وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية

وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية ، في بيان أمس الأحد، أن دولة الإمارات تدين هذا العمل الإجرامي الجبان الذي يستهدف زعزعة أمن واستقرار أفغانستان، ويتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية  وأكدت موقف الإمارات الثابت والرافض لمختلف أشكال العنف والإرهاب، معبرة عن تعازيها للحكومة الأفغانية وأهالي وذوي الضحايا، وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين.

وقتل 57 شخصًا على الأقل، بينهم نساء وأطفال، وأصيب 119 بجروح باعتداء انتحاري أمس الأحد استهدف مركز تسجيل للانتخابات أعلن تنظيم "داعش" الإرهابي مسؤوليته عنه. ويؤكد هذا الهجوم المخاوف الأمنية التي ترافق التحضير للانتخابات التشريعية المقررة في 20 أكتوبر، والتي تعتبر بمثابة اختبار أولي للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2019.

وسادت أجواء من الغضب والقلق في مستشفى "الاستقلال" الذي استقبل عدًدا كبيرًا من الضحايا وسط انتقادات وجهها ذووهم للحكومة لفشلها في حماية أحبائهم. وقال حسين الذي جرح أحد أقربائه في التفجير إن صبرنا بدأ ينفد. يجب أن تتحمّل هذه الحكومة المسؤولية عن أرواح كل هؤلاء الأبرياء الذين يسقطون يوميًا. وأضاف حسين "لن يذهب أحد للاقتراع بعد الآن". وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية نجيب دانيش أعلن في وقت سابق أن الضحايا هم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. ووقع الهجوم في غرب كابول في حي دشت برتشي ذي الغالبية الشيعية.

وفجّر انتحاري نفسه عند مدخل المركز حيث كان آخرون يتسلمون هوياتهم قبل التسجيل في اللوائح الانتخابية.وقال علي رسولي الذي كان ينتظر في طابور أمام المركز "وجدت نفسي مغطى بالدماء، وحولي قتلى من نساء وأطفال".وأوضح رسولي أنه شاهد "كرة نار" أمامه. وقد نقل إلى المستشفى وهو يعاني من جروح في الساق والبطن.

ويبدو من الأضرار الكبيرة أن الشحنة الناسفة كانت قوية، وشوهدت على الأرض بقع من الدماء وعدد من الجثث، وكذلك آليتان متفحمتان ومبنى من طبقتين دمر جزئيًا.وأعلن السفير الأميركي لدى أفغانستان جون باس على تويتر أن "هذا العنف العشوائي يظهر مدى جبن ولا إنسانية أعداء الديمقراطية والسلام في أفغانستان". كذلك دانت الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي الاعتداء.
ويعود آخر هجوم في العاصمة الأفغانية إلى الشهر الماضي يوم عيد رأس السنة الفارسية في 21 مارس/ آذار وقد أسفر عن سقوط أكثر من ثلاثين قتيلًا وسبعين جريحًا على الأقل. وتبنى "داعش" الهجوم.

وقال رجل يدعى أكبر غاضبًا "نعلم الآن أن الحكومة عاجزة عن حمايتنا"، موجهاً انتقادات حادة للرئيس أشرف غني قبل أن يقطع تلفزيون "طلوع" المقابلة معه.وكان الحشد المحيط به يهتف "الموت للحكومة" و"الموت لطالبان"، مشيرين إلى الوثائق وصور الهويات المبعثرة على الأرض.وفي المستشفى يبكي أحد الجرحى قائلًا "لعن الله المهاجم. أين بناتي. لقد فقدت بناتي".

وأدى انفجار قنبلة على أحد الطرقات في ولاية بغلان أمس/ الأحد إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم طفلان وثلاث نساء.ويقر مسؤولون بأن الموضوع الأمني يثير قلقًا بالغًا لأن حركة طالبان وجماعات مسلحة أخرى تسيطر على مساحات واسعة من البلاد.ويشكل العنف أكبر عقبة أمام سير الانتخابات، كما تقول اللجنة الانتخابية التي فتحت مراكز لتسجيل الناخبين في المدارس والجامعات خصوصًا. وكل المراكز يحرسها شرطيون يقومون بتفتيش الداخلين إليها.

وقال نائب حاكم ولاية بدغيس فايز محمد مويزاده إن صواريخ أدت الجمعة إلى سقوط قتيل وجرحى بين رجال الشرطة الذين يتولون حمايته في المنطقة. واتهم المسؤولون المحليون طالبان بالهجوم.وعبرت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للاعتداء. وجدد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية التأكيد على تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب أفغانستان ضد الإرهاب والتطرف. كما أدانت مصر الاعتداء، وأكدت وقوف مصر حكومة وشعباً مع أفغانستان في مواجهة الإرهاب البغيض".

وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني بشدة التفجير. وقال إنه جريمة إرهابية مروعة تتنافى مع كافة القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية مؤكدًا ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي للوقوف مع أفغانستان.وبدوره أدان الأزهر الشريف بشدة الهجوم الإرهابي مؤكداً أن إراقة الدماء المعصومة وترويع الآمنين أمر تجرمه كافة الشرائع والمواثيق الدولية، ويعد نوعًا من أنواع الإفساد في الأرض، ما يوجب على المجتمع الدولي ضرورة تكثيف الجهود والتكاتف، واتخاذ خطوات جادة لمواجهة تلك العصابات الإرهابية، وتجفيف منابعها.