني وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا مذكرة تفاهم لتعزيز تطوير ودعم التعاون بين الصناعة والأوساط الأكاديمية في المستقبل، وتشمل المذكرة مجالات عديدة للتعاون، من أهمها التعليم والزراعة وهندسة الروبوتات وهندسة الفضاء، وبهذه المبادرة، من المتوقع أن يتطور التعاون البحثي بين البلدين بشكل أكبر. 

وقال السفير الياباني لدى الدولة: «إنني سعيد بأن واحدة من الشركات اليابانية الرائدة كان لها دور في تخطي الوقت العصيب بسبب فيروس كوفيد - 19، وفي الوقت ذاته، كان التواصل قائماً بين المهندسين من البلدين، ويجب أن يكون مهندسونا قد تعلموا الرؤية الاستراتيجية وعملية إدارة المشروعات والبرامج المبسطة والصارمة من دولة الإمارات، في حين يجب أن يكون مهندسو الإمارات قد حصلوا على المعرفة من أنشطتنا العلمية وتكنولوجيا التصنيع الخاصة بصناعتنا الفضائية، وتلك المعرفة والتفاهم المتبادل أساس متين للتعاون الثنائي بين البلدين في المستقبل».

وقـــــــــــــــــد يهمك أيـــــــــــــضًأ :

"عيال زايد" أعلنت بدأت رحلة الـ493 مليون كيلومتر

سفراء يؤكدون أن مهمة مسبار الأمل لاستكشاف المريخ تعد إنجازًا تاريخيًا